جعلت من المرأة عالمها وجمعت بريشتها خصب النساء وعواطفهن المتدفقة، في عالم فيه من الخيال ما يستثير قارئ لوحاتها، لتقوده لحالة من الفرح تنثره عن قصد بين أصابع نساء كن محور أعمالها.
هذا الفرح عبرت عنه الفنانة التشكيلية "ناديا نعيم" خريجة الفنون الجميلة والمدرّسة في معهد الفنون التشكيلية لموقع eSuweda بأنه رسالة فيها كثير من الذاتية لا تتنازل عنها، وهي تصرّ على نثر باقات الفرح في أعمالها، فالكآبة حالة لا تنسجم مع ريشة يمكن لها أن تمزج من اللون كل ما هو قادر على تجديد الحياة بأحلام ملونة.
تظهر شخصية هذه الفنانة بقوة في لوحاتها من خلال ما تقدمه من مجموعات لونية متناغمة وخطوط انسيابية تطلق الخيال في فضاءات نحتاجها للدخول لمساحات هادئة ومريحة، لتجس نبضات حياة وتدفق للأمل في تفاصيل تتحدث عن المرأة بوصفها الخصب وراعية الحياة وحالات إنسانية جميلة
وعن انسيابية الخطوط والغنى اللوني عند "ناديا نعيم"، تحدثت الفنانة التشكيلية "منيرة الأشقر" مديرة مركز الفنون التشكيلية بقولها: «رقة الإحساس وحنان المرأة وما تمتلك من عواطف تأسرك عندما تحاكي لوحات "ناديا"، هنا للمرأة حضور آخر حياة متجددة ألوان شفافة تتحدث بعمق عن تلك المحلقة في عالم من جمال تكاد تنطقه بصدق، لتقول إنها هي من تصنع عالمه عالم الأمومة والأسرة عالم العطاء، ما تعرضه هذه الأعمال يتلاقى عند محاور موحدة تختارها هذه الفنانة مع العلم أن فيها الكثير من الصعوبة، لكنها تصرّ أن هذا الأسلوب هو الأقرب لذاتها، لكن هذا لا يضعف مواضيعها بل تجدها تتعمق في أفكار يمكن أن تعكس فيها مراحل حياتها وعملها، وكل ما يجول في خاطرها لتثبته بريشتها التي كانت وفية لشخصيتها وأفكارها».
أما "ناديا نعيم" فتعرّف أسلوبها بأنه نوع من الواقعية السريالية التي أفرزتها تطورات المدارس الفنية وأساليبها وتقول:
«أسئلة متعددة تطرح في دائرة نقاش أعمالي سواء من قبل الأصدقاء أو غيرهم، أهمها لماذا ترسمين بهذه الواقعية الصعبة ولست مضطرة للبحث عن عناصر من الخيال وهذا شيء صعب؟ لكنني شعرت بأنني إذا عملت بطريقة أخرى فسألغي ذاتيتي ومضمون اللوحة الذي أفضل أن يكون قريباً لشخصيتي، يحكي أفكاري ومشاعري عواطفي دون رتوش، ولا غاية لي بالخروج من هذه الحالة لأنني سأكون بذلك متصنعة أو على الأقل غير حقيقية، ولا أنكر أنني حاولت في مجال التجريد، لكني لم أتمكن من الاستمرار لأني بعيدة عنه لدرجة تجعلني أتغرب عن الفن، فالأسلوب الذي أتبعه يقترب من الواقعية السريالية حيث أرسم الأسلوب الواقعي السريالي هنا، أرسم النساء بحالة طيران تحليق وعلاقات غير واقعية بين الأشخاص والأشكال، أحياناً أخفي أجزاءً وأظهر أخرى أدخل الطير مع المخلوقات المحببة واللطيفة، فالعمل بطريقة التشريح يحتاج لمخيلة قوية، ومخزون كبير ليظهر بهذه الحالة، ويحتاج لدراسة ونسب وعمق في طريقة الطرح من خلال اللوحة، وأحاول أن أقدم نفسي بالطريقة التي أختارها وأعمل لأصيغ لوحتي بطريقة تحقق المتعة للناظر فيها لون، وفيها تشكيل قوي وجميل ولون يجذب المشاهد برغبة مني بأن لا أخزن الألم في لوحاتي».
وعن تجربتها الأولى وتحضيرها لمعرض فردي تضيف:
«رسالة متكاملة أحاول نقلها من خلال أعمالي، لأنني أؤمن برسالة الفنان ودوره الصادق في بناء الإنسان وتشكيل إحساسه بالحياة والطبيعة، وكانت لي مجموعة من المشاركات لكن في عام 2005 كانت تجربتي الأولى حيث كان المعرض الفردي الأول لي في مدينة "بيروت" ووجدتها تجربة غنية أنضجت خبرتي، وأستطيع القول إنه أعادني لرشدي لأنني ولفترة طويلة انشغلت بمسؤولية الأطفال والأسرة عن الفن، لكن هذه التجربة جعلتني أعود للوحاتي ولأهتم بإنتاج الجديد، وخلال الفترة الماضية أنتجت عدداً من الأعمال التي حرصت على المحافظة عليها لأقدمها في معرض خاص فهي تعبر عن مراحل في حياتي وأخطط لعرضها كمجموعة متناغمة خلال هذا العام، لأمسك من خلالها خيوط حلم وهدف أعمل لأجله هو أن تصل لوحتي لكل الناس، لأتواصل معهم من خلالها سواء حظيت بالإعجاب أو أثارت الأسئلة».
تناغم وانسيابية تشغل الناظر، وتقدم له نوعاً من الارتياح، فكرة تحدثت عنها الفنانة التشكيلية "هويدا أبو حمدان" في تعبيرها عن أعمال "ناديا" وقالت:
«تظهر شخصية هذه الفنانة بقوة في لوحاتها من خلال ما تقدمه من مجموعات لونية متناغمة وخطوط انسيابية تطلق الخيال في فضاءات نحتاجها للدخول لمساحات هادئة ومريحة، لتجس نبضات حياة وتدفق للأمل في تفاصيل تتحدث عن المرأة بوصفها الخصب وراعية الحياة وحالات إنسانية جميلة».
أخيراً: لم تُدخل "ناديا نعيم" لوحاتها في دائرة العرض والطلب لأنها لم تنجز معرضها الفردي بعد، هذا المعرض الذي تحضر له هذا العام ليحكي قصتها مع اللون...