تنتمي أعمال الفنان "فيصل" للمدرسة السريالية التي أحبها وعمل على الدمج الفني برؤى العصر خلالها، فالفن بالنسبة له يخلق حالة من التوازن فيما بين الأفكار والرؤى.

موقع eTartus التقى الفنان "فيصل إبراهيم" بتاريخ 14/4/2012 واجرى معه الحوار التالي:

من يرى أعمال الفنان "فيصل" يتذكر مباشرة أعمال الفنان العالمي "سلفادور دالي"، فأعمال "فيصل" رائعة جداً ومشجعة بالنسبة لي، فهو يتبع المدرسة السوريالية بطريقة رسمه، ما يجعله يجذب المتلقي أياً كانت ثقافته، وأرى أن أغلب عناصر لوحاته اللونية والتعبيرية والرمزية رائعة جداً وتناسب جميع المتلقين

  • في البداية حدثنا عن أعمالك وانتماءاتها الفنية؟
  • من أعمال الفنان "فيصل"

    ** تنتمي أعمالي الفنية للمدرسة السريالية وهي مدرسة غربية بحته، إلا أني أعمل فيها على دمج عدة أفكار قد تنتمي إلى هذا العصر، فأنا اعتبر الآلهة الفينيقية القديمة ذات نزعة سريالية، فالأسطورة متعشقة مع هذه المدرسة، والأسطورة تدخلك في عالم النفس والذات، وهذا دافعي للعمل بهذه المدرسة، مع التأكيد على أني ابن هذا العصر، وأملك أغلب مفرزاته، وهذا ما أدى إلى انتاج فكر جديد يعكس على سطح اللوحة مفهوما فنيا متطورا يعكس شخصيتي وطابع عصري.

  • هلا حدثنا عن بداياتك الفنية أيضاً؟
  • ** بشكل عام أنا أعمل بالفن كهواية بعد دراستي في معهد "مجيب داوود" للفنون التشكيلية، رغم أن تحصيلي العلمي المتتالي مختلف تماماً عن هذا المنحى، وهذا ما اطلق عليه اسم "الشمولية"، فبداياتي كانت من أيام الدراسة ومن ثم مع المعارض في عام /1994/ بعد انتهائي من خدمة العلم، حيث فكرت في ابتكار حركة ثقافية في قريتي "الدي" ومنطقتي بشكل عام، وكانت فكرة ناجحة من حيث الأعمال المقدمة، وذلك بشهادة الحضور، والكم الكبير منهم الذي حضر لمتابعة الأعمال الفنية.

  • كيف استطعت ان تفلسف بعقليتك الشمولية ألواناً وأفكاراً على السطح الغرافيكي؟
  • من لوحاته

    ** في البداية درست معهد كهرباء ثم حصلت على الحقوق من "دمشق" وبعدها اتقنت الفن في معهد "مجيب داوود" للفنون التشكيلية، وكانت لي اهتمامات كبيرة في المطالعات الفلسفية لمفكرين وكتاب عرب وعالميين، وهذا ما أنتج الفكر الشمولي بالنسبة لي، فالفكرة الفلسفية إن كان الشخص يمتلك موهبة فنية يستطيع تحويلها إلى أشكال، فمثلاً يتمكن من تحويل اللون إلى دلاله والخطوط إلى دلاله والكتل إلى دلالات والكثير من الأشكال الواقعية ومنها المرأة إلى دلالات، فعلى سبيل المثال اللون الاصفر يعتبر رمزاً للموت عندما يكون وحيداً، ولكن عندما يدمج مع لون آخر يعطي فلسفة جديدة في الحياة اللونية ورمزيتها تعبر عن الحياة.

  • كيف تقرأ تنوع أعمال الفنان ضمن عدة مدارس فنية؟
  • ** هذا التنوع يغني العمل ويغني الفنان بشكل عام، فحين تختمر الفكرة في ذهن الفنان هي من يفرض المدرسة التي ستتشكل ضمنها، وعملياً الفكرة أقوى من الفنان والفنان عاجز عن ضبط الفكرة، فالعقل يعمل رغم إرادتنا على انتاج أفكار فنية ليس لها علاقة أحياناً بأي من المدارس الفنية الموجودة على الساحة، والمهم في هذا انتاج فن يرقى إلى الذوق ومستوى الفكر الفني الذي انتجته الحضارة في وقتنا الحالي.

  • هل تعمل على لوحاتك الفنية لمتلقي معين؟
  • ** بصراحة أنا أعمل على أفكاري الفنية بشكل عام لتناسب جميع المتلقين دون تمييز أو تفريق أو تخصيص، لأني مدرك بأنه يوجد متلقون يفهمون أعمالي ومتلقون آخرون يستعذبون أعمالي، طبعاً هذا ما لاحظته من خلال المعارض ووقوف المتلقين لقراءة لوحاتي، فأنا ضد أن يعمل الفنان لمتلقّ معين لأن كل متلقّ كما قلت يفهم اللوحة بطريقته الخاصة، لأن بعد انجاز اللوحة بأفكار ومشاعر ورؤى الفنان تخرج منه وتصبح للمتلقي وفكره.

  • ما رأيك بدور البيئة في حياة الفنان؟
  • ** يوجد أعمال لها علاقة بالبيئة الاجتماعية، وأعمال لها علاقة بالبيئة السياسية، وأعمال لها علاقة بأزمات الشباب وأزمات الجيل، وهذا يجب أن يكون من ضمن عمل الفنان في طرح المشكلات ورؤاه فيها والارتقاء بذائقة المتلقي، لأن الفنان بشكل عام لا يملك سلطة للحل ولكن من خلال فنه في المجتمع يجعل اصحاب القرار يتمكنون من إيجاد الحلول.

  • حدثنا عن بيئتك الطبيعية ودورها في مخزونك الفكري اللوني؟
  • ** رغم أني لم أعش في القرية إلا حتى فترة الشباب، وهي الفترة الأهم في بناء المخزون الفكري، ففي ذهني تصور لهذه البيئة التي ملكت الجبل والوادي والبحر، وتمتعت بهم من على شرفت منزلي في القرية وحصلت على الأفق الرحب والواسع منهم، وعلى كل الأحوال الفنان بالنهاية يرسم محصلة إنسان عاش وتعايش في بيئة ومجتمع.

  • ما مقومات وعوامل إنشاء اللوحة لديك؟
  • ** اللوحة أساساً تعبر إلى الواقع بعملية مخاض لفكرتها، فالفكرة هي الأساس وكل ما عدا ودون الفكرة سهل جداً، فالكرة تأخذ معي أحياناً الكثير من الوقت لاختمارها في ذهني، وأحياناً زمن قصير، ففي أحد المرات كنت أملك نواة فكرة ما في ذهني، ولكنها لم تختمر جيداً لأني كنت أحاول الوصول إلى مكنوناتها وبواطنها الفنية، فنزلت إلى شاطئ البحر واستلقيت على إحدى صخوره إلى ما بعد منتصف الليل حتى اكتملت الفكرة بكافة مكنوناتها وخطوطها وألوانها، فعدت إلى المنزل وصنعت الكروكي العام لها، ومن ثم نسيت الموضوع تماماً إلى ما بعد عام كامل حيث وجدت الكروكي بين أوراقي فعملت على صياغة لوحته اللونية.

  • بعد هذه التجربة الفنية الطويلة كيف تقرأ الفن؟
  • ** الفن هو العربة الأولى في قطار الحياة قبل السكة المعدنية له، فهو من يغامر بصنع السكة المعدنية الخاصة بذاته وهذا ما قد يعرضه للموت، وبعدها يأتي المنطق والفلسفة بأكثر رتابة وهدوءاً وتأنياً ليخلق حالة من التوازن فيما بين الأفكار والرؤى، لينتج الفنان الحقيقي، إذاً الفن هو أساس الحياة والدافع نحو التقدم إلى الأمام، لأنه يعزز ثقة الشخص بالحياة ويمنحه الموقع فيها ويشعره بوجوده وببصمته في هذه الحياة، ويمكن التعبير عنه بكلمة أخرى هي أنه عبارة عن ضغط داخلي يفرض نفسه على الإنسان.

  • ماذا تقدم لك المشاركات الجماعية في المعارض الفنية بشكل عام؟
  • ** المشاركات الجماعية لها عدة فوائد أهمها عملية التعارف بين مختلف الفنانين واكتساب الخبرات الفنية من بعضنا بعضاً عبر الحوار الفني الراقي، إضافة إلى معرفة وتحديد موقع الفنان ضمن هذا الوسط الفني، وتقييم أعماله الفنية مقارنة مع بقية الرفاق المشاركين.

    وفي لقاء مع الفنانة "إلهام منصور" حدثتنا عن الخط الفني للفنان "فيصل" وكيف تقرأ هذا الخط من خلال أعماله، وهنا تقول: «من يرى أعمال الفنان "فيصل" يتذكر مباشرة أعمال الفنان العالمي "سلفادور دالي"، فأعمال "فيصل" رائعة جداً ومشجعة بالنسبة لي، فهو يتبع المدرسة السوريالية بطريقة رسمه، ما يجعله يجذب المتلقي أياً كانت ثقافته، وأرى أن أغلب عناصر لوحاته اللونية والتعبيرية والرمزية رائعة جداً وتناسب جميع المتلقين».

    يشار إلى أن اللقاء مع الفنان "فيصل إبراهيم" تم خلال مهرجان "أم الربيعين" بنسخته الحادية عشرة وهي الأخيرة حتى تاريخنا.