«أحاول الالتحاق بالدورات الإرشادية والتوعية، التي تقيمها الوحدة الإرشادية في القرية، بين الحين والآخر، بهدف الاستفادة من الخبرات العلمية، وتطبيق كل ما هو جديد في مجال زراعة أشجار التفاح».

الكلام للسيد "جمال العسراوي" من قرية "دربل" الواقعة على سفوح جبل الشيخ في حديث لموقع eQunaytra والذي أضاف: «مهما حاول المزارع الاعتماد على خبراته العملية في تحسين الإنتاج، إلا أنه يبقى بحاجة إلى مثل هذه الدورات في الإرشاد الزراعي، للاستفادة منها في رعاية أشجار التفاح، إضافة إلى اعتماد الطرق الحديثة في التعامل مع الطبيعة، والقضاء على الحشرات التي تتعرض لها أشجار التفاح».

إن أهمية إقامة الندوات العلمية، إضافة إلى الجولات الميدانية إلى الحقول، لها فائدة تعود على الفلاح أولا وعلى الإنتاج الذي ينتفع منه شريحة كبيرة من المستهلكين

من جهته قال المهندس "صياح أبو مرة" رئيس الوحدة الإرشادية في قرية "عرنه" المتربعة في حضن جبل الشيخ: «إن الوحدة تقوم بالتعاون مع الجمعية الفلاحية، والرابطة الفلاحية، بإقامة العديد من الندوات العلمية الإرشادية، في مقر الوحدة للإخوة المزارعين، والتي تدور مواضيعها عن الإنتاج والأشجار المثمرة، بهدف اطلاعهم على كل ما هو جديد في أساليب مكافحة حشرة التفاح، وتزويدهم بأحدث الأساليب والمبيدات، التي ينصح الإخوة المزارعون باستخدامها لهذه الغاية. هذه الدورات تلقى قبولاً وحضوراً لافتاً لدى معظم الفلاحين، الذين ينقلون بدورهم المعلومة إلى باقي الفلاحين في القرية.

جمال العسراوي

إضافة إلى ذلك تقوم الوحدة بالتنسيق مع الجمعية الفلاحية، بالقيام بجولات ميدانية على حقول المزارعين، تهدف إلى الاطلاع على بعض الأمراض التي تتعرض لها أشجار التفاح، ولقاء المزارعين في حقولهم، كما تقوم الوحدة الإرشادية بتقديم المبيدات الحشرية، ومنها مادة "فوسفيت الزنك" لمكافحة فأر الحقل، ضمن خطة وزارة الزراعة الهادفة إلى مساعدة الإخوة المزارعين في القضاء على هذه الحيوانات التي تحتاج إلى تكافل وتعاون جميع الجهات المعنية، للقضاء عليها. إضافة إلى ما سبق هناك ما يعرف بمدارس المزارعين الحقلية لموسم التفاح، وهي طريقة إرشادية تهدف إلى نشر المعلومة الزراعية على الفلاحين، ضمن الحقول، وهذا النشاط للفلاحين النشيطين، وهي عبارة عن تشكيل مجموعة من الإخوة الفلاحين المتميزين والمهتمين والنشيطين بمجال أشجار التفاح، يبلغ عددهم نحو خمسة عشر مزارعاً، يقومون بنشاط ميداني على البساتين، لتطبيق المعلومة الزراعية التي يتلقونها في الوحدة الإرشادية، على الأشجار مباشرة، من بداية الزراعة لنهاية الموسم. ولا ينتهي عملنا عند هذا الحد، بل يتعدى ذلك، من خلال الإشراف على عمليات تخزين وتوضيب إنتاج التفاح، في البرادات الأهلية، حتى يتم حفظ ثمار التفاح بمواصفات جيدة، لأطول فترة زمنية ممكنة».

المهندس "احمد جورية" من فريق العمل الميداني يقول: «شجرة التفاح من الأشجار التي تحتاج إلى عناية ورعاية فائقة، وهي من الأشجار التي تتعرض للكثير من الحشرات، وتصاب ببعض الأمراض الخطيرة، التي قد تؤدي إلى القضاء على الشجرة. لذلك نحرص في الرابطة وبالتعاون مع الوحدة الإرشادية والجمعيات الفلاحية، المنتشرة في كل قرية وبلدة من قرى المنطقة، للعمل معاً وتقديم المساعدة والاستشارة العلمية للفلاح. ومن اجل هذه الغاية نقوم بالجولات الميدانية على اغلب الحقول والبساتين، في المنطقة، التي يلاحظ انتشار الأمراض فيها، بهدف الوقوف على تشخيص الحالة وبالتالي تقديم الحل والمبيد الحشري المناسب.

دورات ارشاد

هذه الجولات الميدانية تتم من وقت لآخر، بحيث يتم تغطية كافة البساتين والحقول، بمرافقة الفلاحين، الذين يبدون اهتماماً بهذه الجولات الميدانية، إضافة إلى حرصهم على حضور الندوات العلمية والإرشادية، التي تصب في النهاية في خدمتهم، وتعود عليهم بالإنتاج السليم والوفير».

السيد "عبد الله مسعود" احد المزارعين، من أهالي قرية "عرنه"، الذي حصل على تكريم الرابطة مرتين في مقر مديرية الزراعة، على مقدار إنتاج الدونم الواحد من ثمار التفاح، قال: «إن أهمية إقامة الندوات العلمية، إضافة إلى الجولات الميدانية إلى الحقول، لها فائدة تعود على الفلاح أولا وعلى الإنتاج الذي ينتفع منه شريحة كبيرة من المستهلكين».

صياح ابو مرة

وأضاف: «املك بستاناً مساحته نحو 15 دونماً، زرعته بأشجار التفاح، وبعض الأشجار المثمرة الأخرى، واحرص على العناية به بشكل يومي، وعلى مدار العام، لذلك تجدني لا اكتفي بحضور الندوة العلمية والاستماع إلى الإرشادات. بل أصبحت من المزارعين النشيطين في القرية، وأشارك في الجولات الميدانية، التي تقوم بها لجان مختصة من الرابطة الفلاحية أو من الوحدة الإرشادية. إذ من المفيد جدا مزج الخبرة العملية بالمعلومة العلمية الزراعية الصحيحة، ومحاولة المزاوجة بينهما، للوصول في نهاية المطاف إلى موسم جيد ونوعية مميزة من الإنتاج.

كرمتني الرابطة وقدمت لي مرشّاً زراعياً لرش المبيدات الحشرية، يقدر ثمنه بنحو 35 ألف ليرة سورية، وقفازات ومقصاً فرنسياً من النوعية الممتازة. ما شجعني على مواكبة كل ما هو جديد في مجال إنتاج التفاح، من الألف إلى الياء.

هذا التكريم كان بمثابة دافع للكثير من الإخوة الفلاحين في القرية وفي المنطقة، ما جعل الكثيرين من المزارعين يتوجهون إلى الالتحاق بالندوات الزراعية، ومرافقة جولات المهندسين الزراعيين في الحقول. الإنسان بطبعه يحب التميز، فكيف إذا كان هذا التميز يعود عليه بالفائدة المادية ناهيك عن الأمور المعنوية، التي تدفع الإنسان إلى إعطاء كل ما لديه، للحصول على الأفضل والأحسن؟».

السيدة "بِسام علي" من أهالي قرية "حرفا" تقول: «احرص على الاهتمام بالبستان الذي زرعته بالأشجار المثمرة ومنها التفاح، من اجل الحصول على نوعية تفاح خالية من الأمراض. وتقوم الجمعية الفلاحية بمساعدتي في الاهتمام بأشجار التفاح، من خلال تقديم المشورة العلمية، إضافة إلى قيام فريق البحث الميداني بزيارة البستان والاطلاع على حال الأشجار. وتقديم بعض المبيدات الحشرية غالية الثمن بأسعار رمزية، تشجيعا لي ومن باب تخفيف بعض الأعباء المالية التي تتطلبها أعمال الرش للقضاء على حشرة التفاح».