منذ ثلاثينيات القرن الماضي استخدمت نساء القرى خيرات الطبيعة في عملية ثقب أذن أطفالهن بشكل يدوي ضمن طقوس تراثية ماتزال تستخدمها نساء قرية "الحطانية" حتى وقتنا الحالي.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23/10/2013 السيدة "مريم الشيخ علي" من أهالي قرية "الحطانية" أثناء قيامها بعملية ثقب أذن فتاة صغيرة، وعن ذلك قالت: «ضمن الحياة التراثية السابقة التي عشناها كانت عملية "قدح" أو كما تعرف حالياً "ثقب" الأذن تتم وفق طقوس تراثية جميلة جداً، حيث يتم البدء بتجهيز الأدوات البسيطة من الطبيعة وهي "كبش القرنفل" وهو عود نباتي يعمل كمعقم وله رائحة عطرية جميلة تظهر خلال مراحل استخدامه، و"عود الماس الناعم" الذي يستخدم كأداة حادة يمكن تمريرها داخل البشرة بكل سهولة».
تكون فرحة الأم بعملية ثقب أذن طفلتها كبيرة لأنها تجهز لها قرط الزينة الخاص بها بعد إزالة "كبش القرنفل"، لذلك كانت العملية تتم باهتمام العمات والخالات في الأسرة الواحدة وفرحة قدوم أنثى جديدة إلى العائلة، خاصة بعد عدة ذكور
وعن مراحل عملية الثقب تابعت: «كانت عملية "قدح" الأذن تتم في الأيام الأولى من عمر الطفلة حتى يكون الألم خفيفاً جداً ولا ضرر من القيام بذلك في وقت لاحق، وكانت النساء تجتمعن في مناسبة سارة، حيث تقوم السيدة الماهرة في عملية الثقب بتدليك شحمة الأذن بهدوء ونعومة حتى يصبح لونها أحمر، كي لا تشعر الطفلة بأي ألم، ثم تحضر "عود الماس" الذي تم نحته وتنحيف ثخانته حتى أصبح على شكل إبرة صغيرة، وتحاول إدخاله بهدوء في منتصف الشحمة تماماً كي لا يقترب من الغضروف والعصب في تلك المنطقة، بالتالي الطفلة لا تشعر بأي ألم في أغلب الأحيان، ثم ينزع "عود الماس" ويوضع عود "كبش القرنفل" مكانه، وذلك بعد تجهيز ثخانته بشكل يناسب مكان الثقب لأنه بشكل عام ثخين ويحتاج إلى نحت وتنحيف قبل الاستخدام، الذي يترك في مكان "القدح" فترة من الزمن قد تكون أياماً أو أسابيع، وذلك حسب طبيعة بشرة الطفلة وتفاعلها مع "كبش القرنفل" في عملية تجفيف مكان وحواف الثقب ليمنع التحامها والتئامها من جديد، فمن المعروف أنه يفعل فعله في مكان "القدح" عن طريق التطهير والتعقيم القوي جداً».
أما السيدة "عائدة ميهوب" من أهالي القرية، فتحدثت عن الطقس الاجتماعي خلال عملية الثقب، وقالت: «تكون فرحة الأم بعملية ثقب أذن طفلتها كبيرة لأنها تجهز لها قرط الزينة الخاص بها بعد إزالة "كبش القرنفل"، لذلك كانت العملية تتم باهتمام العمات والخالات في الأسرة الواحدة وفرحة قدوم أنثى جديدة إلى العائلة، خاصة بعد عدة ذكور».
من جانب آخر أضافت "ميهوب": «إن استخدام "كبش القرنفل" في عملية الثقب له عدة فوائد منها قدرته الكبيرة على تعقيم المنطقة التي يوضع عليها فيقتل جميع الجراثيم المسببة للالتهابات نتيجة عملية الثقب، إضافة إلى أنه يعمل كمخدر موضعي للمنطقة المثقوبة فلا تشعر بها الطفلة فيما بعد إتمام عملية "القدح"، واليوم القليل من نساء القرية يعتمدن على هذه الطريقة المجانية لثقب الأذن، حيث إن البعض منهن يحاولن مواكبة الحضارة وتناسي الماضي، فيقصدن صائغي الذهب لإتمام عملية الثقب بأداة ميكانيكية».