«اعتدت منذ أكثر من عشر سنوات، على المجيء إلى المخبز، لشراء خبز المنزل، في ساعات الصباح بشكل يومي».

بحسب كلام السيد "عبد الستار" في لقاء مع موقع eQunaytra (يوم الخميس 6/11/2008)

أحضر عند الساعة السادسة من صباح كل يوم، من أجل شراء مادة الخبز من المخبز الاحتياطي، لبيعه للمواطنين في قرى "نبع الفوار- عين النورية- الحلس- حرفا"، بواسطة "الفان". تبلغ مخصصاتي من الخبز نحو 650 ربطة خبز يومياً، تزداد في أيام العطل والأعياد. أبيع ربطة الخبز بسعر 17 ليرة سورية، للمواطنين مباشرة، أما بالنسبة للمحلات فهي تبيع الربطة بسعر 20 ليرة سورية

وأضاف: «بحكم عملي في مديرية الزراعة، القريبة من مكان الفرن الاحتياطي، فقد تعودت على شراء مادة الخبز من هنا، على الرغم من وجود معتمد لبيع الخبز في قريتي "نبع الصخر". إضافة إلى نوعية الخبز الجيدة المتوفرة في المخبز الاحتياطي، وهذه ليست شهادتي وحدي، بل يمكنك أن تشاهد الأعداد الكبيرة التي تصطف بالدور، من أجل الحصول على الخبز، ومع ذلك لا يضطر المواطن للوقوف أكثر من عشر دقائق، على الأكثر للحصول على خبز البيت».

مدير مخبز الاحتياط

السيد "عمر عبد الرحيم" مدير المخبز الاحتياطي "بالقنيطرة" تحدث قائلاً: «شهدت محافظة "القنيطرة" حركة استقرار كبيرة، من قبل أبناء المحافظة الذين كانوا يقطنون في تجمعات النازحين، وعادوا واستقروا في قراهم ومزارعهم، هذا التواجد الكبير للمواطنين، دفع المسؤولين في المحافظة، للتفكير في بناء الفرن الاحتياطي، وهو الفرن الثاني في المحافظة، بعد أن تم الانتهاء من بناء الفرن الأول المعروف باسم "الفرن الغربي". يقوم الفرن الاحتياطي بإنتاج مادة الخبز، وبيعها بشكل مباشر للمواطنين، من خلال نوافذ البيع المخصصة للإخوة المواطنين. إضافة إلى بيع مادة الخبز، لبعض المعتمدين الجوالين في قرى وبلدات محافظة "القنيطرة"، ابتداء من آخر قرية في جنوب المحافظة وهي قرية "عين التينة" وانتهاء ببلدة "حضر" عند سفوح "جبل الشيخ". ومن آخر قرية عند الشريط الحدودي، مثل قرية "الرفيد" و"غدير البستان" وحتى قرية "الكوم الشرقي" عند مدخل "القنيطرة" الشرقي. تبلغ مخصصات الفرن من مادة الطحين، نحو 16 طناً يومياً، إضافة إلى تخصيص احتياطي من مادة الطحين تقدر بنحو 56 طناً تكفي لعمل الفرن مدة خمسة أيام، في حال الانقطاع أو الطوارئ، وهي كمية مقبولة ونسعى من أجل زيادة هذه الكمية، في السنة القادمة، بعد الزيادة السكانية الكثيفة التي تشهدها قرى وبلدات "القنيطرة"، هذا الأمر الذي يحتم علينا التفكير ملياً في تأمين مادة الخبز للجميع، مع الأخذ بالحسبان توفير مخصصات احتياطية في أوقات فصل الشتاء، تحسباً لأي انقطاعات قد تحدث في طريق عام "دمشق- القنيطرة". يعمل في المخبز الاحتياطي نحو 16 عاملاً، وهم من العمال الذين يعملون بنظام الإنتاج والوارديات. يبدأ العمل في المخبز منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وحتى الساعة الخامسة مساءً، بمعدل 16 ساعة يوميا، يتم بيع المواطنين ربطة الخبز ضمن التسعيرة الحكومية والبالغة 15 ليرة سورية للربطة الواحدة، مع السماح للمعتمدين ببيع الربطة بثمن 17 ليرة سورية، وفي الفترة الأخيرة تم إضافة مبلغ نصف ليرة زيادة لسعر الربطة، من أجل مواكبة ارتفاع أسعار المحروقات، هذا بالنسبة للمعتمدين فقط. نعمل في الفرن على مدار أيام الأسبوع، ما عدا يوم العطلة الأسبوعية، التي تبدأ من بعد ظهر يوم الجمعة، وحتى بعد الظهر من يوم السبت». وعن كيفية الوصول إلى المخبز الاحتياطي، أشار السيد "عمر" إلى أن الفرن يقع وسط منطقة تجمع مديريات البيئة ونقابة المهندسين، ومديرية الخدمات الفني "بالقنيطرة"، وهي منطقة مخدمة بالسرافيس طوال ساعات النهار، والدوام الرسمي.

وأثناء تجولنا على أقسام المخبز الداخلية التقينا السيد "نزار" الذي يعمل في صالة البيع قائلاً: «يبدأ عملنا في الصالة، من الساعة الخامسة والنصف صباحاً، ويستمر حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر. نعمل في الصالة ثلاثة عمال، اثنان لتعبئة الخبز في أكياس النايلون، وأنا أقوم بالبيع للمواطنين من خلال أربع نوافذ، اثنتان للرجال واثنتان للنساء، كما يساعدنا في العمل في الصالة، عاملان يقومان بتوضيب ربطات الخبز وتجهيزها، ووضعها على الرفوف، من أجل بيعها لمعتمدي القرى، الذين يحضرون في الساعات الأولى من الصباح. يتم بيع ربطة الخبز للمواطن ضمن التسعيرة الحكومية والبالغة 15 ليرة سورية».

صالة بيع الخبز

بدوره أوضح السيد "ياسر" العامل على العجانة، طبيعة عمله فقال: «أحضر إلى الفرن في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، حيث أقوم بالتجهيز وإعداد الطحين ووضعه في العجانة، وبعد تحضير الكمية المطلوبة، أقوم بتشغيل العجانة الكهربائية، وترك العجين لفترة من الوقت للتخمير، وهي الفترة اللازمة لاختمار العجين، وقد تستغرق وقتاً يختلف بحسب طبيعة الجو والحرارة واختلاف الفصول. في هذه الأثناء يقوم الشباب الذين يساعدونني في الفرن، بتشغيل بيت النار، وتجهيز كافة أقسام الفرن، مثل "القطاعة والرقاقة" والبساط الدوار. بعد التأكد من تخمر العجين، ضمن العجانة، يتم البدء بالعمل الذي يستمر حتى الانتهاء من كامل الكمية المخصصة للاستهلاك اليومي، وأحياناً نقوم بالعجن مرتين في اليوم، مثل أيام العطل أو أيام المناسبات والأعياد».

وعن المواد المضافة إلى الطحين من أجل إتمام عملية العجين، أوضح أن يقوم بإضافة كميات محددة من الماء الصافي، والملح الصخري، وقطع الخميرة، ليتم خلطها مع بعضها البعض بشكل جيد. وكلما كانت الكميات مطابقة للمواصفات كلما كان لدينا رغيف شهي من الخبز، هذا الموضوع يحتاج أولاً إلى المصداقية وثانياً الخبرة في العمل، التي تتراكم مع الوقت، لأن رغيف الخبز من الحاجيات الاساسية للمواطن، وبالتالي يجب إعطاؤه الأهمية التي يستحقها، وكلما كان رغيف الخبز جيداً وناضجاً، كلما ازداد مردود الفرن المادي، وازدادت ثقة الناس بنوعية الخبز الذي نبيعه.

عبد الستار

«أحضر عند الساعة السادسة من صباح كل يوم، من أجل شراء مادة الخبز من المخبز الاحتياطي، لبيعه للمواطنين في قرى "نبع الفوار- عين النورية- الحلس- حرفا"، بواسطة "الفان". تبلغ مخصصاتي من الخبز نحو 650 ربطة خبز يومياً، تزداد في أيام العطل والأعياد. أبيع ربطة الخبز بسعر 17 ليرة سورية، للمواطنين مباشرة، أما بالنسبة للمحلات فهي تبيع الربطة بسعر 20 ليرة سورية». بحسب كلام السيد "حسان الصالح"- معتمد لبيع الخبز في القطاع الشرقي- وأوضح "الصالح" أنه يقوم بجولة ميدانية على القرى، لبيع قوت المواطنين اليومي، من الساعة السابعة صباحاً، وحتى الساعة العاشرة، أي بعد استكمال البيع لكافة القرى المخصصة في فاتورة الخبز، المعتمدة عند مديرية التجارة والتموين "بالقنيطرة".

من جهته الحاجة "أم محمود" وهي ربة منزل، وتبلغ من العمر 65 عاماً أشارت إلى أنها تحّن إلى أيام خبز الصاج والتنور، وهي لم تعد قادرة على خبز الصاج، نظراً لظروفها الصحية، وبالتالي فهي تسعى لتأمين خبز البيت من المخبز الاحتياطي، لأن خبزه برأيها أفضل من معظم الأفران في المحافظة، ولها طريقتها الخاصة في كيفية حفظ رغيف الخبز لأطول فترة ممكنة، دون أن يلحق به الضرر أو التلف.