العصابة: غطاء الرأس، ويسميها أهل "الرقة" بـ(الهباري)، ومفردها هبرية، ولها عدة معانٍ من الناحية اللغوية, وهي على أنواع, فمنها الهباري ذات الدمغين الأزرق والأصفر, وهباري حمراء اللون وداكنة وبعضها لها لون فاتح, ومنها ما يسمى وارد الموصل والهباري ذات الألوان المختلفة والأشكال المتعددة.. ولهذا النوع من اللباس ذكر في الشعر الشعبي, فقد تغزّل بعض الشعراء الشعبيين بالحسناوات اللواتي كنّ يتعصبن بالهباري ومن قول أحدهم:

شطف جوز الهباري وراح ورّاد ونسف جودة على الكتفين ورّاد

.. وهي عبارة عن قطعة قماش مزركشة بالألوان اتخذ لها الظرفاء كتابات وتعابير تعتبر من أنواع الطراز

شطف جوز الهباري ما كفانـي ياشوف العين منهن ما كفـاني

من لباس المرأة في ريف "الرقة"

وتفاخر المرأة الرقية مثيلاتها حين تجمع في صندوقها جميع أصناف الهباري الأنفة الذكر, وتختار حسب لون لباسها الهبرية الأكثر انسجاماً مع ما ترتديه. وهي حين تهجع إلى الفراش تنزع العصبة عن رأسها وتستعمل شالاً تلف به رأسها. وفي أوقات الحزن نجد المرأة الرقية تخلع عصابة رأسها, وتلبس بدلاً من الهبرية شالاً أسوداً تعبيراً عن حالة الأسى والحزن, وها هو الشاعر الشعبي يقول:

يا ريمتي فرّعي بالنزل صار صياح

من لباس المرأة ذات الوضع الاجتماعي الجيد

والكان نايم كَعد والكان كَاعد راح

وعصبة الرأس (الهباري) كانت تصنع من الحرير الطبيعي في العراق منذ زمن بعيد, وعلى ما يبدو أنّ صناعتها توقفت إلى حد ما لأسباب كثيرة. وقد عُثر على تماثيل لنساء معصوبة الرأس تعود لفترة "جمدة نصر" نحو /3300/ق.م. وفي الفترة الأموية كانت (العصابة) من ألبسة الرأس النسائية والرجالية معاً, إذ تقول الدكتورة "نهال نفوري": «.. وهي عبارة عن قطعة قماش مزركشة بالألوان اتخذ لها الظرفاء كتابات وتعابير تعتبر من أنواع الطراز». وهي بذلك تشبه الهباري. ومن الشعر الغزلي المطرز على عصابة جارية في أبيات تقول:

الزبون من ألبسة المرأة الرقية

تمت وتم الحسن في وجهها فكل شيء ما سواها محال

للناس في الشهر هلال ولي في وجهها كل صباح هلال

الوشاح (الملفع): شكله مستطيل بعكس الهبرية ذات الشكل المربع وأبعاده /5×130/سم تستعمله المرأة الرقية وخاصة المتزوجات, حيث تلفه المرأة على العصبة أو حول رقبتها، وأحياناً يكلل الرقبة والرأس معاً, والملفع عادة ما يكون من الحرير أو الشاش, وله لون أسود أو أبيض، وأحياناً يكون مطرزاً بألوان مختلفة. وقد ورد ذكر الملفع في الشعر الشعبي بقول الشاعر:

اثنين بعربنا لبسن ملافع بيض بلكي يا ربنا تجمع شملنا اثنين

أما المرأة البدوية، فهي الأخرى مثل المرأة الريفية الرقية تغطي رأسها بغطاء يطلق عليه باللهجة البدوية المقرون أو المقرونة أو الشوبر الأحمر أو الأسود, وبعض نساء البدو من قبيلة "عنزة" يعتمرن الحجاب المخاط من مادة الحرير الأسود الذي يسمونه بـ (الشالة كاس) وفي الخليج يسمى (شيلة راس).

الحجاب: نساء الريف الفلاحات الرقيات وحتى نساء المدينة المعاصرة, ليس من عادتهن لبس الحجاب, ولكن البدويات يلبسن حجاباً يغطي نصف الوجه، لونه أسود داكن يسمى قديماً (نقيّة) يخفي قليلاً الفم والذقن معاً.

الصايــة: كلمة فارسية تعني حامي الظهر, أي أنها بمثابة ستار لجسم المرأة من الخلف على شكل رداء ترتديه المرأة فوق ثيابها وتكون مفتوحة من الأمام بدون أزرار, وهي مزودة على الجانبين بجيوب عميقة, وتقول الأغنية الفراتية:

حـرام النسا عنايـة من أجل لبّاس الصاية

وطعنتنـي بِكْلاَيـة خلتني عليل وما أنام

وأحياناً تقوم الصاية بمقام حقيبة للظهر, إذ تقوم النسوة في الأرياف بتكوير أطفالهن على ظهورهن بواسطة الصاية.

الزبــون: رداء يشبه الصاية لكنه يستعمل في أوقات البرد, وهو يُصنع من قماش أكثر جودةً من قماش الصاية, وتُعمل له بطانة تغلفه من الداخل. ونادراً ما يستعمل في الأوقات الحارة. والزبون من الخارج يكون مطرزاً بألوان زاهية وجميلة, ويراعى في صنع الزبون إنْ كان لامرأة متزوجة أو لفتاة ما تزال بكراُ, وقد ورد ذكر الزبون في الشعر الشعبي بقول الشاعر:

أبو زبون مخّرج غالي بيش اشتريته

أبو البرطم الذابل نسيت ما حبيته

يابو زبون مخرّج طوله عليك مبارك

مكتوب على جبينك سورة عمّ ومبارك

لحجت توصي وتكول انحل زرار الزبون

يا حسرتي ما يجون الكيظ الحنانيا

الدراعــة: وهو أشبه بالكطش الذي يرتديه الرجل, ولكنه رداء المرأة الشتوي، وفي الغالب يصنع من مادة الصوف (الجوخ)، ويكون مفتوحاً من الأمام وبدون أزرار, ومقاييسه تشبه مقاييس الجاكيت الذي يلبسه الرجل, وأثناء خياطة هذا النوع من لباس النساء يلحظ إنْ كان لامرأة أو لفتاة في ريعان شبابها أو لامرأة كبيرة السن, وللدراعة أكثر من لون واحد.. والدراعة لغوياً هو درع المرأة, أيْ قميصها, وهو مذكر جمعه أدراع, ومنه الدراعة الذي يعني: ثوب قصير ذو حمل يرتديه المحارب.

الثوب المرودن: وهو ثوب تلبسه المرأة الريفية مخاط من قماش ذو ألوان وأنواع مختلفة, وهو فضفاض وطويل يغطي القدمين وأسفله يسمى بالشليل, وله أكمام طويلة مثلثة الشكل وهو مفتوح عند الصدر وله أزرار, وتسمى فتحة الصدر بـ(الزيج)، وتقول الأغنية الشعبية:

دمعي لدهديه من حَدْر زيج الثوب

منهو اللّي يوَدِيه سلام للغالي

أما ردن أو ردان هذا الثوب, فتربط عادة على شكل عقدة في الوسط وتترك على ظهر المرأة, والمثل الشعبي الفراتي يقول:

(الزينة أعطاها بإذنها والشينة أعطاها بردنها)

أما الأغنية الفراتية الشعبية فتقول:

لَحُطْ رداني ذَرْوة من هبوب الشمالي

لا تحسبني سَلِيتَكْ هذا البعد يا غالي

وما زالت بعض النسوة في ريف "الرقة" يلبسن مثل هذا الثوب.

أما النساء العنزيات (من بدو عنزة) اللواتي يسكن أغلبهن في المنطقة المتاخمة للحدود السورية ـ التركية, فيلبسن الثوب القطني ذو اللون الداكن ويلبسن فوقه الدراعة التي ورد ذكرها, والفقيرات منهن يلبسن ثوباً مخاطاً من قماش وضيع مزمماً عند الخصر. كما أنّ البدويات يلبسن (الكب) وهو مخاط من قماش أسود.

(المَحْرَمًـةـ المَمَشَـة) أو المنديل: وهي قطعة من القماش مربعة الشكل تعلقها المرأة الريفية بحزامها طوال اليوم, وأحياناً تستعملها بمثابة بشكير, ولكن إذا كانت هدية من حبيبها فتبقيها نظيفة ومعطّرة.. والملفت للنظر أنّ مثل هذه المحرمة لم يعد لها وجود في أسواقنا, وهي تصنع في أوروبا وفي الصين وتستعمل هناك بكثرة. وبعض هذه المحارم التي تحملها الصبايا اليانعات تكون مطرّزة بألوان زاهية وجميلة, ودائماً تفوح منها روائح العطر.

الـردان: مفردها ردن, وهي مثنى وتلبسهما المرأة للوقاية أثناء الأعمال اليومية المختلفة, وهما على شكل كيسين واسعين ومزمومين من الأعلى, يدخلان على اليدين أو اليدين يدخلان فيهما من الرسغ حتى أعلى الكوع. تخيطها المرأة من قماش بسيط ولهما ألوان مختلفة.

اللباس الـداخلي للمرأة الرقيـة:

القصيرة, ويسميها العرب قديماً الغلالة بالكسر وهو ما يلبس تحت الثوب, وتلفظ القاف جيماً مصرية مخففة, وهي لباس داخلي تلبسها المرأة تحت الثوب المرودن الذي تحدثنا عنه سابقاً, وهي عادة تخاط من قماش ثخين وخشن الملمس, لكن مع التطور وتحسن أنواع الأقمشة, أصبحت تخاط من قماش رقيق الملمس وناعم, وحين تأوي المرأة إلى فراشها كانت تخلع الثوب المرودن والصاية وتبقي على القصيرة, وبهذا الشكل تكون القصيرة بمثابة قميص النوم.

يقول الشاعر:

أقبلت في غلالة زرقاء لازوردية بلون السماء

الســروال: جاء ذكر السروال في التوراة في سفر الخروج الآيات /28ـ42/, ويذكر علماء الآثار أنه يعود في صنعه إلى الألف الأول ق.م, ويبدو أنّ التسمية أصلها فارسي (شلوا) وقد انتشر استعماله في كل من فارس والعراق وسورية وبلاد البحر الأبيض المتوسط. والسروال الذي تلبسه المرأة في الرقة ومنطقة الجزيرة, كان يخاط من أقمشة ناعمة ويكون فضفاضاً ومزموماً بالمطاط من الأعلى ويطلق عليها (التكة), ويخاط من أنواع مختلفة من الأقمشة.