على أنغام مزمار وطبل "فرقة جبل العرب" للتراث سهرت القرية ليلة من ليالي العمر استذكر فيها كبار السن الأغاني التراثية القديمة ووصلات طويلة من "الجوفيات" وقصائد الفن التي أحيتها الفرقة.

إذ لم يكن يوماً عادياً في قرية "الجنينة"، فالشاب "وائل علي صالحة" المغترب في دولة "الإمارات العربية المتحدة" دخل القفص الذهبي بكامل إرادته، وعقد قرانه على الآنسة "رشا سليمان الطويل" وسط فرحة الأهل والأصدقاء الذين شاركوا العريس وذويه فرحتهم الكبرى بزواج "وائل" الولد البكر لأبويه.

إننا لا نستطيع أن نقف في وجه التطور لكننا نطالب بالحد الأدنى من المحافظة على التراث

السيد "صقر صالحة" قال لموقع eSuweda يوم الثلاثاء الواقع في الثلاثين من شهر أيلول لعام 2008: «لقد جئت من "المملكة العربية السعودية" لحضور هذه المناسبة ومشاركة والدي العريس هذه الفرحة الكبرى بزواج "وائل"، وإن أكثر ما أفرحني وأدهشني وجود كبار السن في العرس ومشاركتهم الوجدانية، ويبدو أن للتراث مفعوله السحري بحيث أعاد هؤلاء إلى الماضي القريب الذي نكاد ننساه في خضم هذا التطور السريع في كل شيء».

ويرى في هذه المناسبة أن على الشباب والأجيال القادمة محاولة التوازن بين ما تركه الأجداد من تراث جميل وأخاذ، وبين ما يناسبهم من الحديث، وأضاف: «إننا لا نستطيع أن نقف في وجه التطور لكننا نطالب بالحد الأدنى من المحافظة على التراث».

أما الشاعر "جميل زحلان" فأوضح انه على علاقة دائمة مع الحياة، ولذلك فهو يشعر بسعادة غامرة في كل عرس يحضره، ولذلك اعتبر أن عرس "وائل" جزء من الفرح الذي يكمله الأبناء فيما بعد، وقال : «استمتعت كثيرا بوجود أعداد كبيرة من الشباب والشيوخ في مكان واحد، ولا مشكلة لدي في أي شكل من أشكال الغناء والدبكة لان الحياة أوسع من أن نحيطها بلون واحد».

وقد سهرت القرية حتى ساعة متأخرة من الليل، وغادر الجميع بعد أن باركوا للعريس وعروسه وتمنوا لهما دوام السعادة والحب.