ولد الفنان "أسعد الجابر" في مدينة "الرقة"عام /1949/، وبدأ مشواره الفني مبكراً بالغناء والعمل في المسرح إعداداً وتمثيلاً، وأثناء انتقاله إلى "دمشق" توجه للتمثيل، فقد كان التمثيل حلم حياته كما يقول، وله عشرات الأعمال الدرامية والسهرات التلفزيونية، إضافة لعديد من الأعمال الإذاعية.

زار موقع eRaqqa الفنان "أسعد الجابر" بتاريخ (29/8/2008) بمنزله في "الرقة"، ورغم أنه يمر بظروف صحية صعبة، تحدث إلينا عن بداياته الفنية، قائلاً: «ولدت في بيئة بسيطة، كان العمل في مجال الفن شبه مجهول بالنسبة إليها، لذلك لم يشجعني أحد من أهلي، وبنفس الوقت لم أجد أي معارضة لهوايتي. لقد كنت موهوباً بالفطرة، وكنت أغني الأغاني التراثية الفراتية التي لاقت استحسان من يسمعها من أهلي وأصدقاء الطفولة، وفي بداياتي الأولى كان لي تجارب في المسرح، فلقد عملت عدة مسرحيات في "الرقة" إخراجاً وإعداداً وتمثيلاً، وكانت من نوع المسرح الشعبي الذي يطرح قضايا وهموم الناس البسطاء».

ولدت في بيئة بسيطة، كان العمل في مجال الفن شبه مجهول بالنسبة إليها، لذلك لم يشجعني أحد من أهلي، وبنفس الوقت لم أجد أي معارضة لهوايتي. لقد كنت موهوباً بالفطرة، وكنت أغني الأغاني التراثية الفراتية التي لاقت استحسان من يسمعها من أهلي وأصدقاء الطفولة، وفي بداياتي الأولى كان لي تجارب في المسرح، فلقد عملت عدة مسرحيات في "الرقة" إخراجاً وإعداداً وتمثيلاً، وكانت من نوع المسرح الشعبي الذي يطرح قضايا وهموم الناس البسطاء

وعن انتقاله للإقامة في "دمشق"، يستذكر "الجابر" قائلاً: «جاء الفنان الكبير "دريد لحام" إلى "الرقة" لعرض إحدى مسرحياته، فاستضافه صديقي الصحفي "عمار مصارع" في منزله، وقدمني له فشجعني تشجيعاً كبيراً، وسجلت بمساعدته حينها أول أغنية لي (تريد تروح وتنسانا)، وهي من كلمات الشاعر "طلال جنيد"، وألحان "إلياس كرم" ولاقت الأغنية نجاحاً متميزاً. ونجاحها شجعني لتسجيل الأغنية الثانية، وكانت بعنوان (تذكريني)، وهي لنفس الكاتب والملحن، وكذلك لي أغنية وطنية وهي (جنة جنة سورية ياوطنا)، وهي من كلمات "حسين حمزة" وألحان "راشد الشيخ"، وقد شكلّت حضوراً لافتاً، وتغييراً في مسيرة حياتي الفنية».

"أسعد الجابر" أيام الشباب

ويقول عن توجهه للعمل في الدراما التلفزيونية: «أخذت أغنية (تريد تروح وتنسانا) صدى كبيراً في "دمشق"، وبعدها تطورت علاقتي بالوسط الفني، فتعرفت على كبار الممثلين، واستطعت توثيق أواصر الصداقة بيننا، واتجهت للتمثيل الذي كنت أعتبره هوايتي الأولى والمفضلة، والذي أحمل همومه منذ بواكير أعمالي الأولى، وقمت بتنمية موهبتي، أما بالنسبة للغناء، فقد كان أساسياً بالنسبة لي، وهو حلمي المتجدد دائماً بأن أكون مطرباً كبيراً، وكانت أول فرصة لي للظهور على شاشة التلفزيون مع المخرج "سالم الكردي" بعدة مسلسلات، ومنها (خلف الجدران)، للكاتب "هاني السعدي"».

وعن أهمية اللهجة المحلية في انتقاء الممثلين للعب أدوارهم، وهل تدخل ضمن حسابات المخرجين والمنتجين؟ يقول: «بالتأكيد فاللهجة تلعب دوراً كبيراً في مصداقية الدور، وبالتالي في مدى اقتراب العمل من الواقعية، فلهجتي الريفية الأقرب للبدوية لم تمنحني الفرصة الأوسع لأعمل عمل درامي يدور حول ناحية تاريخية معينة أو اجتماعية، وحتى المسلسلات البدوية لا تعطي مصداقية بالنسبة للهجة البدوية الحقيقية التي يتكلم بها البدوي في البادية أو الصحراء، وهذه نقطة مهمة في نجاح الممثل والمخرج والعمل ككل، وحتى كبار النجوم يخشون من الفشل بسبب اللهجة وما مدى إتقانهم لها ومعرفة دقائقها ومصطلحاتها العامية، التي لا يعرفها إلا من عايشها على أرض الواقع. وأبناء الفرات موهوبون بالفطرة على مستوى التمثيل والغناء، لأن لديهم مخزون إبداعي كبير، ولكن في الحقيقة لم يحصلوا على فرصتهم الحقيقية بعد، وما أتمناه فعلاً أن نجد نصوصاً درامية باللهجة الفراتية، تعبر عن مشاكلنا وهمومنا، وتنقل صورتنا بشكل واقعي، وليس الحق كله على الكتاب إنما أيضاً هناك مسألة أخرى هامة جداً وهي مسألة الربح والخسارة التي تؤخذ بعين الاعتبار من قبل شركات الإنتاج التي ترى بأن تبني نصوصاً تلفزيونية تتحدث عن البيئة الفراتية أو البدوية، ضرب من ضروب المغامرة، وكذلك الأمر بالنسبة للمخرجين، وكان أجرأهم المخرج الكبير "هيثم حقي" في مسلسل "خان الحرير"».

من أعماله التلفزيونية

وعن مشاركاته في التمثيل السينمائي، وآخر أعماله التلفزيونية، يقول: «لي مشاركات بثلاثة أفلام سينمائية، ومنها فيلم بدوي عرض كسهرة تلفزيونية، وشارك معي في التمثيل الفنان "حمود الصطاف" والفنان "فواز جدوع"، وهو من إخراج المبدع "مأمون البني". وشاركت بعمل تلفزيوني بعنوان (مطر الصيف)، من إخراج "سيف الدين سبيعي"، وقد صورنا منه مشاهد في "الرقة"، وسيعرض في شهر رمضان المبارك، وشارك معي في هذا العمل الفنان "فواز جدوع"، ودوري في هذا العمل لا يختلف عن أدواري السابقة، حيث أقوم بتجسيد شخصية شيخ عشيرة وعارفة، وهو دور إيجابي، حيث تُعرض عليه عدة مشاكل اجتماعية وبحكمته ودرايته يقوم بحلها».

عين الصقر