"التخييم البيئي، معايشة الطبيعة، رحلات المسير، القرى البيئية،.." مفاهيم وأنماط سياحية ذات تكلفة بسيطة، ولكنها في الوقت تمنح السياحة آفاقاً استثمارية جديدة، مبنية على مقومات بيئية استثمارية متاحة في "سورية"، ويعززها التمسك الشديد لسكان الريف السوري بتراثه.
خطت "السياحة البيئية" خطواتها الأولى في "سورية" منذ عدة سنوات ماضية، وظهرت بعض التجارب الفردية التي استطاعت تطبيق بعض مفردات هذه الطريقة السياحية، ومنها تجربة "كشاف الفوج السابع" من "مفوضية طرطوس للكشافة"، يتحدث عنها القائد الكشفي "محمد حسامو" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 كانون الأول 2013:
"السياحة البيئية" مفهموم واسع في شموليته، في حين تشكل البيئة العنصر الأهم فيه، ويمكن أن تشمل السياحة البيئية عدة مجالات: "غابات، صخور، كهوف، حيوانات، جزر،.."، وعندما نتحدث عن "سورية" فإننا نجد التجربة ضعيفة وبدائية، بعكس باقي مناطق العالم حيث يعتبر هذا النوع من السياحة صناعة حقيقية تقوم به جهات متخصصة، في حين لا تتعدى التجربة السورية بعض المحاولات الحديثة التي تقوم بها بعض المجموعات من هواة الطبيعة، التي تهدف لاستكشاف البيئة مثل: "فرق الكشافة، فرق المسير، أصدقاء الطبيعة.." على اختلاف أسمائهم
«"السياحة البيئية" مفهموم واسع في شموليته، في حين تشكل البيئة العنصر الأهم فيه، ويمكن أن تشمل السياحة البيئية عدة مجالات: "غابات، صخور، كهوف، حيوانات، جزر،.."، وعندما نتحدث عن "سورية" فإننا نجد التجربة ضعيفة وبدائية، بعكس باقي مناطق العالم حيث يعتبر هذا النوع من السياحة صناعة حقيقية تقوم به جهات متخصصة، في حين لا تتعدى التجربة السورية بعض المحاولات الحديثة التي تقوم بها بعض المجموعات من هواة الطبيعة، التي تهدف لاستكشاف البيئة مثل: "فرق الكشافة، فرق المسير، أصدقاء الطبيعة.." على اختلاف أسمائهم».
يتابع في حديثه عن متطلبات السياحة البيئية: «إن احترام الطبيعة أولى متطلبات وجود صناعة بيئية، فالوعي البيئي حاجة ضرورية عند الاقتراب من الطبيعة، يلي ذلك وجود "خرائط" تتضمن المواقع البيئية، على الرغم من أن الخرائط السياحية في "سورية" تضم إشارات إلى المواقع البيئية "غابات، كهوف،..."، لكنها ضعيفة من حيث دقة الدلالة وشمولية المواقع على الخريطة مقارنة بالواقع.
وحالياً نعمد إلى الاستدلال عبر سكان المناطق المجاورة لهذه المواقع، كذلك هناك قضية الترويج للمواقع البيئية سواء من قبل المجتمع الأهلي أم الجهات الحكومية ذات الصلة، كما تحتاج المواقع البيئية القابلة للاستثمار السياحي إلى طرق مسير سالكة وبنى تحتية خاصة بالسياحة البيئية.
عدا الحاجة إلى قربها من التجمعات البشرية التي تحتوي مراكز صحية، كما تظهر الحاجة إلى فرق إنقاذ مجهزة للعمل في هذه المواقع، وللمكان المقصود لإقامة نشاط سياحي بيئي فيه تجهيزات شخصية معينة يجب توافرها، إضافة إلى لوحات تعريف داخل الموقع البيئي وعلى الطريق المؤدي إليه».
في تجربته الشخصية يقول القائد الكشفي "محمد حسامو": «لم تصل تجربتي بعد إلى مجال صناعة "السياحة البيئية"، وإنما أعمل في مجال الأنشطة الكشفية التي تتطلب تنمية الوعي البيئي لدى أفراد الكشافة من أجل حماية البيئة والتعريف بأهميتها، في حين تتلاقى بعض أنشطتنا مع أنشطة السياحة البيئية في كثير من مفرداتها، فنحن نتوجه إلى الغابات والكهوف والأنهار والبحيرات، وهناك نتعلم كيفية معايشة البيئة بكل جزئياتها "ننظف المكان،
نحافظ على مكوناته الأصلية، نتعرف على محتوياته، نعايشه بأقل متطلبات بشرية ممكنة،..."، حتى إننا لا نستخدم أدوات الطعام المعتادة حيث تكون المخلفات والنفايات الصنعية نادرة في أنشطتنا، هذا من حيث الأساليب المستخدمة في الرحلات والتخييم البيئي، لكن الأمر يتعدى ذلك إلى حاجة الإنسان للاندماج مع الطبيعة، والإحساس بنقائها».
في جانب آخر يقول السيد "ناصر عبد الرزاق" مسوق سياحي ومنظم رحلات سياحية إلى الخارج: «تجاوزتنا معظم دول العالم في مجال الترويج للسياحة، وتجهيز البنية التحتية، والاستفادة من مقومات البيئة الطبيعية للبلاد، ولا أريد هنا الحديث عن مسببات الضعف في القطاع السياحي البيئي، إنما أريد طرح أفكار ومناهج متداولة عالمياً حول تنشيط السياحة، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى ملاءمة البيئة المحلية لأفكار التطوير تلك.
ففي البيئة المحلية سواء أكانت على الساحل السوري أم في البادية أم على الجبال يمكن إقامة تجمعات سكنية تحاكي تراث المنطقة بأدق التفاصيل ويعيش في هذه القرى أناس موظفين لاستقبال المجموعات السياحية التي تريد معرفة تراث المنطقة ومعايشته، بطعامه وشرابه ونومه وعمل أهله، ويمكن للمتابع ملاحظة درجة الغنى الكبيرة في البيئة السورية بمكوناتها السكانية الغنية والمتنوعة بتراثها، كذلك الأمر يمكن اقتطاع جبال أو أودية نهرية، أو مناطق مميزة في البادية لتجهيزها بالبنية التحية اللازمة لإقامة المخيمات السياحية.
وفي "سورية" يمكن كذلك استغلال التاريخ لتكوين أفكار تمزج السياحة البيئية مع تاريخ المنطقة، كما أن التقارب بين "الجبال السهول والبادية والبحر" يجعل مغريات السياحة البيئية كبيرة، كما لا ننسى بأن الحياة الطبيعية ماتزال تصبغ أسلوب معيشة شرائح واسعة في مناطق البلاد المتعدد، مما يجعل الاستثمار أكثر جدوى ويسر، وذلك في الاعتماد على السكان المحليين في إحياء التقاليد وأسلوب الحياة المطلوب وجوده في السياحة البيئية وما يتصل بها، من جهة أخرى يجب أن تكون هناك جهات تتولى الترويج لهذا الأعمال والأنشطة وتحاول نشرها وفق أفضل الطرق على شبكة الإنترنيت، وباستخدام شبكات التواصل الاجتماعي حديثاً».
من جهته يقول السيد "علي عيوش" ناشط قديم في فرق الكشافة من ستينيات القرن الماضي: «عند دخولنا في أعماق فكرة الترويج "للسياحة البيئية" علينا النظر إلى الموضوع باعتباره "صناعة ومدرسة"، فمن جهة أن "السياحة البيئية" صناعة فهذا يعني استكمال مقومات إيجاد هذه الصناعة على أرض الواقع وتوفير مستلزماتها، أسوة بالدول المحيطة بنا التي وصلت إلى مراحل متقدمة في هذا المجال.
وفي "سورية" لدينا المواقع الطبيعية والأثرية والتراثية اللازمة للبدء بمشاريع استثمارية تحاكي "السياحة البيئية"، من جهة أخرى علينا اعتبار فكرة بناء بلد سياحي كمدرسة يتعلم فيها الأطفال مفاهيم الحياة ومبادئها الاجتماعية والعلمية، حيث نعلم الصغار عبر مناهجهم التعليمية كيف يحترمون طبيعة بلادهم وخيراتها وكيف يستثمرون بلادهم بالشكل الذي يعود بالنفع عليها، وهذا الأمر أدعو إليه دائماً لأن الثقافة البيئية ضعيفة لدينا، فالمواقع البيئية في "سورية" ليست نظيفة في معظمها، وتعامل الناس مع الموقع البيئي ينطوي على إساءات كبيرة لهذا الموقع، وهذه البيئة لا تسمح بإقامة استثمارات سياحية حقيقية».