تعدّ عرائش العنب الاستوائية والملقبة بـ"العنب الصيني" من أحب الفواكه الاستوائية إلى المزارع "عبد الرحمن سكيف"، فهي كما يقال "على كل ضرس طعم"؛ فقد جمعت نكهات الفواكه الاستوائية في ثمارها.
البداية من شكلها الجميل كما قال عنها المزارع "عبد الرحمن سكيف" ابن قرية "القرير" في منطقة "الخراب" ما بين مدينتي "بانياس" و"طرطوس"، حيث المناخ الرطب والحرارة المرتفعة والتربة الجيدة، وتابع لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 4 أيار 2016: «يمكن وصف عرائش العنب الصيني بأنها قوية البنية وذات شكل جميل يختلف تماماً عن عرائش العنب العادية المعروفة في بلادنا، وتكمن نقاط الاختلاف في شكل الأوراق وطعم الثمار، فأوراقها من النظرة الأولى توحي لك بأنها لنبات الكيوي، فهي ليست ملساء كأوراق العنب العادية، بل تملك تجاعيد على وجهها العلوي، وكذلك ليس لها حواف ذات زوايا حادة، وإنما لها الكثير من الانحناءات على تلك الحواف وهو ما طمس الزوايا، إضافة إلى أن النبتة الواحدة لا تملك الكثافة الورقية المعروفة في عرائش العنب العادي».
يمكن اعتبار عرائش العنب الصيني من الفواكه الاستوائية المبكرة في نموها، فمن خلال متابعتي لها وجدت أنها تنضج بوقت مبكر يسبق وقت نضج العنب العادي؛ وهذا يعني أن تكاليف العناية بها أقل؛ وهو ما ينعكس على مردوديتها الاقتصادية
أما من حيث النمو في البيئة المحلية على الشريط الساحلي، فقال المزارع "عبد الرحمن": «كان نموها في مزرعتي الصغيرة مفاجأة بالنسبة لي لأنها غير موجودة في مناطقنا ولا أحد يملك أدنى معرفة عن تجربة زراعتها، وهنا كانت المغامرة خوفاً من خسارتها، لكنني عاملتها كما أعامل عرائش العنب المعروفة في بيئتنا، من حيث الري والعناية الغذائية، وبعد نموها الجيد كانت عمليات التقليم المعتادة، ونموها كان لأن البيئة هنا في قرية "القرير" قريبة من سطح البحر وتتوفر فيها الرطوبة والحرارة المرتفعة صيفاً، وكذلك التربة الغنية بالعناصر الغذائية، وكأنها قريبة من بيئتها الأساسية الاستوائية، وهذا جعلني في حيرة لماذا أطلق عليها لقب "العنب الصيني"».
ويتابع: «نموها الجيد وبنيتها القوية المتناسبة مع البيئة في ساحلنا السوري، يجعلها ضمن قائمة الفواكه الاستوائية القابلة للاستثمار الاقتصادي الجيد لتحقيق مردودية مادية منافسة؛ أي يمكن زراعتها ضمن مساحات كبيرة لتحقيق استثمار جيد، مع أن حجم عنقودها صغير، لكن وفرة إنتاجها معوضة، والأهم من هذا التميز في طعم ثمارها الذي يعدّ غريباً تماماً عن العنب المعروف، فلكل حبة عنب طعم خاصة لنوع معين من الفواكه الاستوائية، ويختلف تماماً عن طعم الحبة الثانية».
وفي لقاء مع المزارع "حسام يوسف" قال: «زراعة هذا النوع من عرائش العنب مغرية من حيث النمو والملاءمة للبيئة لدينا؛ وهذا يحقق ريعية اقتصادية جيدة حين الإنتاج، إضافة إلى إمكانية التسويق السريع للمذاق المميز الذي تتمتع به ويدركه محبو الفواكه الاستوائية عبر استيراده من "لبنان"، ناهيك عن طرائق العناية السهلة التي تحتاج إليها ويمكن لأي مزارع القيام بها».
ويتابع: «يمكن اعتبار عرائش العنب الصيني من الفواكه الاستوائية المبكرة في نموها، فمن خلال متابعتي لها وجدت أنها تنضج بوقت مبكر يسبق وقت نضج العنب العادي؛ وهذا يعني أن تكاليف العناية بها أقل؛ وهو ما ينعكس على مردوديتها الاقتصادية».
أما الصحفي والمزارع "حسن محمد" المهتم بزراعة الفواكه الاستوائية في حقله بعد دراسة بيئاتها ونموها ومردوديتها الاقتصادية، فقال: «قد تكون هذه العرائش من الفواكه المعدلة وراثياً باحتمال خمسين بالمئة، ونتيجة هذا التعديل حصلنا على مذاقات مختلفة ومتعددة ضمن النبتة الواحدة، وإن كانت كذلك فهي مشكلة؛ لأنه ومنذ مدة قرأت على صفحات الإنترنت التخصصية في الزراعات الاستوائية أن النباتات المعدلة وراثياً منعت كزراعة في دول "أوروبا"؛ لأن لها تأثيرات سلبية بالصحة البشرية مع تقدم العمر، ولذلك أنا لست مع انتشار زراعتها، علماً أنها مغرية كزراعة من حيث النمو والإنتاج والمذاق».