إلى الجنوب من قرية "نمرة" الواقعة إلى الشرق من مدينة "شهبا" والتي تبعد عنها 8 كم وتبعد عن مركز المحافظة حوالي 30كم، تتربع قرية صغيرة يصلح أن يطلق عليها مزرعة لقلة ساكنيها، ولخضرتها الدائمة.

أطلق عليها سكانها "غيضة نمرة" لكثرة أشجارها، وهي على صغر مساحتها تشبه ظهر الجبل بكثير من الخصائص أهمها الطبيعة الجبلية القاسية في فصل الشتاء، والأرض الخيرة التي تنتج التفاح والعنب واللوزيات.

نحن نتبع إدارياً إلى قرية "نمرة"، وبالنسبة للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، فهي متوافرة مثل باقي القرى في المحافظة، ويوجد لدينا مدرسة ابتدائية، وجمعية فلاحية، ونحن نعاني من عدم توافر الهاتف الآلي إلى الآن على الرغم من الوعود الكثيرة بهذا الشأن، ولأن القرية تقع على تل عال نسبياً فإن وجود الطرق التي تخدمها ضعيف على الرغم من اهتمام البلدية في شقها، لكنها تحتاج إلى مساندة من الخدمات الفنية على هذا الصعيد، خاصة أننا نعاني من الثلوج الدائمة في الشتاء، والطرق وسيلة مهمة من أجل الوصول إلى حقولنا

كان أول من سكنها الشيخ "أبو شبلي محمود الأباظة" وولده منذ العام 1941 قادماً من قرية "نمرة" المجاورة، وتتابعت عملية السكن في الخربة الأثرية القديمة من نفس العائلة، حيث لم يكن فيها عند دخولهم إليها سوى منزلين أثريين يعودان للفترة النبطية الرومانية، وأصبح عددهم ما يقارب 350 نسمة، متسلحين بالأرض التي تنتج ذهباً على الرغم من الجو القاسي في فصل الشتاء، والذي يمكن أن يقطعهم عن العالم الخارجي عدة أيام.

السد الذي يحمل اسمها

وأكد رئيس الجمعية الفلاحية في القرية السيد "هاني الأباظة" لموقع eSuweda «إن الحياة اليومية في "الغيضة" متعبة جداً، وخصوصاً بالنسبة للفلاحين، الذين طوعوا بزنودهم جبلاً على ارتفاع 400 متر، وحولوه إلى جنة حقيقية، وهو يحاذي سد "الغيضة" الذي استثمر من أراضي الناس، حيث تبلغ مساحة الأرض الزراعية بالقرية 2500 دونم، منها 500 دونم مطورة بالتعاون مع دائرة التطوير في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي، وكل هذه الأراضي مزروعة بأشجار التفاح المثمرة التي وصل إنتاجها هذا العام إلى 150 طناً، والعنب الذي وصل إنتاج المزارعين منه إلى 300 طن، وأشجار اللوزيات المتنوعة التي زاد الإنتاج عن ألف طن، وبالنسبة لزراعة الحبوب فهي بسيطة لعدم توفر المساحات التي تلائم زراعة الحبوب».

وعن الخدمات المتوافرة في القرية قال السيد "سجيع الأباظة" من سكان "الغيضة": «نحن نتبع إدارياً إلى قرية "نمرة"، وبالنسبة للخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، فهي متوافرة مثل باقي القرى في المحافظة، ويوجد لدينا مدرسة ابتدائية، وجمعية فلاحية، ونحن نعاني من عدم توافر الهاتف الآلي إلى الآن على الرغم من الوعود الكثيرة بهذا الشأن، ولأن القرية تقع على تل عال نسبياً فإن وجود الطرق التي تخدمها ضعيف على الرغم من اهتمام البلدية في شقها، لكنها تحتاج إلى مساندة من الخدمات الفنية على هذا الصعيد، خاصة أننا نعاني من الثلوج الدائمة في الشتاء، والطرق وسيلة مهمة من أجل الوصول إلى حقولنا».

بيوتها تناسب جوها البارد

على غير عادة أهالي "السويداء" لم يكن الاغتراب من المهن التي اعتادها شبان "غيضة نمرة"، وإذا لم تكن الأرض هدفاً لأحدهم، فالعمل بالوظائف الحكومية هو البديل، مقتنعين بما وهبهم الله من خيرات يتمناها أي مخلوق على الأرض.

رئيس جمعيتها الفلاحية هاني الأباظة