"حب صافي، مسحة أمل، معانات نفسية اجتماعية" لوحات بصرية قدمها فيلم "مطر أيلول"، وسط حضور جماهيري كبير، ونقاش موسع تلا عرض الفيلم.

عن فيلمه يقول المخرج الأستاذ "عبد اللطيف عبد الحميد": «يروي الفيلم بصيغة جديدة في الشكل والمضمون قضايا الحب وحكايا أناس قد نصادفهم في حياتنا اليومية دون أن نلتفت إلى خصوصياتهم، وفيه تحية حب ووفاء لدمشق أولاً وللموسيقي الراحل محمد عبد الكريم».

يروي الفيلم بصيغة جديدة في الشكل والمضمون قضايا الحب وحكايا أناس قد نصادفهم في حياتنا اليومية دون أن نلتفت إلى خصوصياتهم، وفيه تحية حب ووفاء لدمشق أولاً وللموسيقي الراحل محمد عبد الكريم

يتابع: «من صورة لدمشق بالأبيض والأسود في أربعينيات القرن الماضي تتبع "أمير البزق" "محمد عبد الكريم" وهو يدخل دار الإذاعة السورية "إذاعة دمشق" مشيراً إلى أنه أحب عبرهذا الفيلم أن يوجه تحية إلى هذا المبدع الذي كان يأتي إلى الإذاعة قبل سبعين عاماً حاملاً معه آلته الموسيقية ليعزف شارة البداية التي مازالت هي ذاتها منذ ذلك الوقت، ونهاية الفيلم تنتمي للنهايات السعيدة القائمة على شيء من الغصة إذ إنها تفرح المشاهد وتحزنه في الوقت نفسه».

من أجواء الفيلم

كانت قد حصلت تغيرات في مواعيد عرض الأفلام لأسباب تقنية، وذلك في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الخميس 2/2/2012، حيث نقل الفيلم تجربة الرجل الأرمل – الفنان أيمن زيدان- والأب لستة شباب يشكل أربعة منهم فرقة موسيقية تراثية، وباقي أفراد الأسرة يعملون أعمال حرة "، ويعيشون في منزل واحد عكس حالة حب وتآلف أسري، في حين يعيش كل فرد تجربته الشخصية في الحب، ومايرافق هذه التجربة من مشاعر الألم الحنين والبحث عن الأمل هربا من الضغوط الاجتماعية والنفسية التي ترافق أبطال الفيلم، تارة عبر واقعهم، وتارة بالحلم المزعج الذي يراود الأب دائما، وينتهي الفيلم بموت أحد أبنائه قهرا على حبيبته التي ماتت بحادث سيارة، وآخر "يشيب" بما يشبه الموت من صدمته حين رأى نافذة محبوبته وقد أغلقت بالحجار والإسمنت بشكل كامل، ولكن رغم كل ذلك فقد هطل "مطر أيلول" كفسحة أمل بالخير والمستبقل.

يقول الأستاذ الصحفي والناقد الأدبي "إياد رمضان": «الفيلم عبارة عن إخراج جميل وأداء متقن للممثلين، وصور صادقة وأفكار ناقدة جدا، وهذا ما اعتدنا عليه من أعمال المخرج الأستاذ "عبد اللطيف عبد الحميد"، وقد نقل الفيلم حياة عائلة أقرب للمثالية متآلفة يسودها الحب، في حين تظهر في حياة أفرادها حالات من الحرمان تم التعبير عنها بأشكال متعددة، وهناك حالة من التفاعل بين الحلم والواقع عبر الأمنيات والخيال ومايحدث في الواقع الفعلي، كما أن الشخص المتسلط والغامض الذي كان يظهر في مختلف لوحات الفيلم أعتبره رقابة اجتماعية تتجاوز فكرة الرقابة السلطوية».

الأستاذ "إياد رمضان"

من جهته عبر الأستاذ "أحمد ابراهيم"رئيس "النادي السينمائي بطرطوس" عن نظرته للفيلم بالقول: «الفيلم كما شاهدته هو تحية "لإذاعة دمشق"، التي يعشقها المخرج الأستاذ "عبد اللطيف عبد المجيد" ولموسيقا "الروّاد" في منتصف القرن الماضي، وللحب حين أراد المخرج تذكيرنا بأن العشق وهو الحب قديم قدم الوجود».

يضيف: «ليس من واجب الفيلم أن يقدم لنا الحلول، وإنما يظهر نقاط الخلل ويترك لنا البحث عن الحل، بالرغم من أن "مطر أيلول" أعطى فسحة أمل حين استمر الشباب بالعزف، وحين سقط المطر في "أيلول"، والفيلم بشكل أو بآخر انتصر للحب، لأنه يحكي الحب بلا شروط، عدى عن كثير من اللوحات التي ضمها الفيلم، بعضها يتعلق بالمشاركة الاجتماعية وحب الخير وحب الاخرين».

جانب من الحضور

يذكر أن فيلم "مطر أيلول" ضم كل من الفنانين "أيمن زيدان، سمر سامي، قاسم ملحو، جمال قبش، مازن عباس، ميسون أبو أسعد، وحازم زيدان"، وغيرهم من فناني الدراما السورية.