كانت بنية جسده القوية وتناسق عضلاته حافزا له لإعطاء رياضة بناء الأجسام الكثير من وقته وحياته، فدون اسمه كبطل سوري بامتياز.

الرياضي "فهد عرنوس ريس" هو أحد أبطال "سورية" الذين تميزوا بهذه الرياضة وفق رؤية الكثير من الحكام الذين أشرفوا على اختباره في العديد من البطولات.

البطل "فهد عرنوس" بطل "سورية" وانجازاته تتحدث عنه ولا يمكن لأحد نكرانها، فهي سجله الأبيض وتاريخه المشرف ضمن تاريخ الاتحاد الرياضي، لأنه تمكن بمجهوده الفردي والشخصي وعلى حساب بيته وأسرته من رفع "العلم السوري" في مختلف المحافل العربية، وقد تميز بالتناسق العضلي اللافت، فقلة هم من يملكون هذا التناسق بين الرياضيين السوريين، وأعتقد أن هذا كان له دور كبير في شخصيته الرياضية التي ما تزال مستمرة بأفضل حلة لها حتى الآن

موقع eSyria التقى البطل الرياضي بتاريخ 9/1/2012 وأجرى معه الحوار التالي:

الرياضي "فهد عرنوس"

  • حدثتنا عن بداياتك الرياضية، وكيف نشأت بداخلك محبة هذه الرياضة؟
  • ** كانت بداياتي في الرياضة من خلال احد أقاربي الذي كان محباً لرياضة بناء الأجسام، حيث زرع فيّ هذا الحب، عبر إطلاعي على كل خفاياها وطريقة ممارستها والتعامل معها في غرفة صغيرة أطلق عليها في تلك الفترة اسم نادي كمال الأجسام، ومنذ ذلك الوقت دخلت هذه الرياضة قلبي وإحساسي بعمق، وخاصة عندما بدأت التمارين بشكل جدي ومكثف وتعرفت على بطلين كانا معروفين في هذه اللعبة هما الرياضي "محمد راعية" والرياضي "حسين الأحمد".

    صورته في إحدى البطولات

    وعند زيارتي لهم استقبلاني بوجه بشوش وابتسامة صادقة لن أنساها أبداً، لأنها كانت ذات أثر كبير على نفسيتي الرياضية والخوض في هذه اللعبة حتى تحقيق الأفضل.

  • هل للطبيعة الجسدية التي تملكها دور في هذه الرياضة، وكيف يكون الجسد مؤهلاً لذلك؟
  • ** للطبيعة الجسدية الدور الأكبر في تحقيق الإنجازات الرائعة في لعبة بناء الأجسام، وهذا كان محققاً بالنسبة لي، فتكويني الجسماني الهرقلي المؤهل ربانياً لممارسة تمارين اللعبة الشاقة، وهمة الشباب مع الصبر والإرادة، هم أفضل ميزات تحليت بها قبل ممارس هذه اللعبة العضلية الصعبة، وهذا ما يجب توافره بمن يحب ممارسة لعبة بناء الأجسام وتحقيق انتصارات رائعة فيها، مع العلم أن التجهيزات الرياضية في بدايات اللعبة في مدينة "طرطوس" لم تكن كافية بمختلف نواحيها، إلا أن التعاون والصدق والمحبة بيننا كمحبي اللعبة كان كفيل بتخطي أصعب العقبات.

  • حدثنا عن مشاركاتك والبطولات التي شاركت فيها، وكيف كانت المنافسة في كل منها؟
  • ** كانت أول بطولة أشارك فيها على مستوى المحافظة وبحضور جماهيري كثيف وبإشراف محافظ "طرطوس" وقيادة فرع "حزب البعث العربي الاشتراكي"، هامة جداً بالنسبة لي للتشجيع على دعم هذه اللعبة وتحقيق قاعدة جماهيرية دائمة لها، وحقق فيها المركز الأول، وانطلقت الشرارة الأولى فيما هدفت له عدا الدعم الرسمي للعبة، وأصبح اسمي حديث المحافظة حتى جاءت البطولة الأهم وهي بطولة الجمهورية.

    كانت البطولة عام /1979/ في مدينة "حلب" وحققت فيها المركز الأول، وحينها سمعت الكثير من الكلام عن بعض اللاعبين والإداريين بقولهم- من أين أتى هذا البطل؟؟

    أما المشاركة الثانية فكانت في عام /1980/ بمحافظة "دمشق" حاضنة الأبطال أمثال "قاسم يزبك" و"كمال بوظان"، وذلك ضمن درجتين أولى وثانية، وأثناء مشاركتي في البطولة كان معي بوزن فوق التسعين كيلوغراماً ثلاثة لاعبين من محافظة "طرطوس"، والحمد لله تمكنت من تحقيق النصر وإحراز المركز الأول، في حين لم يحصل باقي المشاركين من محافظتي على أي مركز، وبهذا الفوز تأهلت إلى الدرجة الأولى، وازدادت محبة الناس والجمهور واللاعبين لي، لما رأوه من مستقبل مفتوح الأبواب أمامي.

    وفي عام /1981/ تأهلت لبطولة العرب ضمن الفئة "ب"، ولم أكن مشاركاً أساسياً فيها.

    أما في عام /1982/ فشاركت بأول بطولة في محافظة "اللاذقية" وحينها كنت مشاركاً في الحرب ضد العدو "الإسرائيلي" في "لبنان"، والحمد لله حصلت على المركز الأول، وفي هذه الأثناء لم يتوقف دعم الأصدقاء والأقارب والزوجة الوفية لي، وبعد التسريح من الجيش في عام /1983/ بدأت بالمشاركات القوية على مستوى الجمهورية، وكأس الجمهورية، وسيد الشاطئ، والأندية العمالية، وحققت فيها المراكز الأولى، وهذا حتى عام /1989/».

    ويتابع البطل "فهد": «في عام /1989/ جاءني الخبر والحلم الذي كنت احلم به، وهو المشاركة ببطولة على المستوى العربي كمشارك أساسي في محافظة "دمشق"، وبفضل الدعاء المستمر من زوجتي وأقاربي وحماسي ودافعي الذاتي وتدريبي المكثف حصلت على أول ذهبية عربية بوزن التسعين كيلوغراماً، وتميزت حينها على بقية المشاركين ووفق تقدير الحكام بأجمل كتلة جسدية وأحلى تناسق عضلي، ولكن لم يكتمل الحلم والحظ معي فلم أحصل على أي تكريم لما حققته حتى الآن، رغم أن جميع متابعي هذه اللعبة من الجهات الرسمية يعلمون أن انتصاراتي ومتابعاتي الرياضية كانت على حساب أسرتي من مختلف النواحي المادية والمعنوية، فأولادي تركوا التعليم لأني لا أملك المال الكافي للتدريب والتعليم».

    ويضيف: «في عام /1989/ تلقيت دعوة من الاتحاد الأردني لتقديم عروض جسمانية لكوني صاحب تناسق عضلي جيد، وحينها تلقيت تكريماً رائعاً، وضمن العام ذاته مثلت "سورية" في بطولة الصداقة والسلام بمشاركة دول عربية وأجنبية وحصلت على المركز الثاني، وحصلت أيضاً على المركز الرابع في "بطولة المتوسط" التي أقيمت في "مالطا"، وكذلك حصلت على المراكز الأولى في عام /1990/ ضمن مشاركات محلية.

    وفي عام /1992/ تلقيت دعوة للتدريب في "الإمارات العربية المتحدة" ولكن المدرب والبطل "قاسم يزبك" رئيس اتحادنا اجبرني على التأخر بالسفر من أجل المشاركة في بطولة "بطل أبطال القطر" أي في كامل الأوزان، وحينها وبفضل الله وثقتي بنفسي ومحبة جمهوري حصلت على المركز الأول.

    وعندما حان موعد السفر إلى "الإمارات" وأوصلني السيد "قاسم" إلى المطار قال لي- سوف تشارك ببطولة العرب في "مصر"- وبالفعل سافرت من هناك إلى "مصر" وكان لقائي الأول برئيس "البعثة السورية" وشاركت بالبطولة باسم "سورية" وحصلت على المركز الأول».

  • ما أهم الأمور والتعليمات التي اتبعتها في بداية بناء جسدك الرياضي، وكيف تمكنت من الاستمرار على نفس الوتيرة؟
  • ** لقد أعطيت هذه اللعبة الكثير من حياتي، ولم أتسرع يوماً للوصول إلى ما أريده، ولم أكترث بالأقاويل وثرثرات الكلام، بل سخرت عقلانيتي وثقافتي الخاصة لخدمة هذه اللعبة، وعملت بشكل كبير على التكثيف من التمارين لإشباع العضلة وإبرازها عن بقية محيطها، وذلك وفق برنامج رياضي نظمته بشكل شخصي وفقاً لمعلوماتي وخبراتي التي كسبتها عبر سنوات، وهذا جل ما نصحت وأنصح به من يريد السير في طريق لعبة بناء الأجسام، والحمد لله فقد أفلحت وخرجت الكثير من الأبطال على مستوى الجمهورية مثل "إبراهيم سليمان" و"رمضان الشيخ ديب" و"عمار حلوم" و"فؤاد الجرف" و"فايز العلي"».

    * ما مشروعك لخريف العمر؟

    ** لقد كان خريف العمر الهاجس الوحيد الذي أقلق مسيرة حياتي الرياضية بكوني بذلت كل ثمين من أجل النجاح في هذه اللعبة، وها أنا اليوم كواحد من أبطال هذه اللعبة مازلت أحلم بالتكريم اللائق والدعم كخبير رياضي له إنجازاته المدونة في الاتحاد الرياضي العام، إضافة إلى حلم امتلاك ناد خاص بي أبني به أبطال "سورية" المستقبل».

    وفي لقاء مع الكابتن "محمود أحمد" رئيس اللجنة الفنية في لعبة بناء الأجسام قال: «البطل "فهد عرنوس" بطل "سورية" وانجازاته تتحدث عنه ولا يمكن لأحد نكرانها، فهي سجله الأبيض وتاريخه المشرف ضمن تاريخ الاتحاد الرياضي، لأنه تمكن بمجهوده الفردي والشخصي وعلى حساب بيته وأسرته من رفع "العلم السوري" في مختلف المحافل العربية، وقد تميز بالتناسق العضلي اللافت، فقلة هم من يملكون هذا التناسق بين الرياضيين السوريين، وأعتقد أن هذا كان له دور كبير في شخصيته الرياضية التي ما تزال مستمرة بأفضل حلة لها حتى الآن».

    يشار إلى أن البطل "فهد عرنوس ريس" من مواليد "طرطوس" عام /1955/ وهو متزوج وله شاب وحيد وخمس بنات.