«"البيرق" هو العلم والراية والعنوان لكل قرية من قرى جبل العرب، ويعتبر في تاريخ الجبل إرثاً ورثه الأبناء عن الآباء والأجداد، حيث حمله الأبطال في معظم الحروب ضد المستعمر العثماني والفرنسي، وهو يرمز إلى وحدة الصف والدفاع عن الحق والحفاظ على الكرامة، ولكل قرية من قرى الجبل بيرق يختلف لونه وشكله وأبعاده عن بيارق القرى الأخرى.

وقد عرف الكثير من أهالي الجبل باسم "حمال البيرق"، فبقاء "البيرق" مرفوعا هو رمز الصمود وعدم التراجع ورمز الانتصار، وهذه العادة هي عادة إسلامية حيث عرف العرب في الفتوحات الإسلامية رفع الراية، وقد تسابق عليها الصحابة واستشهدوا دونها في حروبهم لكي تبقى مرفوعة».

بيرق قرية "أم حارتين" مستطيل الشكل بلونه الأحمر ونجومه الخمسة البيضاء، وبين النجوم سيف يحيط بنهاية أطرافه "خرج" أو "تنتنة" وشرّابتان كبيرتان، واحدة في الأعلى وأخرى في الأسفل، ترتكزان على رمح طوله متران ونصف المتر، يعلو رأسه حربة مثبتة على تفاحة صفراء تشد الحربة إلى الرمح وبكعب الرمح رأس رفيع كي يدخل هذا الكعب في ثعلبة الرمح حلقة الحزام، ويرتكز في الحمالة المدلاة من كتف حامل البيرق الأيمن إلى خاصرته اليسرى، ويحيط بالخاصرة نطاق عريض يثبت فيه هذا الرمح الطويل، والمجاهد "فواز حاطوم" حمل البيرق أيام الاحتلال الفرنسي، واستبسل بالدفاع عن أرض الوطن في معارك "اللجاة" و"وادي اللوى" وحضر يوم "المزرعة"، وكان في معارك "السويداء" ومعارك المقرن الجنوبي، وتواجد بين ثوار "الغوطة" وحضر معركة "قطنا" ومعارك "قلعة جندل" الأولى والثانية، وكان بين الوفد الذي سافر إلى الحجاز لمقابلة العاهل السعودي آنذاك "عبد العزيز آل سعود"، وكان على رأس الوفد القائد "محمد عز الدين" وأعضاء الوفد المجاهدان "قاسم الحسنية" و"فواز حاطوم" فسمع الملك كلامهم وأجاب مطلبهم في مد الثوار بالمؤونة، وبعد المعاهدة السورية- الفرنسية عام 1936 صدر عفو عن "سلطان الأطرش" ومن معه من الثوار، فتوجهوا إلى أرض الوطن، واستقبلوا استقبال الأبطال في محطة الحجاز "بدمشق" وكان البيرق يتقدمهم، ثم اتجهوا جنوبا إلى جبل العرب، ووصل المجاهد "فواز حاطوم" قريته "أم حارتين"، وبقي فيها بكامل نشاطه الخيري والإنساني والاجتماعي يعمل في أرضه ويكسب من عرق جبينه إلى أن وافته المنية يوم الأربعاء التاسع من شهر رمضان عام 1415 هجري الموافق الثامن من شهر شباط عام 1995 ومازال البيرق شامخا شموخ أهله وموجوداً في بيته يتوارثه الأبناء كرمز من رموز الشموخ والنضال في سبيل الوطن

بهذ العبارات تحدث الأستاذ "فيصل نفاع" رئيس جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث لموقع eSuweda في 17/8/2009، عن البيرق الذي يعتبر إرثا وتاريخا راسخا في عادات جبل العرب وتقاليده.

المجاهد فواز حاطوم

السيد "ياسر حاطوم" أحد أقارب المجاهد "فواز حاطوم" وهو حامل بيرق قرية "أم حارتين" تحدث لموقعنا بقوله: «بيرق قرية "أم حارتين" مستطيل الشكل بلونه الأحمر ونجومه الخمسة البيضاء، وبين النجوم سيف يحيط بنهاية أطرافه "خرج" أو "تنتنة" وشرّابتان كبيرتان، واحدة في الأعلى وأخرى في الأسفل، ترتكزان على رمح طوله متران ونصف المتر، يعلو رأسه حربة مثبتة على تفاحة صفراء تشد الحربة إلى الرمح وبكعب الرمح رأس رفيع كي يدخل هذا الكعب في ثعلبة الرمح حلقة الحزام، ويرتكز في الحمالة المدلاة من كتف حامل البيرق الأيمن إلى خاصرته اليسرى، ويحيط بالخاصرة نطاق عريض يثبت فيه هذا الرمح الطويل، والمجاهد "فواز حاطوم" حمل البيرق أيام الاحتلال الفرنسي، واستبسل بالدفاع عن أرض الوطن في معارك "اللجاة" و"وادي اللوى" وحضر يوم "المزرعة"، وكان في معارك "السويداء" ومعارك المقرن الجنوبي، وتواجد بين ثوار "الغوطة" وحضر معركة "قطنا" ومعارك "قلعة جندل" الأولى والثانية، وكان بين الوفد الذي سافر إلى الحجاز لمقابلة العاهل السعودي آنذاك "عبد العزيز آل سعود"، وكان على رأس الوفد القائد "محمد عز الدين" وأعضاء الوفد المجاهدان "قاسم الحسنية" و"فواز حاطوم" فسمع الملك كلامهم وأجاب مطلبهم في مد الثوار بالمؤونة، وبعد المعاهدة السورية- الفرنسية عام 1936 صدر عفو عن "سلطان الأطرش" ومن معه من الثوار، فتوجهوا إلى أرض الوطن، واستقبلوا استقبال الأبطال في محطة الحجاز "بدمشق" وكان البيرق يتقدمهم، ثم اتجهوا جنوبا إلى جبل العرب، ووصل المجاهد "فواز حاطوم" قريته "أم حارتين"، وبقي فيها بكامل نشاطه الخيري والإنساني والاجتماعي يعمل في أرضه ويكسب من عرق جبينه إلى أن وافته المنية يوم الأربعاء التاسع من شهر رمضان عام 1415 هجري الموافق الثامن من شهر شباط عام 1995 ومازال البيرق شامخا شموخ أهله وموجوداً في بيته يتوارثه الأبناء كرمز من رموز الشموخ والنضال في سبيل الوطن».

فيصل نفاع