بدأت حياته مع حبه الشغوف للإبرة والخيط لتتطور هذه العادة بعدها إلى لملمة بقايا القماش وصناعة بعض الثياب، لتنتهي عند صناعة خمسة آلاف فستان، إنه أول مصمم للأزياء في محافظة "السويداء" الشاب "وسام حسن".

مدونة وطن "eSyria" التقت المصمم "حسن" في 3 أيار 2014، فتحدث عن نشأته وبداية حياته بالقول: «نشأت في أسرة بسيطة وطيبة، وكانت أسرتي تتكون من ثلاث أخوات وأربعة إخوة، وكان الجميع يقومون بتشجيعي عندما بدأت تظهر لدي موهبة الرسم، ولكن عندما بدؤوا يرون أنني أهتم كثيراً برسم فساتين الأزياء على الدفتر، طلبوا مني أن أهتم بدراستي، ولكنهم فيما بعد اقتنعوا بالفكرة وشجعوني أكثر».

نشأت في أسرة بسيطة وطيبة، وكانت أسرتي تتكون من ثلاث أخوات وأربعة إخوة، وكان الجميع يقومون بتشجيعي عندما بدأت تظهر لدي موهبة الرسم، ولكن عندما بدؤوا يرون أنني أهتم كثيراً برسم فساتين الأزياء على الدفتر، طلبوا مني أن أهتم بدراستي، ولكنهم فيما بعد اقتنعوا بالفكرة وشجعوني أكثر

وعن بداية الموهبة يتابع: «بدأت الفكرة منذ الطفولة، حيث كان يلفت انتباهي الأقمشة وكل ما كان يلمع، وكنت أحب "المليكانات" وأحب الإبرة والخيط كثيراً حتى إنني عندما كنت في الصف السابع، قمت بفتح إحدى خزائن أمي وتناولت منها قطعة من القماش، وقمت بتفصيلها على شكل قميص رجالي، كما أنني منذ الطفولة كنت أحب متابعة عروض الأزياء على التلفزيون وأحلم أن أكون مصمماً للأزياء في يوم من الأيام».

المصمم وسام حسن مع أحد التكريمات

وعن تطور هذه الموهبة يقول: «في الصف التاسع عملت في محل لبيع الأقمشة عند السيد "فؤاد الشعار" في فترة العطلة الصيفية، وكان ذلك في عام 1995، وكنت أجمع فضلات القماش التي تبقى بعد البيع للزبائن في المحل وأصطحبها إلى المنزل لأقوم هناك بعمليات الخياطة وأقوم بصناعة حركات من الموضة التي أتخيلها، ثم أقوم بإلباس الفستان الذي صنعته لإحدى بنات أخي، وأقوم بتصويرها بهذا الزي، وفي المرحلة الثانوية صرت أشتري مجلة "البرودات" وهي مجلة خاصة بالأزياء، وكنت أطلع عليها وعلى المخططات وعلى الموديلات وأقوم بتطبيق ذلك على قطع القماش، وفي هذه الفترة انتقلت للعمل في البيت حيث كان لدى والدتي مكنة خياطة وهي مكنة عادية وقديمة، ولكن النقلة النوعية كانت بعد سفري إلى مدينة "دبي" عام 2001، حيث عملت في مركز تصميم للأزياء اسمه "سبانيرا" وهناك رأيت طريقة العمل وتسمى "المولاج"، وهي العمل على تصميم فستان وتنفيذ قطعة من القماش على "المليكان" مثل الترابيان، وبعد ثلاثة أشهر عدت إلى "سورية" وقمت بفتح مشغل لتفصيل الأزياء في محل بسوق القمح، وأثناء افتتاحي للمشغل عرضت ثلاثة فساتين من تصميمي، ثم كان العرض الثاني حيث عرضت 25 فستاناً تنوعت بين فساتين السهرة وفساتين العرس والبدلات واستوحيت التصاميم من الفن المسمى "هوت كوتور"، ويعني الخياطة الرفيعة أو الملكية وهي الصناعة بالقماش الحساس مثل الحرير، وكان اللافت أنه لأول مرة يتم عرض لفساتين مصممها من "السويداء"، كما أنها أول مرة تظهر طريقة العمل بـ"المولاج" أو المليكان، وكانت المفاجأة ذلك الإقبال الكبير على المشغل بعد الافتتاح، وخاصة من قبل العرائس، وقد ارتبط اسمي فيما بعد بفساتين تفصيل العرائس حتى إنني لغاية تاريخه قد فصلت وألبست 5000 عروس مع أن المشغل متواضع جداً؛ فلم يكن يحتوي في البداية إلا على ماكينة خياطة ومكواة».

وعن السر في هذه المهنة وأين يكمن أسلوبه الخاص يقول: «السر في هذه المهنة هي أنها مهنة ذوق وجمال وخيال، لأن عليك أن تحول المواد الخام من القماش إلى عمل فني، وخاصة أنها في الأغلب نسائية، والمرأة كما نعرف وهي رمز للجمال والطبيعة والأسطورة، فمن الجميل أن تخرج للناس بعمل يظهر امرأة على أنها تمثال للحضارة أو رمز لعصر معين أو لبيئة معينة عبر فستان فيه كل هذه التعابير، وأسلوبي يكمن في حبي للقطعة المترفة بالتزيين، ولا أحب القطعة البسيطة، وأعتمد على القصات الغربية وغير المألوفة للناس، كما أنني أحب العمل بطريقة "الكورسي" وهي نموذج خاص للعمل في تفاصيل الجسد الذي يتم التعامل معه».

السيد فؤاد الشعار

وعن أول عرض شارك فيه على مستوى عارضي الأزياء في القطر يقول: «أول ظهور على مستوى عارضي الأزياء كان لي في فندق قصر النبلاء بـ"دمشق" في عام 2011، حيث عرضت عشرين فستاناً ضمن عرض مشترك في فعالية جاءت تحت اسم "ليالي مسايا للأزياء"، وكانت بحضور خمسة عارضين وهم: "هاني البحري" من مصر، و"فادي نحلة" من لبنان، و"ناديا" من سويسرا، و"ناهد المنى" من "اللاذقية"، و"محمود غرابل" من "حمص"، وقد تم تكريمي بالدرع في هذه السهرة وعرفني الناس، كما تم تكريمي مع المصممين الباقين من قبل السفير السويسري في "سورية" في حفل كوكتيل إثر العرض الذي قدمناه والذي كنت المصمم السوري الوحيد فيه».

وعن بقية العروضات يتابع بالقول: «قمت بتصوير فوتوغرافي في منطقة "سن الفيل" ببيروت لبعض الفساتين من عملي، ولكن أهم عرض كان الذي أقيم مؤخراً في فندق "العامر" في منتصف شهر نيسان من عام 2014، وهو العرض الذي كان بعنوان "أمير عبر العصور"، وهو أضخم حدث على مستوى "السويداء" وهي فكرة وعنوان لمجموعة أزياء، وكانت هذه الفكرة ضمن حفل ملكي في الفندق، حيث عرضت 26 قطعة بين فساتين عرس وفساتين سهرة، وفكرة العرض تعتمد على الترف بالأقمشة وتحضير هذه الأشياء يحتاج إلى دقة وتعب، فيها ترف ويجب أن تتكلم عن العصر "الفيكتوري" وهو زمن الملكة "فيكتوريا" ببريطانيا، حيث يوصف بأنه عصر التطور بالأزياء والفن والأعمار والرسومات الجمالية، وهذا واضح من خلال الرسومات والتطريز الفيكتوري، وقد استخدمت ذلك بطريقة عصرية وبأسلوبي الخاص».

من أحد العروض

السيد "فؤاد الشعار" أحد أصحاب محلات الأقمشة في "السويداء" عمل "وسام" لديه في فترة الطفولة تحدث عنه بالقول: «"وسام" شاب طيب ومكافح وعمل لدي في عام 1995، وكان يتصف بالأمانة واللباقة وكان يجيد صناعة العلاقة الطيبة مع الناس، واللافت فيه أنه كان يحب القماش، وهذا ما انعكس إيجاباً على البيع في المحل في تلك الفترة، كما أنه شاب أمين وصادق وكان يعجبني فيه أن يعمل ليساعد أسرته وخاصة في فترة مرض والده، وهذا لم يؤثر في شغفه بالأزياء وخياله الخصب الذي استطاع أن يصنع له اسماً، وأنا مسرور لما حققه في هذا المجال».

يذكر أن "وسام حسن" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1982، وهو عازب، ويحمل شهادة المعهد المتوسط المصرفي عام 2000.