كشفت لنا التنقيبات الأثرية في سورية عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحلي والمجوهرات, التي كانت تلبسها المرأة السورية عبر التاريخ, وتعتبر سورية من أكثر بلاد العالم تنوعاً في استعمال وصناعة الحلي والمجوهرات عبر التاريخ, ومن أنواع الحلي التي تم العثور عليها, الخلاخيل, الأقراط, الأطواق, الخواتم, الخرز الرباعي,والثلاثي والثنائي والمفرد, إلى جانب الأساور بكل أصنافها وأنواعها, ومن الحلي ما هو على شكل لباس كالثياب المزخرفة والعصائب المطرّزة وغيرها من الأنواع التي لا تعد ولا تُحصى.. هذا التنوع الهائل في أنواع الحلي في مشرقنا العربي لعب دوراً هاماً في حياة المرأة السورية سواءً في المدينة أو في الريف.. وأنّ أنواع الحلي التي تداولتها المرأة الرقية, كانت مصنوعة من الفضة أو الذهب, مثل الحزام الفضي الذي كانت تتمنطق فيه والأقراط الذهبية وتسمى محلياً بـ"التراجي" والأسوار والجهاديات أو الكردان والخواتم والخلاخيل "الحجول" وفي الشعر الشعبي:
حجل الرجْلْ مدكوكة طبت شرائع طاوي
الرجِل تبعد عنهم والكلب الأكشر هاوي
وعند نساء البدو نرى الخواتم الفضية في أصابعهن, وأقراط الأذنين التي تسمى عندهن مثلما عند نساء الريف الواحدة منها "تركية" "وجمعها تراكي" وعند الريفيات "تراجي", وللأنف عند البدويات وبعض الريفيات أقراط صغيرة تسمى بـ "الشدرة" أما القرط الكبير منها فيسمى بـ "الخزام" وبعض النساء يحملن في أيديهن الأساور الفضية والزجاجية الملوّنة. وعند نساء الريف الرقي مثلما عند البدويات منهن شيوع عادة الوشم, فنجد المرأة البدوية تَشيِمُ شفاهها باللون الأزرق الذي يسمى بالبرطم, وبعض النسوة من الطرفين يَشمن الخدين والصدور والسواعد والكاحل، وكذلك مثل هذه العادة عند الرجال من كلا الطرفين ولكن فقط يفعلون ذلك في كفوفهم وسواعدهم.
الزينة عند المرأة الرقية: المرأة الرقية مثلها مثل الأخريات من بنات حواء, جميعهن يطيب لهن التزين والتبرج لكي يظهرن بالمظهر الحسن والجميل, أمام أزواجهن وأمام الأخرين وحتى لرؤية أنفسهن في المرأة, ومن أهم مواد الزينة التي كانت تستعملها المرأة الرقية الحناء, والحناء قديمة في التاريخ, وقد عرفت عند الفراعنة بهذا الاسم أيضاً, وللحنة ضرورة ماسة لشعر المرأة خاصة قبل الزفاف, حيث تقوم النسوة بوضع الحنة على شعر العروس وعلى كفيها وأصابع قدميها ويكون لون الحنة في هذه الحالة أحمر, أما الحنة السوداء فكانت تستخدم لصبغ شعور النساء المسنات.
الكـحـل: مادة قديمة الاستعمال, وهو عبارة عن مادة "الإثمد" من نوع ما يسمى بـ"الأنتموان" يطحن بدقة متناهية ثم يغربل ويصفى بقطعة قماش ناعمة جداً, ومن ثم يمزج ببعض الأصبغة العضوية ويوضع في مكحلة مزودة بميل رفيع تخطط به العينان والحاجبان.. وقد عثر علماء الآثار, على مجموعة كبيرة من المكاحل المصنوعة من مادة الفخار, التي يعود تاريخ صنعها واستعمالها إلى الألف الثالث ق.م. وفي العصر البيزنطي صنعت مكاحل معدنية عليها زخارف نافرة, وقد عثر على أنواع منها في الرقة.
الوشــم: "الدق" كما يسميه أهل الرقة, وكانت المرأة الرقية سابقاً تبالغ بتزينها بالوشم, وكان له عندها مكانة هامة ويكون له عدة مواضع, فالنقطة الزرقاء في رأس الأنف والمثلث السنن ووشم البكار والرثمة وغير ذلك من أنواع ما يسمى بـ"الدق".