طرح عرض مسلسل "الخربة" الكثير من الأسئلة أثناء عرضه في شهر رمضان المنصرم، وأهمها كان لدى أهالي محافظة "السويداء" الذين تحدث المسلسل بلهجتهم بعد أن صورت حلقاته في قرية "ذكير"، حيث قدّم المسلسل من خلالها بيئة المحافظة.

السيد "عقل أبو مغضب" تحدث لموقع eSuweda في 19/9/2011، بالقول: «مسلسل الخربة حقق أكثر من نقطة إيجابية أهمها أنه سلط الضوء على واقع اجتماعي يعكس العادات والتقاليد بالإضافة إلى طرح لهجة المحافظة بأسلوب كوميدي وجميل، ولكن المسلسل لم يقدم تاريخ المحافظة السياسي أو الثوري، بل بقي خارج الزمن والتاريخ، وأجمل ما فيه هو الطريقة البسيطة والكوميدية التي استمتع بها الناس وضحكوا لها مع وجود الكثير من المبالغة بالمواقف».

أفضل ما قدمه مسلسل الخربة هو الجرأة في الإسقاط، بالإضافة إلى المناقشة السريعة للمرحلة التي عاشتها المنطقة العربية، وقرأنا فيه حالة من الاستئثار الجميل، بخصوصية الكوميديا التي قدمت لهجة المحافظة بشكل استعرض جماليتها، وهذا ما قرب الناس أكثر منها

السيدة "خالدة أبو شميس" ربة منزل تحدثت بالقول: «برأيي المسلسل قدم تجربة ناجحة جعلتنا نحب اللهجة والبيئة التي عرضها، حتى أولادي كانوا يتابعون المسلسل على كل القنوات، ويتابعون الإعادة من شدة حبهم للشخصيات التي أتقنت دورها فعلاً كشخصيات كوميدية سمعنا عن قصصها في السابق ورأيناها من خلال المسلسل على الواقع».

السيد عقل أبو مغضب

الناقدة السينمائية السيدة "منى عبد الله" قالت: «أفضل ما قدمه مسلسل الخربة هو الجرأة في الإسقاط، بالإضافة إلى المناقشة السريعة للمرحلة التي عاشتها المنطقة العربية، وقرأنا فيه حالة من الاستئثار الجميل، بخصوصية الكوميديا التي قدمت لهجة المحافظة بشكل استعرض جماليتها، وهذا ما قرب الناس أكثر منها».

بدوره المخرج المسرحي الأستاذ "رفعت الهادي" تحدث عما احتواه العمل فنياً بالقول: «المسلسل قدم حالة تشريحية للواقع العربي عموماً من خلال رؤية ناقدة وعميقة، حيث قدم المجتمع عبر مجموعة شرائح، الشريحة الأولى مثلها الجيل القديم مثل أبو نمر وأبو نايف وقد استعرض من خلالها الدور المسيطر المتيبس غير القابل للمرونة مع أي تغير زمني، والشريحة الثانية هي الجيل الثاني أو ما يسمى جيل الوسط هو الجيل المتعلم الذي لم يستطع أن يحدد مكاناً له على أرض الواقع فبقي دون فعالية لأنه لم يستطع أن يحدد طبيعة انتمائه ومثل هذا الدور صياح وفوزي وعاطف، أما الجيل الموازي أو الوجه الآخر فكان جيل الأحزاب الثورية التي مثلها ملحم وجميل وطارق وجوهر، وهذه الشخصيات أيضا لم تستطع بشكل عام تقديم حلول للواقع لأنهم منتفعين أولاً، ولأنهم لا يملكون سوى ثقافة المصطلح ثانياً، لكن العمل بشكل عام قدم عرضاً موضوعياً للواقع السياسي، واستخدم لهجة محافظة "السويداء" لإضفاء الواقعية، ولم يقدم بيئة "السويداء" ضمن رحلة عاداتها وتقاليدها، بل قدمها بشكل كوميدي من خلال شخصيات مبالغ فيها إلى حد الكريكتور، وهذه الحالة هي التي جعلت القائمين على العمل يستخدمون اللهجة بشكلها المقعر لكي تزيد حالة الفكاهة، والعمل منسجم من الناحية الفنية قدم حياتنا من خلال شخصيات بسيطة عكست البيئة الوطنية العامة».

المخرج رفعت الهادي

الطفلة "نيرفانا غبرة" طالبة في الصف الثاني الابتدائي قالت: «لقد أحببت مسلسل الخربة وخصوصاً دور "سمعان"، لأنه ينظف الشوارع من النفايات والقمامة وأحببت دور "فياض" لأنه يرعى الأبقار التي تعطينا الحليب، وأعجبتني الطريقة التي يتكلم بها فياض والتي كان يقلد بها طريقة الأبقار في الخوار، وأنا وأصدقائي قد استبدلنا لعبة بيت وبيت بلعبة خربة وخربة، حيث نلعبها يوميا مقلدين أبو نمر وأبو نايف خصوصاً عندما ينفخ في سماعة أذنه».

السيدة "مي شرف" موظفة تحدثت بالقول: «المسلسل بكل حلقاته كان خفيف الظل، وقد أعجبني أسلوب النقد الظريف فيه رغم بعض المبالغات الحاصلة سواء في بعض التصرفات أو حتى في بعض الموضوعات التي كانت موضوع الحلقات، وكان أكثر الشخصيات التي أثارت انتباهي هي الفنان "احمد الأحمد" في دور "سمعان"، حيث أبدع في إتقانه للدور الذي اعتبره من الأدوار الصعبة لبساطته وجماليته في عرض الشخصية».

السيدة مي شرف

الأستاذ "ماجد اللابد" مدرس تحدث بالقول: «المسلسل كوميدي بامتياز، قدمت فيه بعض الحلقات في الإطار العام واقعاً لا يمكن أن يكون فقط في محافظة "السويداء"، بل هناك إمكانية لتعميمه في أي زمان ومكان، وقد وقع المسلسل ببعض المغالطات، حيث إنه لم يحدد حقبة زمنية معينة، والدليل على ذلك أن زمن أبو نايف وأبو نمر قد بدأ يتلاشى منذ فترات بعيدة، وأقصد أيام الزعامة التقليدية التي لم يكن متوافراً فيها أجهزة الخليوي أو التكنولوجيا الحديثة، ولكن يبقى في المسلسل طروحات جديرة بأن تناقش على مستوى عالٍ، وخاصة القضايا التي عكست الواقع الراهن، وإن آخر حلقة في المسلسل لو قرأها المشاهد والمختص بشكل كامل فإنها تستحق أن تكون رواية كاملة».