كان عام الأمنيات المحققة ذلك العام الذي تأسست فيه هذه الكلية، لتكون مركز إشعاع فني يعكس الضياء على ساحة هذه المدينة التي يعتبر الفن فيها مكوناً أساسيًاً لجينات سكانها، لأجل الفن والفنانين كانت الكلية الثانية للفنون الجميلة في "السويداء" كلية مستقلة تتبع لجامعة "دمشق" وتمارس دورها الأكاديمي الذي تعقد عليه الآمال.

إلى الشرق من مشفى الشهيد "زيد الشريطي" وعلى تلة صغيرة استقرت كلية الفنون في موقع قد يكون من أجمل المواقع الطبيعية كونه يطل على طريق مدينة "صلخد" وعلى منطقة "ظهر الجبل" بهيئة تسرق انتباه الزائر ليجول في مسافات الضوء والخضرة وجمال طبيعي آسر، حرض هيئة الكلية لدراسة خطط التوسع واستثمار مساحات جديدة من المكان لأغراض دراسية تدعم الاختصاصات الفنية المتوافرة وتساعد على تطويرها.

نُعتبر إحدى الدفعات التي رافقها الحظ السعيد لأننا عايشنا الخطوات الأولى لهذه الكلية التي استكملت شروط الدراسة خلال فترة قصيرة، وبالمقارنة مع كليات أخرى نشعر بتفوقها من حيث طرق التدريس والمتابعة

بعد جولة في قاعات موقع eSuweda حاور الدكتور "عبد الكريم فرج" عميد الكلية للإطلاع على واقعها، وأهمية وجودها في المدينة ومشاريع التوسع الجارية على مستوى هذه الكلية.

الدكتور عبد الكريم فرج

  • ماذا تحدثنا عن ثلاث سنوات مضت على انطلاق الكلية؟
  • ** الكلية جاءت تلبيةً لمطالب الأهالي الذين يميلون للفن بالفطرة وهناك أرقام تثبت ارتفاع نسبة الفنانين والهواة في هذه المنطقة، فوجودها قدم خدمة للشباب الطامح بالدراسة الفنية الأكاديمية، وكذلك للأهل ليشعروا بالطمأنينةعلى الأبناء والبنات الذين أعفوا من التنقل والسفر والابتعاد عن الأهل لمتابعة الدراسة، وهذه قضايا نلاحظها من خلال المعايشة اليومية للطلاب والأهالي، ولم نستغرب الترحيب الكبير الذي أظهره المجتمع لدرجة أننا تلقينا دعوات من عددٍ كبيرٍ من الأهالي للزيارة، وهذا نوع من التكريم والمشاركة حاول المجتمع تقديمه لدعم هذا المشروع العلمي الأكاديمي الذي كان من ضمن الأحلام وأصبح حقيقة.

    الطالب فؤاد سراي الدين والطالبة بشرى الشبل

    هذا العام أصبح عدد الطلاب في السنوات الثلاث يقارب 200 طالباً، منهم 40 طالباً من خارج المحافظة وطلاب السنوات الثلاث يتوزعون على خمسة اختصاصات هي: التصوير والنحت والعمارة الداخلية والإعلان والحفر والطباعة (الغرافيك أرت) وهي ذات الاختصاصات التي تدرس في كلية الفنون الأولى في جامعة "دمشق" وهذه ميزة قد لا تتوافر في كليات مماثلة لأن الكلية الثانية للفنون الجميلة وهي كلية "السويداء" أنشأت متكاملة لتكون بمستوى أكاديمي عال، وهنا نشير لحجم التعاون القائممركزياً ومحلياً لانجاح الكلية ولغاية هذا التاريخ لم يوصد في وجهنا باب، بداية من المعنيين بالبنية التحية إلى كافة الجهات المعنية بالموافقات على إجراءات التوسع والإجراءات القانونية اللازمة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على الوعي والتفهم الكامل لأهمية هذه الكلية ودورها العلمي.

    *تنوع الاختصاصات يتطلب كادر تدريسي كبيراً هل اكتمل الكادر؟

    إطلالة المكان تؤهله للاستثمار الفني

    **منذ العام الأول كان الاهتمام بتأمين كادر متكامل وهناك عدد كبير من الأساتذة الذين يقدمون من "دمشق" بشكل يومي للتدريس، وهناك تغطية كاملة لمختلف الاختصاصات، وهنا نضيف ميزة جديدة لهذه الكلية حديثة العهد التي حظيت بموافقة وزارة التعليم العالي، حيث تم تعيين عدد من الأوائل في كافة الاختصاصات من الخريجين في كلية الفنون الجملية ووصل عددهم 22 معيداً تم تعينهم دفعة واحدة، وهذه خطوة هامة كونهم اتبعوا بشكل كامل لهذه الكلية ونحن الآن بمرحلة الإعداد لدراسة علمية تكفل التهيئة لإيفادهم ببعثات داخلية أو خارجية وقد عقدت اتفاقات معهم لتكون دراساتهم العليا لصالح الكلية، وهذا ما سيعبد طريق الكلية لامتلاك كادر تدريسي خاص بها.

  • قضية استثمار المكان قضية تخططون لها هل هناك خطوات عملية؟
  • ** لن نبالغ إذا قلنا أن المكان بحد ذاته يطرح أفكارجديدة، وقد تم التوسع وحورنا كثير من البنى لتخدم التخصصات الفنية، ففي البداية كان لدينا هنكار خصص لقسم النحت والحفر وبهدف التوسع حصلنا على هنكار من كلية الآداب لينقل إليه قسم النحت ليكون مخدما لمشاريع الطلاب وأعمالهم، لكن مفاجأتنا للمهتمين بالكلية ستكون من خلال مشروع تأهيل سطح المبنى الذي تصل مساحته إلى 500 متر مربع، حيث حصلنا على موافقات على أن يكون السقف غير إسمنتي وسيتم اعتماد تقنية "ساندويش بانت" وأعمدة حديد وزجاج، وبذلك نكون قد اكتسبنا طابق يشرف على المناظر الطبيعية مع شاشة عرض وكافة المستلزمات التي تنسجم مع قسم التصوير، ومشروع مرافق لاستثمار الباحة بمشروع ثقافي لازال قيد الدراسة، كل هذه الخطوات نتوقع أن تكون انطلاقة جديدة تكمل الحلم الذي جسد على أرض الواقع.

    أما مشاعر الطلاب فقد عبروا عنها على الشكل التالي:

    الطالب "فؤاد سراي الدين" سنة ثالثة اختصاص ديكور قال: «نُعتبر إحدى الدفعات التي رافقها الحظ السعيد لأننا عايشنا الخطوات الأولى لهذه الكلية التي استكملت شروط الدراسة خلال فترة قصيرة، وبالمقارنة مع كليات أخرى نشعر بتفوقها من حيث طرق التدريس والمتابعة».

    الطالبة "بشرى الشبل" سنة ثانية اختصاص عمارة داخلية قالت: «للكلية مزايا متعددة أهمها القرب الذي يكفل راحة الطلاب، وبفعل قدوم الأساتذة من دمشق والالتزام بنقل مشترك تجدهم يخصصون كامل الوقت للحوار من الطلبة وتقديم المشورة والدعم، مما ميز علاقتهم بالمدرسين والاستفادة من خبرتهم الفنية».