إنَّ شعار الطب والصيدلة المتمثل بالأفعى التي تلتف حول عمود أو كأس، لم يأتِ من فراغ، بل استند بمعناه إلى تاريخ مغرق في القدم، حيث تتداخل الأسطورة بالعلم، وكان للإغريق الدور الكبير في صناعة رسم هذا الشعار.

موقع eRaqqa لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، التقى بتاريخ (1/2/2009)م، الصيدلاني "أسامة النوري"، الذي حدثنا عن هذا الشعار وتاريخه بالقول: «كل الأساطير القديمة في علم الفلسفة والطب والصيدلة، جاءتنا من الإغريق، الذين كان منهم آلهة كثيرون نذكر منهم إله الطب المعروف باسم "اسكليبوس"، الذي تمكن بكونه من عائلة جل أفرادها آلهة أن يحيط بأسرار طب الأعشاب، حيث سيطر عليه شعور القدرة المطلقة منطلقاً بنشوة سلطته كإله، ففكر بالقيام بما حُظر عليه، عندما مكنه معلموه من علم الأعشاب، فحاول أن يقوم بما لم يجرؤ عليه أحد من الآلهة، بمحاولة إحياء الموتى، وفي هذا الكلام إشارة واضحة منذ قديم الأزل، بعدم التدخل في موضوع الحياة والموت، وكأن ذلك كان يعبر عن إحساس مبكر حتى لدى هؤلاء القوم بأن هناك إلهاً واحداً له القدرة على كل شيء».

درج عند السفر لطلب العلم والمعرفة أن يحمل المسافر عصاه التي تعينه في كثير من المواضع، وكان هذا سبب حملها من قبل "اسكليبوس"، الباحث عن التمام في العلم، أما الثعبان ورغم ثقافتنا الشعبية التي أورثها خوفنا منه بكونه سامَّاً، فهو يمثل الحكمة في عالم الحيوانات، هي صفة قد تكون قليلة التداول في معلوماتنا المنقولة، ولكن تمَّ التعارف على وجود هذا الشعار دون حامله "اسكليبوس"، وقد يكون إسقاط صورة "اسكليبوس" من الشعار تمت لسهولة تداوله

وعن دلالات كل من العصا، والثعبان، في هذا الشعار يقول "النوري" متابعاً حديثه لنا: «درج عند السفر لطلب العلم والمعرفة أن يحمل المسافر عصاه التي تعينه في كثير من المواضع، وكان هذا سبب حملها من قبل "اسكليبوس"، الباحث عن التمام في العلم، أما الثعبان ورغم ثقافتنا الشعبية التي أورثها خوفنا منه بكونه سامَّاً، فهو يمثل الحكمة في عالم الحيوانات، هي صفة قد تكون قليلة التداول في معلوماتنا المنقولة، ولكن تمَّ التعارف على وجود هذا الشعار دون حامله "اسكليبوس"، وقد يكون إسقاط صورة "اسكليبوس" من الشعار تمت لسهولة تداوله».

إله الطب عند الاغريق اسكليبوس ـ نت

ويختتم "النوري" معلومته حول شعار الطب والصيدلة، بقصة محاولة إله الطب "اسكليبيوس"، إحياء الموتى فيقول: «ذات يوم وفي رحلة البحث الطويلة التي قام بها "اسكليبوس" باحثاً عن المعرفة، شاهد ثعباناً نافقاً في دربه، وبينما هو يستريح وعينه معلقة بهذا الثعبان إذ خرج من مكان آخر ثعبان يحمل بفمه عشبة لم يستبينها بادئ الأمر، وقام بإسقاطها بفوهة فم الثعبان الذي كان من المفترض كما تقول الأسطورة أن يكون نافقاً، لكن وبمجرد أن لامست تلك العشبة فوهة فم ذلك الثعبان، حتى دبت فيه الحياة، فتبع "اسكليبوس" الثعبان الآخر ليجد نبتة الحياة، التي استخدمها كما تروي الأسطورة الإغريقية في إحياء الموتى، وهي برغم كونها ميثولوجيا إغريقية إلا أنها درجت كقصة من القصص التي تذكر عندما يتم التحدث عن هذا الموضوع».

ويذكر أن "اسكليبوس" كما تروي أساطير الإغريق، هو إله الطب، وجدُّه "أبولو"، بينما زوجه هي آلهة الصحة "هيجا".

الصيدلي أسامة النوري