يحفر "ربيع جمول" على الزجاج ألواناً تفيض بالحياة فهو يبتكر تصاميمه التي لاقت رواجاً ليقدم إلى المهتمين مجموعات زجاجية متجددة تنسجم مع الغاية التزينية والجمالية.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3/11/2013 زارت "ربيع جمول" في ورشته والتقت المهندس "غسان الحمد" الذي استعان بموهبة "ربيع" لإضفاء لمسة فنية على سلسلة مطاعم وشقق مفروشة "تاج القمر" وقال: «عدت من رحلة عمل طويلة في "الإمارات العربية المتحدة" لأؤسس مشروعاً سياحياً أصبح الآن في مراحله الأخيرة، وقد وجدت في موهبة "ربيع جمول" ما يخدم عملي وانسجمت مع أفكار حاولت تطبيقها في مشروعي لتحقق الغاية الجمالية، وقد تعرفت على عمله وما ينتج من قطع زجاجية ملونة بتقنيات مختلفة ولاحظت دقة العمل وجودته، وقد نفذنا مجموعة من الأفكار، حيث طلبت منه تزيين مصعد يعكس نوعاً من الحياة البحرية واندهشت لسرعة التنفيذ ودقته، فقد حفر على الزجاج ولم يرسم فقط أشكالاً بديعة للأسماك والكائنات البحرية إضافة إلى شغل المساحات بألوان وتصاميم استثمر فيها حرفيته العالية في العمل على الزجاج والتعامل مع هذه المادة التي تحتاج إلى دراسة مسبقة وخبرة واسعة، وقد استعنت به في تصاميم المرايا ومختلف استخدامات الزجاج، وكان على قدر الثقة وهذا ما أسس لعملية تعاون مستمرة بيننا».

من يتابع عمل "ربيع جمول" يتلمس موهبة فطرية امتلكها خارج حدود الدراسة بالتالي فقد عمل للحصول على معلومات عن اللون والمزج، وقد اطلعت لديه على أعمال جميلة تتقارب مع أنواع الزخرفة الإسلامية وتراث الفن الإسلامي للجداريات والمآذن والقبب وقد اعتمد على الزخرف وألوان الزجاج الشفافة وظلال فنية بألوان صريحة طبيعية، وما يدعم موهبته أنه تعلم بشكل ذاتي ونشيط للحصول على التجربة اللازمة لتطوير عمله، وأتوقع له النجاح خاصة أن عمله مطلوب في ساحة المجتمع نسبة إلى عدد المهتمين بهذا المنتج الفني اليدوي

كان بعيداً إلى حد كبير عن الدراسة الأكاديمية لهذا الفن، لكنه بالتجربة الذاتية انتقل من حرفة قص الزجاج المنزلي وتركيبه إلى فنون جديدة تنسجم مع احتياجات العصر والأبنية العصرية كما أخبرنا "ربيع جمول" بالحديث عن حرفته وقال: «امتلك الوالد محلاً لقص وتركيب الزجاج وقد تعاملت في عمر مبكر مع هذه المادة وأتقنتها ورافقته لسنوات، لكنها جعلتني أبتعد عن الدراسة ليكون خياري الانتقال إلى "لبنان" للعمل في ذات المهنة، أخذت في تلك الفترة أتعرف على طرق تعامل جديدة مع الزجاج والاستفادة منه لخدمات التزين والجمال، ومن خلال هذه التجربة أخذت ألتقط تفاصيل كانت وراء عودتي إلى مدينتي "صلخد"، وافتتحت ورشة خاصة بدأت من خلالها أنتج وبعمل يدوي صرف ألواح الزجاج المحفورة والملونة والزجاج المعشق، وفي البداية استعنت بفنان لتطبيق بعض الأشكال لكن وبفعل التجربة أخذت أرسم بيدي ما أتصور أنه مناسب لهذا الغاية أو تلك، لأضع في البداية الشكل الذي سيكون موضوع العمل دون الحاجة إلى "الكلك" أو المسودة الورقية لأترك لأصابعي حرية الرسم بمواد خاصة وبالمشرط، ومن بعدها أطبق اللون باستخدام الأحماض التي تعلمت واكتشفت طريقة التعامل معها في الوقت الذي لم أجد فيها من يعلمني على هذه التفاصيل الفنية والعلمية الدقيقة، وعند الانتقال إلى مدينة "السويداء" بعد أن انتشرت أعمالي وأصبحت أتعامل مع أشخاص لديهم اهتمامات بهذا العمل لأطلع أكثر على طرق فنية جديدة، خاصة عندما يطلب مني الزبون شكلاً معيناً أو طريقة من طرق التعشيق وأفكاراً تفرضها أنواع عصرية لاستخدامات الزجاج.

من أعمال ربيع جمول

وقد حصل أن استمعت إلى أفكار المتعهدين وبعض الأفكار التي يحاولون وصفها ونفذتها بطريقة طلبوا تكرارها لمرات عدة، وقد كانت ألواح الزجاج التي أنتجها رسالة عرفت عني لدى قطاعات مختلفة، لكونها ظهرت في الفيلات الحديثة والفنادق والصالات والأدراج والواجهات إضافة إلى المسابح وتصاميم فنية لتزيين الحمامات والشرفات الفاخرة».

إذا اعتبرنا أن الألواح الضخمة التي ينتجها "ربيع جمول" بيديه دون الاستعانة بمعدات آلية، لوحات فقد عبر عن تعلقه بأعماله لكنه حرص على خلق ميزة لكل عمل تحفظه من التكرار والإعادة، وهذا حسب قوله احترام لتجربته ولعين الناظر ولرؤية الزبون الذي يرغب في تطعيم منزله أو أي مكان يرغب في لمسة خاصة وأضاف: «من خلال التجربة اختبرت طرق الرسم والسرعة في إنجازها، وطرق حفر اللون وخلق تشكيل منسجم للوح المطلوب وحسب الغاية التي نعده لها، وتعاملت مع الألوان بطريقة تعتمد على فكرة تجعل القطعة الزجاجية مكملة للمحيط ومعبرة في ذات الوقت، فأخذت أختبر المزج وطرق الحصول على الألوان وتدرجاتها لتتكون لدي معلومات أقدم من خلالها أعمالاً جديدة، فهناك ما أحضره حسب الطلب، وجزء كبير من أعمالي أعدها وأعرضها ولا أستغرب الإقبال عليها، وقد حرصت على الاحتفاظ بميزة العمل اليدوي لتجدني أنجز لوحين أو ثلاثة في الوقت الذي قد لا تنتج الآلة فيه جزءً من العمل، كما أنني أشعر بأن تحضير الزجاج المعشق والمصدف و"بلور فيوزنيك" الملون بمواد كيماوية، والتعامل مع الظل والنور بكل ما يختزل من تقنيات يدوية تعلمتها بالتجربة ترشف من الفنان الروح التي ينطق بها لعيون مهتمة بهذا العمل الذي يبدأ كحرفة لكنه قريب بتفاصيله إلى العمل الفني الذي لا يمكن تخيل الحياة دونه».

ربيع جمول أثناء العمل

حرفته تحمل ملامح إبداع وموهبة فطرية تحدث عنها الفنان والمهتم بهذا النوع من الأعمال الحرفية "نزيه الحلح" الذي تابع أعمال "ربيع" وقال: «من يتابع عمل "ربيع جمول" يتلمس موهبة فطرية امتلكها خارج حدود الدراسة بالتالي فقد عمل للحصول على معلومات عن اللون والمزج، وقد اطلعت لديه على أعمال جميلة تتقارب مع أنواع الزخرفة الإسلامية وتراث الفن الإسلامي للجداريات والمآذن والقبب وقد اعتمد على الزخرف وألوان الزجاج الشفافة وظلال فنية بألوان صريحة طبيعية، وما يدعم موهبته أنه تعلم بشكل ذاتي ونشيط للحصول على التجربة اللازمة لتطوير عمله، وأتوقع له النجاح خاصة أن عمله مطلوب في ساحة المجتمع نسبة إلى عدد المهتمين بهذا المنتج الفني اليدوي».

الجدير بالذكر أن "ربيع جمول" من مواليد /1979/ مدينة "صلخد" معروف بحرفته حيث انتشرت أعماله على نطاق واسع في المنطقة.

من أعماله