ترك مدينته "دمشق" التي ولد فيها حباً في الرياضة، انتقل إلى الساحل السوري تدرب في اللاذقية وعاش بقية حياته في طرطوس بعد أن زار عددا من دول العالم يجلب الكؤوس والجوائز لبلده "سورية".
فالرياضي "أحمد نجات" وخلال تنقلاته الرياضية ما بين "المحافظات السورية و"مصر" و"اليونان" رفع العلم السوري عالياً بقوته البدنية الربانية مدعومة بالتمارين الرياضية في نادي "حطين" بخمسينيات القرن الماضي، فقد ولد هذا البطل في محافظة "دمشق" وعاش فيها ردحاً من الزمان، ثم انتقل إلى محافظة "اللاذقية" ليلتحق بالجيش والقوات المسلحة "البحرية" ويحقق المراتب الأولى في مختلف الرياضات البدنية الصعبة ضمن فريقها الرياضي الذي سارع بالانتساب إليه تلبية لقوته البدنية، وهنا يقول الرياضي "خالد نجات" ابن المرحوم "أحمد نجات" خلال لقاء موقع eSyria به بتاريخ "24/11/2011": «عندما كانَ والدي "أحمد نجات" شاباً في مقتبل العمر كانَ قويَّ البنية مربوعَ القامة، يعتمدُ على همَّتهِ ونشاطهِ وقوتهِ البدنية في كل ما يقوم بهِ من أعمال ونشاطات تستدعي القوة، وهذا ما ميزه عن بقية إخوتهِ العشرة.
إن مشاركاته في البطولات الرياضية ضمن فريق اللواء البحري كانت جيدة، فحقق خلالها العديد من الميداليات الذهبية والفضية لمختلف مراحل المصارعة الحرة والرومانية، كما شارك في بطولات الغطس وشد الحبل وأحرز فيها المراكز الأولى وسجلت جميع هذه الانجازات في سجلات فريقه
واستمرَّ رحمهُ الله رجلاً قوياً، رياضيَّ الجسم والاهتمامات، طيِّبَ القلب، وهذا ما عرفته فيه خلال فترة نهوضي إلى الحياة، حيث كنت صديقاً له وابناً باراً بهِ، ورفيقاً دائماً له في تحركاتهِ ونشاطاتهِ الرياضية، فخلال مرافقتي له بأواخر السبعينيات ضمن أغلب زياراته إلى النادي "حطين" الرياضي حيث يلعب به كرة الطائرة، كان يخبرني كيف حبه للانفراد بقراراته والاعتماد على الذات جعله يهجر منزل أسرته في محافظة "دمشق" ويتوجَّهَ إلى محافظة "اللاذقية" مدينة البحر والهواء الرطب، ليتطوعَ في "الجيش العربي السوري" لواء "البحرية"، ويتمَّيزَ عن جميع رفاقهِ بقوته البدنية وحبه للرياضة وانتصاراته الرياضية خلال البطولات العربية والدولية».
ويتابع السيد "خالد" في حديثه: «خلال خدمته في الجيش كان يتدرب على المصارعة الحرَّة والرومانية، ليخوض بهما بطولاتٍ عدة، وبالفعل خاض عدة مباريات ودوريات محلية وعربية مثل "مصر" و"اليونان" على مستوى الجيش وأحرز بها مراكزَ متقدمة، إضافة إلى ذلك كان يمارسَ هوايتهُ في الغطس لمصلحة الضفادع البشرية، معبِّراً عن شغفهِ وحبَّهِ الكبيرين بالبحر ورياضاته.
عرفتُ عنهُ من خلال أحاديث معارفهِ وأصدقائهِ أنهُ كانَ مثالاً للانضباط والتقيد بالأوامر العسكرية، فحازَ ثقة جميع رؤسائهِ، واكتسبَ محبة الصغير والكبير، والأعلى والأدنى منهُ رتبة، لذلك حافظ عليه وإلى جانبه رئيسه في القطعة العسكرية ونقله معه إلى محافظة "طرطوس" ليستقر فيها، إضافة إلى أنه عرف واشتهر بكمية الطعام التي يتناولها سواء في الوجبة الواحدة أم على مدار اليوم، وهذا ما منحه القوة البدنية والسواعد المفتولة التي عجز الجميع عن ليها في لعبة "المكاسرة" المعروفة بين مختلف الشباب.
وأتذكَّر في بداية حياتي أنني عندما اتخذتُ قراري بمزاولة الرياضة التي زرع حبها بداخلي مذ كنت صغيراً، كانت ردة فعل والدي إيجابية جداً، خصوصاً لدى معرفتهِ بانتسابي إلى نادي بناء الأجسام، فكانَ مَثلي الأعلى، يتراءى في نظري وما يزال بطلاً عظيماً، وكان اختياري لرياضة بناء الأجسام استجابة لا شعورية نبعتْ من قرارات نفسي تحثني كي أكون مثلهُ في جانبٍ من جوانب شخصيتهِ التي أعتبرها فريدة.
فجسمُه كانَ دافعي الأكبر كي أمتلك جسماً قوياً مفتولَ العضلات مثله علماً أنّه لم يلتحق بنادٍ يعنى ببناء العضلات فهي لم تكن معروفة بعد، لذلك كان سعيداً جداً لاني وصلت إلى مراكز جيدة في ألعاب مميزة، حيث كان يشعر بابتسامته وكأنها وسيلة الدعم الوحيدة التي يمكن أن يقدمها لي».
وفي حديث السيد "خالد" عن بعض الطرف التي تظهر قوة والده البدنية قال: «أثناء الثانوية العامة التحقت بدورة مظليين وضفادع بشرية أقامتها الشبيبة بالتعاون مع الجيش، وفي بداية الدورة وعند مناداتي باسمي اجتمع بعض الضباط ليسألوني عن مدى القربة بالبطل "احمد نجات" فأجبتهم أنه والدي فأجابوني بسؤال وهو هل تتناول الطعام مثله، وهل قوتك مثله أيضاً، فوالدك كان يتناول جميع الطعام وبسرعة كبيرة قبل بقية رفاقه في الخدمة، وكانت قوته مصدر إعجابنا ومحبتنا له، وفعلاً هذا ما دفع بقائده إلى نقله معه إلى محافظة "طرطوس" حيث استقرينا حتى الآن».
ويختم السيد "خالد" حديثه بالقول: «إن مشاركاته في البطولات الرياضية ضمن فريق اللواء البحري كانت جيدة، فحقق خلالها العديد من الميداليات الذهبية والفضية لمختلف مراحل المصارعة الحرة والرومانية، كما شارك في بطولات الغطس وشد الحبل وأحرز فيها المراكز الأولى وسجلت جميع هذه الانجازات في سجلات فريقه».
ومع كل هذه القوة التي أشاد بها جميع من يعرفه استطاع المرحوم "أحمد" بعواطفه الحنونة أسر قلب شابة في مقتبل العمر لتشاركه حياته اليومية والرياضية بطرقها الخاصة، وهنا تقول الحاجة "زكية أحمد طريفة" زوجة البطل "احمد": «قصة تعرفي به غريبة بعض الشيء إلا أن النصيب له دوره الأساسي فيها، حيث كان لدينا جار صديق يخدم مقاتلاً في صفوف البحرية مع المرحوم "أحمد" فما كان منه إلا أن عرفه بأسرتي لمعرفته الجيدة بحياتنا وطبيعتها، ومن ثم شجعه على التعرف عليَ والارتباط بي لكونه شاباً مقبلاً على الزواج، وحين تقدم لخطبتي عارضني البعض بحجة كيف سأتمكن من العيش مع هذا الرجل القوي جداً، وهذا ما شجعني على الموافقة لإثبات حقيقة هذا الرجل الداخلية، وفعلاً بعد الزواج تأكدت من أنه يخفي خلف هذه العضلات المفتولة قلباً طيباً بسيطاً حنوناً وحساساً، فعندما كان يعود من دوامه ويراني ما زلت أعمل في المنزل يقول لي حرام عليك صحتك والمنزل لا يحتاج إلى كل هذا».
إن طيبة قلبه لم تنحصر في تعاملاته المنزلية فقط وإنما تعدتها إلى عرض المساعدة على الجميع وتقديمها بمختلف الأشكال، وهنا تقول السيدة "زكية": «لقد كان "احمد" ملماً بمختلف أنواع عمليات الصيانة، وكان يعرض خدماته ويقدمها لجيرانه وأقاربه دون مقابل، فصيانة الغسالات والبرادات والأدوات الكهربائية الأخرى والإلكترونية لم تصعب عليه أيضاً، وأذكر انه في احدى المرات احتاجت غسالتنا لصيانة وكانت قدمه قد كسرت في إحدى البطولات الرياضية بـ"مصر" فلم يأبه للألم وأجرى لها الصيانة المطلوبة دون مساعدة أحد في تحريكها».
وتضيف: «بحسب معرفتي به وعشرتي معه لاحظت انه بنى عضلات جسده وقوته بالأعمال المجهدة الشاقة، دون أي التحاق بأي ناد مختص لعدم وجوده، فكان جسده يشبه أجساد الأفارقة بتفاصيلها وتقاسيمها البارزة للعضلات والقوة.
ومن احد طرفه أنه لم يكن يصافح أحداً حرصاً على صحة الطرف الآخر من قوته، وذلك نتيجة لأنه في إحدى المرات خلال عودته من "اليونان" كان في استقباله أحد الأصدقاء، لشدة حرارة السلام "المصافحة" كسر بعض أضلاع رفيقه دون قصد منه، إضافة إلى انه كان مصدر الرهانات على تناول حوالي /25/ كيلوغراماً من حلويات "الكنافة" في الوجبة الواحدة».
يشار إلى أن المساعد أول الرياضي "أحمد نجات" من مواليد "دمشق" عام /1936/ عاش في محافظة "اللاذقية" ثم انتقل ليكمل حياته في محافظة "طرطوس" حتى وفاته، شارك بعدة بطولات رياضية ضمن فريق "الجيش" في تلك الفترة، منها في "مصر" و"اليونان" و"درعا" و"دمشق" ونال فيها أفضل المراتب والجوائز.