من قريته "مفعلة" التي تبعد 11 كم إلى الشمال الشرقي من "السويداء" أطلق "منصور دعيبس غانم" عسل "العيساوي" الذي أخذ اسمه من إحدى مناطقها المرتفعة ليحقق شهرةً عالمية، حيث انتقل "غانم" لتربية النحل لأنها وحسب قوله مشروع العمر الذي وجده الأنسب بين مهن عدة اختبرها.

موقع eSuweda التقى صاحب معمل عسل "العيساوي" بالحوار التالي ليتعرف على هذا المشروع وكيف اكتسب صفة النجاح.

  • هل توقعت عند اقتناء أول خلية أنك ستكوّن مشروعاً حقيقياً؟
  • منصور دعيبس غانم

    ** تربية النحل نشاط اتجهت إليه في عام 1986عندما أسست مشروعاً زراعياً واتبعت نصيحة أهل العلم بأن النحل يساعد في عملية تلقيح الأشجار المثمرة، حيث يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة تتراوح بين 25-30 بالمئة وحسب الدراسات فالزهرة الملقحة من النحل لا تسقط لذا هنا جاءت تربية النحل لأكمل مشروعي الزراعي، لكن منذ البداية شعرت بعالم النحل الغريب الذي حرضني على القراءة والبحث، وأصبحت هوايتي اليومية مراقبة النحل في الخلايا.

    ومنذ البداية حصلت على تخطيط الخلية الذي وضعه "لانكثستروت" الأمريكي أول من صمم الخلية الحديثة وقد طبقته واجتهدت من خلال حرفة الألمنيوم التي أتقنها لأصنع الخلايا بنفسي وصممت خلية لملكتين وأخذت أؤمن حاجتي من الخلايا بأقل التكاليف، وقد جعلني التعامل مع النحل أندمج أكثر مع هذا العمل الذي أصبح الأقرب إلى نفسي أعطيه ما يحتاجه من جهد واهتمام، ليصبح عسل "العيساوي" مطلوباً ومفضلاً لدى عدداً كبيراً من الزبائن في داخل وخارج سورية حيث لاقى رواجاً في دول الخليج العربي، ولنا زبائن لهم طلبيات محددة في كل موسم، وبالنسبة لتوقعات توسع المشروع فلم أكن لأتوقع أن الفكرة ستتحول لمشروعٍ ترك بصمة واضحة على حياتي وحياة أسرتي.

    منطقة العيساوي في فصل الربيع

    في الوقت الحالي أعمل مع أسرتي في هذا المشروع وأحتاج لعمال ومساعدين في مواسم الترحيل عندما نأخذ الخلايا لحقول جديدة وهو عمل مجهد ودقيق، لكن إنتاج العسل وجودته يقدم لنا الراحة بعد التعب، لأن متوسط الإنتاج يتجاوز الطن والنصف، ويكفي القول إن ما ننتجه لا يكفي طلبيات الزبائن.

  • أسميت منتجك "العيساوي" من أين أتيت بالاسم وما المساحة التي يعرف بها هذا المنتج؟
  • إطار النحل قبل الفرز

    ** هي المنطقة التي أسست فيها لمشروعي الزراعي وترتفع 1547 متراً فوق سطح البحر، وتوصف بأنها أكثر المناطق وعورة وصعوبة في قريتي، ورغم ذلك فقد كان مشروعي من أوائل المشاريع التي ساهمت في استثمارها وتحولت اليوم لغابة حقيقية من أشجار "التفاح" وهي من المناطق التي أحن إليها لذا جعلتها ملاصقة لمشروع تربية النحل الذي احتضنته معي وحقق جزءاً كبيراً من أحلامي، وحقق انتشاراً يرضي الطموح.

  • حدثنا عن مشاركاتك في المعارض وما قدمت لك هذه المشاركات؟
  • ** لأنني عشقت البحث عن معلومات ترتبط بالنحل واتبعت الطرق العلمية الحديثة وكنت متابعاً لأنشطة مديرية الزراعة التي قيمت مشروعي تقييماً جيداً دعيت من خلال المديرية لعدة معارض أهمها الصالون الدولي بباريس وفي ألمانيا ومعارض عربية منها في اليمن وقدمت منتجات خلية النحل في الجزائر وعرضت ثلاث سنوات بمدينة المعارض ضمن جناح مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي ومعارض متعددة حيث خضع المنتج للاختبار وكانت فرصة لتميز "العيساوي" وعسل "السويداء" عن غيره من حيث نسبة الرطوبة التي لا تتجاوز 11 بالمئة والنكهة المميزة عدا الصفات التي تؤهله للاستخدامات الدوائية والعلاجية، خاصةً أننا ننتج عسل "الشنديب" وهي قطفة الخريف، وفي الربيع عسل النباتات البرية، وعند الترحيل نقطف عسل "اليانسون" والحلاب" و"الزلوع" و"الحمضيات".

  • ما خططك للمستقبل وهل العائلة تشاركك المشروع؟
  • ** تعود الأبناء على علاقتي القوية مع النحل وأصبحوا يتابعون معي السجلات اليومية التي أسجلها لكل خلية ونقوم بعملية الفرز والتعبئة بشكل مشترك وهي أجمل الأوقات لأننا تشاركنا في حب العمل والسعي لتحسين المنتج وتقديمه للزبائن، وبشكل دائم نسعى للتوسع لكن النحل هذا الكائن النشيط والمدلل بالنسبة لي سيبقى رفيق الأيام القادمة.

    تجدر الإشارة إلى أن "السويداء" مرعى خصب للنحل لتوافر نباتات برية وغطاء نباتي متنوع، وقد انتشرت مهنة تربية النحل وأصبح عدد المربين يقارب 200 مربٍ.