«"الجلابية او القفطان او الشرش"، يعد اللباس التقليدي المميز للمرأة في محافظة "القنيطرة"، تلبسه في كافة المناسبات والأماكن».

الكلام للسيد "نور أباظة" في حديث لموقع Qunaytra يوم الثلاثاء 17/2/2009 مضيفاً: «رغم التطور الكبير الذي يشهده عالم الموضة والأزياء واللباس، وتطور الحياة معه، إلا أن الجلابية تبقى هي اللباس والزى الشعبي التقليدي، الأكثر شيوعاً بين الأزياء التي ترتديها المرأة الجولانية. حيث تقضي السيدة معظم أعمالها المنزلية والزراعية، وهي ترتدي زيها الشعبي "الجلابية".

الناس في منطقتنا سواء الرجال او النساء، يفضلون ارتداء الجلابية، كزي شعبي محتشم ومحافظ، اضافة الى كون الشرش لباسا بسيطا وجميلا وأنيقا في نفس الوقت. ويزداد إقبال الناس على شراء الجلابية في المناسبات. وفي بعض الأحيان يصعب تأمين بعض الطلبات على بعض الجلابيات، التي تحتوي على بعض الزخارف والرسوم والزخرفات، او حتى على نوعية معينه من القماش، الذي تحاك منه الجلابية. وأشهر الأنواع التي يقبل الناس على شرائها، تلك الجلابية المصنوعة بطريقة تقليدية محضة، وتكون مخاطه ومطرزة باليد، مع استعمال نوعية جيدة وراقية من الأقمشة. لقد اعتاد الناس على تقديم الجلابية كهدية ثمينة وذات قيمة كبيرة، يقدمها الرجل للزوجة كهدية في المناسبات والأعياد والأفراح

ويعد لباس المرأة في قرى ومناطق محافظة "القنيطرة"، للقفطان او الشرش، عادة ما يكون من الأنواع الفاخرة والمكلفة، لأنها تلبسه داخل المنزل، ووفي المناسبات المهمة والأفراح، نظراً لتميز الجلابية بكونها لباسا عمليا، وزيا شعبيا، يخفي جسد المرأة ويحفظه.

الجلابية لباس المارة التقليدي

تختلف الجلابية التي ترتديها المرأة المتزوجة، عن تلك الجلابية التي تلبسها الفتاة العازبة. من ناحية الشكل الخارجي، حيث تتكون جلابية المرأة المتزوجة من قطعتين، ووجود فتحة على منطقة الصدر، من اجل تسهيل عملية الإرضاع في حالة الولادة، بينما جلابية الفتاة العزباء، تكاد تخلو من هذه الفتحة اضافة الى وجود الكثير من الزخارف والنقوشات على الصدر والأكمام».

السيد "احمد حمادة" صاحب محل لبيع الأزياء النسائية ومن ضمنها الجلابيات، يقول: «الناس في منطقتنا سواء الرجال او النساء، يفضلون ارتداء الجلابية، كزي شعبي محتشم ومحافظ، اضافة الى كون الشرش لباسا بسيطا وجميلا وأنيقا في نفس الوقت. ويزداد إقبال الناس على شراء الجلابية في المناسبات.

وجه من الجولان

وفي بعض الأحيان يصعب تأمين بعض الطلبات على بعض الجلابيات، التي تحتوي على بعض الزخارف والرسوم والزخرفات، او حتى على نوعية معينه من القماش، الذي تحاك منه الجلابية. وأشهر الأنواع التي يقبل الناس على شرائها، تلك الجلابية المصنوعة بطريقة تقليدية محضة، وتكون مخاطه ومطرزة باليد، مع استعمال نوعية جيدة وراقية من الأقمشة. لقد اعتاد الناس على تقديم الجلابية كهدية ثمينة وذات قيمة كبيرة، يقدمها الرجل للزوجة كهدية في المناسبات والأعياد والأفراح».

السيد "كفاح صالح" صاحب محل لخياطة الالبسة الرجالية والنسائية في قرية "حرفا"، يشير الى أن الكثير من النساء يرتدن المحل من اجل تفصيل الجلابيات.

احمد حمادة

ويضيف: «تتكون الجلابية الجولانية عادة من قطعة واحدة، او قطعتين، جلابية قصيرة على شكل قميص وسروال، يناسبها من نفس القماش واللون وطريقة الخياطة، وهذه التفصيلة الجديدة من الجلابية، مأخوذة عن بلاد "المغرب" العربي، وهذا النوع يعد من إبداع جيل الشباب من المصممين الجدد، الى جانب أشكال أخرى تشعرك بالارتياح وتدل على البساطة، والاستجابة لمعيير اللباس العصري.

حيث تجد العديد من الأشكال والألوان التي تصنع منها الجلابية او الشرش، ناهيك عن الأشكال الألوان المتعددة التي تسود في هذه الأيام. وعلى الرغم من تسيد اللون الأسود والكحلي للجلابية.

إلا أننا نصادف اليوم جلابيات ذات ألوان أخرى، مثل الخمري والبرتقالي والبني والأحمر، وهذا يرجع الى تعدد أذواق وطبائع النساء. ومع تعدد الألوان التي دخلت على صناعة الجلابية، أصبح المجال أوسع أمام السيدة لاقتناء أكثر من جلابية، وارتداء الجلابية المحددة في هذه المناسبة او تلك، تبعاً لطبيعة المناسبة والموقف وطبيعة العمل الذي تقوم به».

الآنسة "رنا الخالد" العاملة في احدى ورشات الخياطة والمشاغل اليدوية، في بلدة "خان أرنبة"، تشير الى أن الجلابية او الشرش كما يسميه الكثير من الأهالي، لم تعد تقليدية او ثقيلة، كما كانت عليه قبل عشرات السنين.

وتضيف: «حافظت المرأة في قرى وبلدات "الجولان"، على زيها الشعبي التقليدي القديم على مر العصور وما زالت تتمسك بهذا الزي الشعبي البسيط، الذي يصلح لكل المناسبات والأوقات، ويتناسب مع كل عصر ومع طبيعة كل الأعمال.

لقد أصبحت الجلابية تتسم بتصاميم عصرية، ويمكن أن تلبسها المرأة العصرية المتوسطة العمر، او الشابة وحتى المتقدمة بالسن. بالإضافة الى سهولة التنويع فيها، عن طريق استعمال العديد الأقمشة والألوان. واليوم تعود الجلابية الى المشاغل اليدوية، كنوع من الإنتاج القديم المطور، وتنتج المشاغل اليدوية الجلابيات بأنواعها، وتقدم هذه المشاغل أنواعا متعددة وبألوان وأشكال متنوعة، لتلبية أذواق العامة والدخول الى الأسواق العربية، وخصوصاً الخليجية منها. حيث غدت الجلابية المحبوكة في الورش والمشاغل اليدوية التي تنتشر في المحافظة، مرغوبة أكثر من غيرها في الأسواق الخليجية، نظراً لتنافسية السعر والجودة».

السيد "عبدو عثمان" صاحب مشغل للأعمال اليدوية، في بلدة "مزرعة بيت جن"، يقول: «المنافسة قوية في السوق سواء المحلي او الخليجي، حيث برع السوريون في صنع الجلابية.

والثوب الجولاني والحوراني، هو سيد الموقف في عملية التسوق، وهذا ما نلحظه من خلال ازدياد طلب وحركة المبيع. لقد دخلت أنواع جديدة من الأقمشة في صناعة الجلابيات، فتجد أقمشة الجينز والسلاب والتويه والمالنج والخاوية، وجميعها مستوردة من "الهند والباكستان واندونيسيا".

وتصنع في المشاغل اليدوية وتصدر الى دول "الخليج العربي"، لان نساء الخليجيات لديهن القدرة الشرائية العالية لهذا المنتج الوطني الجميل، ونحن في المشغل نقوم باستلام الطلبات من الوكيل، وبدورنا نوزعها على الفتيات في المشاغل وحتى في المنازل، من اجل إكمال أعمال الزخرفة والرسومات على الجلابية، ومن ثم نعود لاستلام الجلابيات وتسليم الطلبية للوكيل.

وهذا النشاط التجاري ساعد في انتشار الكثير من المشاغل اليدوية، التي ساهمت في تأمين الكثير من فرص العمل والمردود المادي للكثير من الأسر في المنطقة».

السيدة "حلوة صالح" تشير الى أن ثمة تقاليد وعادات اجتماعية، باتت راسخة لدى جمهور النساء في محافظة "القنيطرة" حول ارتداء الجلابية، سواء في المناسبات كالزواج او الخطبة، وحتى خلال تفاصيل الحياة اليومية.

فعلى الرغم من غياب مشاهدتها خلال ساعات الدوام الرسمي في المؤسسات والدوائر الحكومية لكن المشاهد المسائية توحي أنها ما زالت تشكل حيزاً كبيراً من تقاليد نساء المحافظة، ولا سيما لعلاقتها باحتواء الجسم وعدم تقديمها لتفاصيل يرفض مجتمعنا إبرازها، لذلك تبدو الجلابية اللباس الشعبي الرسمي المناسب لجميع اعمار السيدات ولكل الأزمان والأماكن».