لو علمت الطيور ما في بطن النحل لأبادته فالنحل مخلوق شرس أحياناً ولطيف أحياناً أخرى وتربيته متعة تحتاج إلى الدقة والخبرة في العمل والقوة والكلام للسيد "باسم العص" من قرية "بعمرائيل" التابعة لمدينة "بانياس" الذي زاره eTartus بتاريخ "26/6/2009".
ويتابع السيد"باسم" عن بداياته في مجال تربية النحل قائلاً:« كانت البداية بعدة خلايا من حوالي "19"عاماً وحالياً لدي حوالي "140" خلية وتتألف كل خلية من عدد من البراويز والصندوق الخارجي الذي يرتفع عن الأرض بقاعدة خشبية وغطاء داخلي وآخر خارجي بالإضافة إلى فتحة لسروح النحل منها ».
أقوم بتفقد الطائفة ومراقبتها بشكل يومي لأكون على معرفة بأي مرض يصيبها إذ يمكن معرفة ذلك من خلال حركة النحل في الخلية بشكل عام فالنحل ينشط ولو "5" دقائق في فصل الشتاء إن كان سليماً
ويضيف السيد"باسم":«أقوم بتفقد الطائفة ومراقبتها بشكل يومي لأكون على معرفة بأي مرض يصيبها إذ يمكن معرفة ذلك من خلال حركة النحل في الخلية بشكل عام فالنحل ينشط ولو "5" دقائق في فصل الشتاء إن كان سليماً».
وعن بعض الأمراض التي تصيب الطائفة وللوقاية منها يقول:« تصيب الخلية أنواع كثيرة من الأمراض ولكن درهم وقاية خير من قنطار علاج ,فقد تصاب الخلية بمرض تعفن حضنة وهو مرض معدي وينتشر بسرعة وللوقاية منه أعطي المنحل مضاد حيوي مع الوجبات الغذائية بالإضافة إلى مضادات وقائية لمنع إصابة المنحل بالإسهال وبعض الأملاح المعدنية وغبار الطلع الطبيعي والفيتامينات والبروتينات وكلها أضعها في فصل الشتاء للوقاية من الأمراض».
وللتعرف على واقع تربية النحل في المحافظة التقينا المهندس "نزار غانم " " رئيس شعبة النحل والحرير في مديرية زراعة "طرطوس" الذي قال:«انتشرت تربية النحل في قرى المحافظة بشكل واسع من عام "1990" حتى عام "2005" وكانت تزداد باستمرار حيث كان عدد خلايا النحل في المحافظة حسب إحصائيات مديرية الزراعة عام "1990" لا تتجاوز "5860" خلية نحل حديثة وحوالي "850" خلية نحل قديمة وقد وصلت في عام "2009"إلى "39683" خلية حديثة و"1283" خلية قديمة وقد بلغ إنتاج المحافظة من العسل حوالي "250"طن و حوالي "3" طن من شمع النحل».
وعن سبب هذه الزيادة في تربية النحل يقول المهندس "نزار":«هذا يعود إلى المردود الاقتصادي الجيد لمشروع تربية النحل مقابل رأس المال المدفوع في المشروع ومقابل الجهد الذي يتطلبه المشروع مقارنة مع المشاريع الزراعية الأخرى بالإضافة إلى المتعة التي يتمتع بها مربي النحل من حيث الدقة في العمل والالتزام بالنظام والانضباط من قبل النحل حيث يقوم كل فرد في طائفة النحل بعمله دون عقاب أو تحفيز».
وعن أسباب انتشار الأمراض وضعف إنتاجية المناحل يقول السيد "نزار":« إن دخول بعض المربين إلى هذا المجال من الأعمال ممن لايتمتعون بالخبرة الجيدة في إدارة المناحل وتشخيص الأمراض ومعالجتها واختيار المراعي الجيدة أدى إلى انتشار الأمراض بشكل كبير مما أدى إلى ضعف إنتاجية الخلايا وتكبيد المربي أعباء مادية زائدة».
ويتابع السيد "نزار":« إن زحف قطعان الأغنام إلى المحافظة طلباً للمراعي نتيجة الجفاف الذي حصل في المحافظات الشرقية أدى إلى القضاء على المراعي البرية التي تشكل مصدراً وحيداً وممتازاً لجني حبوب اللقاح وبالتالي أدى إلى ضعف الخلية لعدم توفر حبوب اللقاح في كافة فصول السنة كما أن استخدام بعض المزارعين مبيدات الأعشاب غير المتخصصة في بساتينهم أدى إلى فقدان المراعي وكذلك موت عدد كبير من الشغالات السارحة مما أدى إلى تراجع في قوة الخلية وانخفاض مردودها الاقتصادي حيث تراجع إنتاج الخلية من "15-20" كغ سنوياً إلى "5-7" كغ سنوياً من العسل».
ويضيف:«إن دخول بعض سلالات النحل ذات مواصفات رديئة أدى إلى تراجع في سلالات النحل السوري وظهور هجائن ذات سلوكية غير متوازنة , كما أن قلة الأمطار التي حصلت في السنوات الثلاثة الأخيرة والتغيرات المناخية أدت إلى ضعف في قوة النبات وبالتالي عدم إفراز الرحيق بشكل وافر بالإضافة إلى كثافة عدد الخلايا في وحدة المساحة الواحدة التي أدت إلى ضعف الإنتاج».
وفي سبيل تطوير تربية النحل في المحافظة ورفع إنتاج الخلايا يقول:« تتمثل مقترحات تطوير تربية النحل في المحافظة بترحيل الأغنام من المحافظة لأنها ليست محافظة رعوية وعدم استخدام المبيدات في موسم الإزهار وتحسين سلالات النحل المحلي أو استيراد سلالات ذات مواصفات ممتازة كسلالة النحل "الايطالي" النقي و تأمين الأدوية الفعالة وتشكيل لجان مهمتها الكشف الدوري على المناحل وتحديد الأمراض التي تصيبها وطرق معالجتها وعقد ندوات إرشادية مأجورة للمربيين لاطلاعهم على أهم أساليب أدارة المناحل الحديثة ومعالجة الأمراض وتوفير بدائل حبوب اللقاح على مدار العام».