شهدت محافظة "السويداء" عرساً وطنياً كبيراً بزفاف كوكبة جديدة من شهدائها الأبطال، الذين استشهدوا دفاعاً عن أمن واستقرار سورية في منطقة "جسر الشغور" في محافظة "ادلب".

"برهان أبو أسعد" و"رفعت الحكيم" و"خلدون شرف" ثلاثة شهداء بعمر الورود، قدموا الروح رخيصة فداء للوطن، ورووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن المقدس، استقبلهم أهلهم وأبناء محافظتهم وقراهم بالزغاريد والأهازيج والهتافات لعزة ونصرة الوطن.

أقدم كل الشكر والتقدير لكل سيدة زارتني لتهنئتي بعرس ابني، وقد أثبتن لي أن "رفعت" ابنهن جميعاً وهن أمهاته وأخواته ويفخرن به مثلي تماماً، هذا الجبل يقدم الشبان والرجال منذ الأزل وهو ملاذ الأحرار وسيبقى كذلك إلى يوم الدين، وسنظل نقدم الشهداء وإذا لم يبق لدينا رجال، فنحن النساء شهداء بإذن الله

وقد قامت مجموعة من سيدات المحافظة ممثلات بفرع "السويداء" للاتحاد العام النسائي، بزيارة إلى أسر الشهداء الثلاثة في كل من قرى "لاهثة" و"بريكة" و"الكارس"، ليس لتقديم العزاء بل لتهنئة أهالي الشهداء بمجد أبنائهم الذين سطروه بدم عربي أصيل.

في منزل الشهيد "برهان أبو أسعد" في قرية "لاهثة"

وقد تحدثت السيدة "نيللي الجمال" رئيسة فرع "السويداء" للاتحاد النسائي عن هذه الزيارة لموقع eSuweda قائلة: «شهدنا تشييع كوكبة ثانية من شهداء محافظة "السويداء"، ضحوا بأرواحهم ودمائهم في منطقة "جسر الشغور" في محافظة "ادلب" لإعادة الأمان والاستقرار لأهالي المنطقة.

لم تكن زيارتنا لأسر الشهداء لتقديم العزاء، لأن أحداً من أهالي الشهداء لم يقبل العزاء بل كانت زيارة تهنئة بعرس البطل، الأمهات استقبلن أبنائهن بالزغاريد بدل الدموع، فهم سطروا باستشهادهم أبلغ آيات العشق والإجلال للوطن.

مع والدة الشهيد "خلدون شرف" في قرية "الكارس"

نحن نقدر من قاتل واستبسل دفاعاً عن الوطن، ونبجل من قدم روحه رخيصة فداء للوطن، فهذا ما علمنا إياه الوطن، وهذا ما علمتنا إياه أمهاتنا اللواتي أرضعننا عشق الأرض منذ الصغر.

بدورنا كمنظمة اتحاد نسائي فنحن على أتم الاستعداد لحمل السلاح والمقاتلة مع جيشنا الباسل، ونساء "السويداء" ونساء سورية تؤكد هذا الكلام، فالمهم أن تعود ربوعنا آمنة كما كانت، ويعود الأمن والاستقرار إلى أرضنا الحبيبة».

الآنسة "بثينة والي" مديرة المركز الثقافي في قرية "لاهثة" وعضو قيادة شعبة الحزب مسؤولة مكتب المنظمات، تحدثت قائلة: «قمنا بزيارة أسر الشهداء في القرى الثلاث لنهنئ أمهات الأبطال وآباء الأبطال وإخوة الأبطال، هؤلاء كوكبة أضيفت لشهداء المحافظة الذين سقوا بدمائهم تراب الوطن في سبيل منع قوى الفتنة والتخريب من العبث بأمن بلدنا، وقد أبدى شهداؤنا بسالة وشجاعة في إحباط ما تتعرض له سورية من تآمر أعد له في مطابخ خارجية بإشراف أمريكا وإسرائيل، وبمشاركة العديد من الدول العربية التي أثبتت عدم مصداقيتها لنهج سورية المقاوم، ومواقفها الثابتة والمبدئية.

باسمي وباسم سيدات الوطن أتوجه بالتحية إلى ذوي الشهداء الذين استقبلوا أبناءهم بعرس وطني كبير، وأكدوا استعدادهم لتقديم المزيد والمزيد من التضحيات والدماء للوطن، ومن هؤلاء الشهداء شهيد قريتي "لاهثة" البار "برهان أبو أسعد" مساعد أول في قوى الأمن الداخلي، نال شرف الشهادة في محافظة "إدلب" خلال محاولة التصدي للتنظيمات الإرهابية، وهذه ليست المحاولة الأولى لبرهان، فقد شارك في قمع العصابات المسلحة في محافظة "درعا" وكان مثالا للبطولة والشجاعة، تعرض لمحاولات اغتيال عديدة ولكن القدر شاء له الاستشهاد على أرض محافظة "ادلب".

"برهان" أحد تلاميذي في مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية، كان مثال التهذيب والأخلاق الرفيعة، قد تعجز كلماتي عن وصفه كما يستحق، قدمنا واجبنا كمدرسين وقمنا بغرس قيم البطولة والشجاعة في نفوس أبنائنا، ولكنه سبقنا جميعاً لتجسيدها على أرض الواقع ليكون قدوة ومثالا يحتذى به حين يذكر الأبطال».

كان للزيارة أثر كبير في نفوس أهالي الشهداء وأمهاتهم الذين أكدوا أن أبناءهم هم أبناء "السويداء" وأبناء سورية الأبية، وهم فداء عزة هذه الأرض.

وكانت الدموع ممزوجة بالزغاريد، إذ طلبت والدة الشهيد "خلدون شرف" في قرية "الكارس" من وفد السيدات الذي زارها أن يزغردن لروح "خلدون" التي تسكن الجنة، كما فعلت هي يوم تشييع جثمانه.

أما والدة الشهيد "رفعت الحكيم" السيدة "رمزية الحكيم" من قرية "بريكة" فقالت: «أقدم كل الشكر والتقدير لكل سيدة زارتني لتهنئتي بعرس ابني، وقد أثبتن لي أن "رفعت" ابنهن جميعاً وهن أمهاته وأخواته ويفخرن به مثلي تماماً، هذا الجبل يقدم الشبان والرجال منذ الأزل وهو ملاذ الأحرار وسيبقى كذلك إلى يوم الدين، وسنظل نقدم الشهداء وإذا لم يبق لدينا رجال، فنحن النساء شهداء بإذن الله».

بقي أن نذكر أن السيدة "هيام القطامي" عضو قيادة فرع الحزب في محافظة "السويداء" رئيسة مكتب المنظمات، قد شاركت السيدات زيارتهن لأسر الشهداء.