صخور كتيمة ممتدة عبر الأفق، هذه هي الهوية الطبيعية للجنوب في سورية، فما إن تغادر ريف "دمشق" باتجاه محافظة "القنيطرة" حتى ترحب بكتل من الصخر لا يمكن أن تنسى جغرافيتها الفريدة التي تعبق بالماضي. البازلت وفن التعامل معه، مهنة بدأت تنتشر في منطقة "الجولان"، مستفيدة من وجود أحجار البازلت في أعمال البناء على اعتبار أنه متوافر في المنطقة وهو من المواد العازلة، ومن هنا ولدت فكرة إقامة منشآت صناعية على أرض المحافظة لقص أحجار البازلت.

المهندس "حكمت بارسباي" صاحب منشأة "الجولان" لقص البازلت، عن ولادة فكرة المنشأة حدثنا بالقول: «ساعدني في تحقيق الفكرة، توفر المادة الخام ورخص الأراضي واليد العاملة، ونقاوة وصفاء وصلابة الحجر البازلت الجولاني، بسبب برودة منطقة "الجولان" في الشتاء، فمن المعروف أنه كلما تعرض البازلت للبرودة، كلما كان أقسى، ناهيك عن تأثير نشأتي في إحدى قرى "الجولان" في بيت عربي مبني من حجر البازلت والقرميد الأحمر، وممارسة العمل مع عمي في بناء المنازل في قريتنا "بئر عجم"، المبنية من حجر البازلت الجولاني».

ساعدني في تحقيق الفكرة، توفر المادة الخام ورخص الأراضي واليد العاملة، ونقاوة وصفاء وصلابة الحجر البازلت الجولاني، بسبب برودة منطقة "الجولان" في الشتاء، فمن المعروف أنه كلما تعرض البازلت للبرودة، كلما كان أقسى، ناهيك عن تأثير نشأتي في إحدى قرى "الجولان" في بيت عربي مبني من حجر البازلت والقرميد الأحمر، وممارسة العمل مع عمي في بناء المنازل في قريتنا "بئر عجم"، المبنية من حجر البازلت الجولاني

  • الحصول على البازلت والتعامل معه
  • المهندس حكمت بارسباي

    وعن كيفية الحصول على أحجار البازلت وطريقة العمل في المنشأة تحدث المهندس "حكمت" قائلاً: «نحصل على الحجارة من أراضي الفلاحين المستصلحة، فالعملية مصلحة متبادلة وفائدة للطرفين، الفلاح يرغب بتنظيف وتعزيل حقله من الحجارة، ونحن في المنشأة نبحث عن هذه المادة الأولية لعملنا، فطبيعة عملنا تصب في هذا المجال ضمن الحفاظ على نظافة البيئة.

    في المرحلة الأولى للعمل يتم قص الحجارة الكبيرة إلى ألواح كبيرة، وفي المرحلة الثانية يتم نقل الألواح المقصوصة، إلى المقص الثاني المسمى "منشار التربيعة" وهو ذو قطر أصغر من الأول، من أجل قص الزوائد على حواف اللوح الحجري "تهذيب"، للحصول على الشكل النهائي لحجر البازلت».

    الواح من قطع البازلت

    * أنواع البازلت

    وعن أنواع الحجر المصنّع في المنشأة يضيف "بارسباي" «لحجر البازلت المصنّع أنواع منها "حجر البوشارد" الناعم، يتم الحصول على هذا النوع من الحجارة، بعملية جلي للحجر المقصوص، بواسطة "الجلاية"، التي تعطيه الملمس الناعم. وهناك الحجر "المبوّز" وهو حجر طبيعي يتم تكسيره بمطرقة خاصة تعطيه منظراً جميلاً. إضافة إلى حجر "الشاحوطة" وهو حجر يعتمد كثيراً في بناء المنازل وله شكل معماري جميل، وأخيرا بلاط الأرضيات.

    في عملنا لا يوجد مخلفات للتلف، حيث نستفيد من فتات الحجر في عمل ألواح حجرية من القطع الصغيرة، ويتم الاستفادة من القطع الصغيرة، من خلال لصقها على قطع من القماش أو الخيش، وتستخدم في تزيين وبناء المنازل والفلل».

  • أسعار حجر البازلت وتسويقه
  • ولمعرفة بعض أسعار أحجار البازلت يذكر المهندس "حكمت": «أسعار رخام البازلت هي أرخص من حجر الرخام، وتختلف بحسب نوع الحجر أو القطعة، مثلاً حجر البوشارد سعر المتر قرابة 600 ليرة سورية، والمتر المربع لبلاط الأرضيات 400 ليرة سورية، ومتر الأحجار الصغيرة نحو 1000 ليرة سورية. وفيما يخص القطع المنحوتة فهي تباع بالقطعة الواحدة بحسب نوع العمل والنحت، و قد يصل سعر اللوحة مثل " الشامونية" إلى نحو 40 ألف ليرة سورية، وقنطرة منحوتة لمدخل المنزل أو الفيلا نحو 80 ألف ليرة سورية، إضافة إلى العديد من الأشكال والمنحوتات الحجرية التي يرغب بعض الزبائن بتصنيعها، لتزيين منازلهم مثل الطيور والحيوانات الخرافية ونوافير المياه والشلالات».

    وعن كيفية تسويق حجارة البازلت أضاف: «هناك إقبال كبير على حجر البازلت الجولاني، محلياً وعربياً وفي الأسواق الأوروبية، حيث وصلت حجارة البازلت الجولانية إلى "قبرص- بريطانيا و"الإمارات العربية المتحدة والسعودية" من خلال بناء وإكساء العديد من الترسات والفيلات، كما ساهمنا في "الولايات المتحدة الأمريكية" في بناء جدار لإحدى الكنائس"، وفي "ألمانيا" شاركنا ببناء فيلا كبيرة عبارة عن قصر، مزين بكل محتوياته بالحجر البازلتي الجولاني من إنتاج المنشأة.

    إضافة إلى مشاركتنا في معرض بيلدكس 2009 عرضنا فيه لبعض منتجات المنشأة من تحف ومنحوتات وحجارة زينة».

    يشار هنا إلى أن منشأة "بازلت جولان تسهم في تأمين فرص عمل لأكثر من أربعة عشرة عاملاً، يعملون في إنتاج وتصنيع حجر البازلت.