رغم غنى منطقة الفرات الأوسط بالفن الشعبي والتراث الشفاهي الجميل المتشابه بأغانيه وأحزانه، وأفراحه، ولباسه وألعابه، وأمثاله، إلا أنَّ هذا التراث لم يوثق منه سوى القليل، ويعود سبب ذلك لأن مثل هذا التوثيق هو عمل مؤسساتي أكثر مما هو عمل فردي، لكن مع هذا يذهب الفنان "محمد غناش" مع المثل الذي يقول بأن من يوقد شمعة خير له من أن يلعن الظلام، فنراه يوثق وبنشاط في كل لوحاته، لكل ما من شأنه أن يحفظ التراث الشعبي من الضياع.

موقع eRaqqa وللحديث حول هذا الموضوع التقى الباحث "علي السويحة"، بتاريخ (29/1/2009)م، حيث تحدث لموقعنا قائلاً: «سبب اهتمامي بما يقوم به الفنان "محمد غناش" من توثيق للفن الشعبي، يعود إلى اهتمامي بهذا الشكل من أشكال الفنون التي تغني من تنوع مجتمعنا، وهو بعمله هذا إنما يقوم مدافعاً عن قيمة معينة، مؤمناً بالوقت ذاته بمقولة أن الوردة قد تصنع ربيعاً، وما كتابه، الذي أسماه "الفن والموروث الشعبي في منطقة الفرات"، إلا تلك الشمعة التي تضيء الليل، والوردة التي تبشر بربيع قادم».

سبب اهتمامي بما يقوم به الفنان "محمد غناش" من توثيق للفن الشعبي، يعود إلى اهتمامي بهذا الشكل من أشكال الفنون التي تغني من تنوع مجتمعنا، وهو بعمله هذا إنما يقوم مدافعاً عن قيمة معينة، مؤمناً بالوقت ذاته بمقولة أن الوردة قد تصنع ربيعاً، وما كتابه، الذي أسماه "الفن والموروث الشعبي في منطقة الفرات"، إلا تلك الشمعة التي تضيء الليل، والوردة التي تبشر بربيع قادم

ويتابع "السويحة" حديثه عن أهمية التراث الشعبي، وكيف تعرض لمحاولات التشويه والهدم قائلاً: «إن أهمية التراث الشعبي تنبع من كونه يعد جزءاً هاماً من الشخصية القومية، رغم محاولة المستعمر في كل عصر محاولة مصادرته لإلغاء تلك الهوية، والتي رغم خصوصيتها في كل منطقة إنما تمثل بشكل عام جزءاً من هوية الأمة العربية، وما محاولات طمس هذا التراث إلا تفكيك من شكل ونوع آخرين لشخصيتنا العربية. وهذا الذي يقوم به الفنان الفراتي "محمد غناش"، من بحث وتقصٍ بجمع التراث السلوكي والتأمل فيه والكشف عن معانيه».

الفنان محمدغناش

ويضيف قائلاً: «إنه ينتدب الريشة المغسولة بالضوء والحب واللون، ومن ثم يؤرشف عبر اللوحة بما يمكن تسميته بخزان الذاكرة الشعبية، وذلك عبر تأريخه للفعاليات الاجتماعية والإنسانية، في منطقة الفرات التي ينتمي إليها الفنان، وقد استطاع بقدرته على استيعاب المعنى والتوحد مع مضمون ذاك المعنى، والإيمان بالمرموز، أن يثبت بأنه انتصر لفكرة أن الموروث الشعبي هو بحد ذاته حالة من حالات الإبداع المستمر بتجدد الوقت».

ويذكر أن الفنان التشكيلي "محمد غناش"، هو كاتب في التراث الفني، وله مجموعة من الكتب والمقالات، بالإضافة لكونه فنان تشكيلي، وقد شارك في محاضرات ومعارض كثيرة، تركز أغلبها على انشغاله في التصدي لأرشفة الموروث الشعبي الفراتي

في إحدى معارضه وحضور شعبي ورسمي
الأديبة فوزية المرعي بريشة غناش