تنتشر زراعة أشجار التين في محافظة "القنيطرة" بمعظم قراها ومناطقها، وتعد قرية "حضر" من القرى المتميزة بهذه الزراعة لكونها تحتاج إلى منطقة جبلية مرتفعة وتربة رطبة ومناخ بارد.

موقع eQunaytra التقى السيد "حسين المحمد" أحد مزارعي أشجار التين الذي حدثنا عن موسم التين هذا العام قائلاً: «يعد موسم التين هذا العام من المواسم المتميزة في محافظة "القنيطرة"، ومادة التين مطلوبة بكثرة لصنع المربيات والتين "المجفف" والتين "اليابس"، ويوجد لدي حوالي /15/ دونماً من أشجار التين وبلغ الإنتاج حتى الآن ما يقارب /20/ طناً وهذا رقم جيد بالنسبة للأشجار المثمرة الأخرى».

في كل عام نقوم بشراء /80/ كغ من التين بكافة أنواعه وأصنافه ونصنع منه المربى وقسم منه لتصنيع التين المجفف الذي نأكله في فصل الشتاء، وعادة نقوم بشراء التين من قرية "حضر" لأنها تتميز بمنتج جيد وأنواع متميزة

أما السيد "عبد العزيز سليمان" يقول: «في كل عام نقوم بشراء /80/ كغ من التين بكافة أنواعه وأصنافه ونصنع منه المربى وقسم منه لتصنيع التين المجفف الذي نأكله في فصل الشتاء، وعادة نقوم بشراء التين من قرية "حضر" لأنها تتميز بمنتج جيد وأنواع متميزة».

السيد سلمان أبو قيس

وللتعرف على واقع زراعة التين وتسويقه في قرية "حضر" التقينا السيد "سلمان أبو قيس" الذي يعمل في تسويق المنتجات الزراعية في القرية فقال: «شجرة التين شجرة مباركة وورد ذكرها في القرآن الكريم، وهي مادة مفيدة وجيدة ومطلوبة في منازلنا، وهنا في قرية "حضر" يوجد العديد من أنواع التين منها التين "الصيداوي" الأبيض الذي يصلح للمربيات والمعاقيد ولصنع التين المجفف والتين اليابس والمرث، والتين "البقريطي" الذي يتميز بقلبه الأحمر أو الوردي يصلح للأكل والتين اليابس، والتين "الأسود" ومنه عدة أصناف "العسيلي" و"الجبلي" و"العصفوري" وجميعها أسماء محلية وهذا التين للأكل فقط، وجميع أشجار التين في قرية "حضر" تزرع بعلاً حيث تبلغ المساحة المزروعة بالتين في القرية حوالي /4700/ دونم ويرتبط إنتاج الشجرة بعمرها حيث يتراوح إنتاج الشجرة الواحدة ما بين /60-200/ كغ ويبلغ إنتاج قرية "حضر" /600-900/ طن سنوياً ويستمر موسم التين لمدة شهرين بدءاً من 1/9 ولغاية 1/11 حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد من التين بين /30-50/ ليرة سورية وذلك حسب جودة المنتج».

وعن عملية التسويق يقول السيد "سلمان": «يقوم المزارعون بجني المحصول وفرز المنتج الجيد منه ويوضع في صناديق بلاستيك مختلفة الأحجام بشكل جيد وأنيق، وأنا بدوري أقوم بتوزيع وتسويق قسم منها إلى المعامل بمحافظة "دمشق" والقسم الآخر في الأسواق المحلية داخل وخارج المحافظة، وفي بعض السنوات تم تصدير التين "الصيداوي" إلى "بريطانية" عبر الطائرات وتم بيعه بأسعار عالية جداً لكونه نوعاً متميزاً في "سورية" ويوجد بكثرة في قرية "حضر"، ولكن نعاني من عدم وجود معامل سواء قطاع عام أو خاص لتصريف وتسويق منتجاتنا الزراعية المتنوعة والمتميزة، بالإضافة إلى عدم وجود معامل لصناعة البلاستيك مثل الصناديق البلاستيكية لكوننا نقوم بشراء كميات كبيرة من "دمشق" ويتم استهلاك ما يقارب /1000/ صندوق بلاستيكي يومياً، فهذه المعامل توفر الجهد والتعب والتكاليف على المزارع بالإضافة إلى تسوق منتجاتنا».

التين العسيلي

المهندس "على مصطفى" رئيس دائرة الشؤون الزراعية في مديرية زراعة "القنيطرة" يقول: «التين شجرة كبيرة قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أمتار ويمكن أن يكون لها أكثر من ساق وغير متشابكة الأغصان وتأخذ أشكالاً مختلفة منها الهرمي والكروي وأحياناً مظلة ويمكن أن تكون مفترشة، تعيش الشجرة بالمتوسط من /50-70/ عاماً وأحياناً تصل إلى /100/ عام في الظروف البيئية الملائمة وفي حال عدم انخفاض درجات الحرارة في الشتاء إلى الحدود التي تؤذي الشجرة، كما تستطيع شجرة التين أن تنمو وتثمر في أماكن لا يمكن لأي نوع شجري مثمر آخر أن يعيش فيها حيث نجدها في الأراضي الصخرية وعلى حافة الجدران والكهوف وعلى حواف الطرق، ولها قدرة على التأقلم والعيش في ظروف التربة المختلفة، وإن التربة المفضلة لزراعة التين هي التربة البنية المتوسطة الطينية الرملية الدافئة، وهي من أكثر الأشجار تحملاً للعطش ومقاومة الجفاف وذلك لقدرتها على امتصاص الرطوبة من التربة مهما كانت نسبتها منخفضة بفضل جهازها الجذري الكثيف، بالإضافة إلى أنها لا تحتاج إلى تسميد غزير، وتبدأ أشجار التين في إعطاء الثمار في العام الثالث أو الرابع من زراعتها بالمكان المستديم وفي بعض الأحيان يمكن أن تبدأ بالإثمار في العام الثاني وفي هذه الحالات يجب إزالتها، وذلك لتوجيه طاقة الشجرة نحو تكوين هيكلها وعادة تبدأ أشجار التين بإعطاء محصول تجاري اعتباراً من السنة الخامسة أو السادسة».

ويتحدث السيد "ميسر السيد" في كتابه "العودة إلى أحضان الطبيعة"* عن فوائد التين الطبية: «يتميز التين باحتوائه على المادة الضرورية التي تفيد الغضاريف والأربطة بالجسم بخاصة الغضاريف بين العمود الفقري التالفة كالديسك والانقراص، وهو ملين بخاصة إذا أخذ صباحاً ومساءً باعتدال ليمنع حدوث الإمساك، مقوي للأبدان بشكل عام يقاوم العديد من الأعراض والأمراض ويقلل الحوامض في المعدة ولا تختلف فائدة التين الطري عن التين المجفف من حيث جميع خصائصه، ومغلي التين المجفف يفيد الجهاز التنفسي في التهاب قصيبات الرئتين والحنجرة ويقطع السعال، ويوصف لكثير من الحالات كغذاء مميز وكعلاج لكسل الأمعاء والحروق والخراجات والقروح، كما يوصف كلزقات لشفاء البثور، يفيد الحوامل والرضع».

حقول التين

والجدير بالذكر بأن أشجار "التين" و"التوت الشامي" و"الكرز" في قرية "حضر" نظيفة وخالية من الأسمدة العضوية والمبيدات الحشرية وجميعها يزرع بعلاً.

المراجع:

  • "ميسر السيد" - "العودة إلى أحضان الطبيعة" /"دمشق" – "سورية"/ صفحة /94-95/.