في فترة قصيرةٍ من العمل حققت حلمها في زراعة الفطر، ولم تتوقف عند حدود التجربة، وتابعت زراعة الشتول متجهة إلى مشاريع جديدة لغاية الاكتفاء الذاتي، ونشر أفكار العمل والاعتماد على الذات وفق الممكن.
تثق المهندسة "براءة أبو حسون" أنّ لدى الإنسان طاقات خفية تحتاج لدافع كي تظهر بعمل منتج كما تحدثت من خلال مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 4 أيلول 2020، وقالت: «أعشق العمل وهوايتي تطبيق كل ما تعلمناه في كلية الهندسة الزراعية، خاصة أنها بالمجمل أفكار يمكن أن تحقق الاكتفاء الذاتي، وكان الوقت ضيقاً جداً خلال فترة الدراسة، وبعد التعيين أجريت تجارب بسيطة مثل زراعة الشتول وغيرها، ورحت أطبق ما يمكن من خلال ما امتلكت من معلومات في مجال الزراعات المنزلية التي يتجه العالم لها اليوم، تبعاً لأثرها الاقتصادي في تحسين دخل وغذاء الأسرة.
الزراعة ممتعة ومجدية في شتى مجالاتها، وهي أحد أبواب الاكتفاء الغذائي، واعتمدت زراعة الشتول للخضراوات ونباتات الزينة، والآن بدأت بمشروع جديد لزراعة نبات "الآزولا" العلفي المائي، لما له من فوائد في التوفير بالعلف للدواجن والمجترات، وتخفيف التكاليف على المربين، ومن ثم مشروع "الكمبوست" كسماد فعال للتربة وآثاره السحرية على النباتات
شغلتني فكرة تجربة زراعة الفطر المحاري أثناء دراستي في الجامعة، وبعد تخرجي جربت زراعة كمية قليلة تقارب ليترين من الأبواغ لمحبتي لهذا النمط من الأفكار وهوسي بمعرفة كل جديد، وقد نجحت التجربة وأعطت نتائج جيدة جداً من فطر جميل المظهر ولذيذ الطعم وغني بالمواد المعدنية والفيتامينات.
بعد سنتين وفي ظل الظروف الراهنة والحجر، وبسبب انتشار فيروس "كورونا" وقصر وقت الدوام في دائرة الحراج، قررت أن أستفيد من وقت فراغي وأنهض بهذا المشروع في غرفة غير مكتملة البناء في منزلي، وبمساعدة زوجي زرعت خمسة عشر ليتراً من الأبواغ وأعطت إنتاجاً وفيراً».
وأضافت: «الفكرة لاقت إقبالاً كبيراً من أشخاص في محيطي، فحاولت تشجيعهم على التجربة، وبالفعل اشتغلت على فكرة تأمين الأبواغ لهم وتعليمهم طريقة الزراعة، وأخذت أشرف على مشاريعهم مجاناً للمساعدة في تحسين دخلهم، فالمشروع مربح ومنتج، فليتر واحد من الأبواغ بسعر ثلاثة آلاف ليرة، ينتج حوالي عشرة كيلو غرامات من ثمار الفطر بسعر ألفين وخمسمئة ليرة للكيلو الواحد على عدة أفواج، وهذا طبعاً وفق أسعار العام الفائت.
أتوقع أن ثمار العمل التي جنيتها من دعم ومساعدة مزارعين جدد كان النتيجة الأهم لمشروعي، فقد تابعت بين ثلاثين وأربعين شخصاً أعجبتهم التجربة، وعملنا معاً لإنجاح تجاربهم، ولتعود بالخير على أسرهم بعمل حقق لي السعادة لأننا بذلك ندخل أشخاصاً جدداً إلى زراعة الفطر، وهذه بداية مبشرة لتشجيع أعداد جديدة وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي، فالمشروع لا يحتاج لكثير من التعب سوى يوم الزرع، حيث يتم تعقيم التبن وتنشيفه، وزراعة الأبواغ مع التبن في الأكياس وحضنها في غرفة معتمة لعشرين يوماً، ومن ثم تهوية الغرفة وسقاية الأكياس وجني الثمار».
وتقول عن تجارب أخرى: «الزراعة ممتعة ومجدية في شتى مجالاتها، وهي أحد أبواب الاكتفاء الغذائي، واعتمدت زراعة الشتول للخضراوات ونباتات الزينة، والآن بدأت بمشروع جديد لزراعة نبات "الآزولا" العلفي المائي، لما له من فوائد في التوفير بالعلف للدواجن والمجترات، وتخفيف التكاليف على المربين، ومن ثم مشروع "الكمبوست" كسماد فعال للتربة وآثاره السحرية على النباتات».
الطموح والإصرار على النجاح عند "براءة" مزايا تحدثت عنها المهندسة "حنان زين الدين" التي تابعت عملها، وهي تعمل في المجال الزراعي وقالت: «لديها نشاط وحيوية لمتابعة العمل، لا تتأخر عن البحث والحصول على معلومات جديدة في مجال زراعة الفطر الذي نجحت به، واستطاعت الحصول على إنتاج جيد بإتقان للأصول والطرق العلمية، تقدم خدمة للمجتمع في مجال إنتاج طبيعي نظيف بمذاق طيب وبسعر رمزي، خاصة مع ارتفاع الأسعار للمنتجات الزراعية والغلاء بشكل عام، ولا تبخل بأيّ معلومة على من يسألها ليتمكن من إقامة مشروعه الخاص، وأضعف الإيمان أن يتمكن من كفاية الأسرة.
المهندسة "براءة" مثال للشابات الداعمات للعمل وتقديم كل ما لديها لخدمة من حولها، وتطوير الوعي بالمواضيع الزراعية التي نحتاجها جميعاً للحصول على منتج غذائي جيد يساعد الأسرة ويحقق لها دخلاً مناسباً».
يذكر أن "براءة ماجد أبو حسون" مواليد "السويداء" "جرين" عام 1992 إجازة في الهندسة الزراعية عام 2015، رئيسة وحدة المشاتل والبذور في دائرة الحراج بـ"السويداء"، تحضر لشهادة الماجستير إلى جانب العمل بالمشاريع المنزلية ونشرها على ساحة المجتمع.