تتميز الثروة الحيوانية في محافظة "طرطوس" بتنوع مصادرها من أبقار وأغنام ودواجن، وتنوع الغاية المرجوة منها- المنزلية والتجارية- ولكن الإقبال الكثيف على تربية "الأبقار" والاستفادة من مختلف منتجاتها ضمن مزارع صغيرة منتشرة في القرى الريفية جعلها مصدر دخل الكثير من الأسر العاملة بها في تلك القرى.

السيد "حسين شدود" مربي أبقار من أهالي قرية "خربة السناسل" التابعة لمدينة "بانياس" أوضح لموقع eSyria بتاريخ "2/2/2011" كيف يعتمد على أبقاره لتسيير أمور حياته اليومية حيث قال: «إن قلة عدد مربي الأبقار في المنطقة كانت سبباً أساسياً لصعوبة الحصول على مادة "الحليب" ومشتقاته، مما دفعني للتفكير بتربية "الأبقار" للاستفادة منها في منزلي أولاً ثم ولتحسين وتأمين دخل إضافي لأسرتي».

يوجد في محافظة "طرطوس" حوالي /32/ ألف رأس بقري موزعة ضمن مناطقها الست وبشكل متساو تقريباً، وهي من أصول محسنة وجيدة، حيث تعتبر تربية الأبقار لدينا تربية فردية ضمن مزارع خاصة صغيرة

ويتابع: «كنت أجد صعوبة في البداية عندما أريد الحصول على "الحليب" من أحد المربين في المنطقة بسبب قلة إنتاجه والضغط عليه من قبل المستهلكين، مما دفعني لشراء "بقرة" وتجربة تربيتها، فعمدت إلى بناء إسطبل خاص بها بجوار المنزل والبدء بالعناية بها والحصول على منتجاتها، وأصبحت أزود جميع أقاربي وجيراني بـ"الحليب" وفق دور أنظمه فيما بينهم، ولشدة الطلب على "الحليب" قرر الاستعانة بقرض تنموي من أحد المؤسسات الأهلية وشراء "بقرة" أخرى تساعدني لسد الحاجة والطلب المتزايد».

السيد "حسين شدود"

السيد "حسين" من خلال مزرعته الصغيرة استطاع تأمين دخل جيد له، وعنه يقول: «لم تلبي "البقرة" الثانية الحاجة المطلوبة فاشتريت "بقرة" ثالثة وبدأت أصنع من منتجاتها "اللبن" و"الجبن" و"أقراص الشنكليش" و"اللبنية"، وأبيعها وفق أسعار مدروسة تلبي حاجة الأبقار الثلاثة من المادة العلفية وتؤمن دخلا جيدا أعيش من خلاله يتراوح ما بين /10/ آلاف و/15/ ألف ليرة وهذا دخل جيد إلى جانب عملي الوظيفي».

السيد "علي عبد الله" مربي أبقار آخر، يقول: «لقد وجدت في تربية الأبقار إيجابيات تساوي السلبيات التي يجب أعادة النظر فيها وإيجاد الحلول لها، خاصة أننا في محافظة تصنف من المحافظات التي تعتمد على الزراعة وما تتضمنه من أعمال ملحقة كتربية الأبقار وتربية المواشي والدواجن.

السيد "علي علي"

ومن هذه السلبيات أسعار المادة العلفية المتقلبة بين الصعود أكثر ما هي إلى النزول ما يجعلنا في حيرة من أمرنا أمام المستهلك في تسعير الكيلوغرام الواحد من الحليب أو أحد مشتقاته، إضافة إلى المعانات مع النوعية والجودة وتحكم بعض التجار في كمية الإنتاج بعيداً عن رقابة المعنيين».

السيد "علي علي" يرى أن صعوبة الحصول على المادة العلفية من الجمعيات الفلاحية في المناطق والقرى معاناة يجب النظر في حل لها، حيث إن رؤساء الجمعيات الفلاحية يتحججون باستلامهم اعتمادات توزيع المخصصات العلفية للمربين وفق جداول ومخصصات عام /2008/ التي تغيرت على أرض الواقع في عام /2011/، مضيفاً: «نتعامل مع الجمعية الفلاحية في القرية لأننا نحصل على الأعلاف بأسعار أقل من أسعارها لدى التجار في الأسواق، ولأن ثقتنا في جودة المنتج ضمن المعامل الحكومية أفضل مما هي عليها في المعامل الخاصة، وذلك من حيث الوزن الصحيح الذي يبلغ /50/ كيلوغراما للكيس الواحد، والنوعية الجيدة، ولكن لا يتثنى لنا دوماً الحصول على هذا المنتج بسبب عدم توافره بالشكل الملبي للمربين».

الدكتور "عدنان جوهرة"

السيدة "فهيمة حسن" تؤكد أن تربية الأبقار لفترة طويلة، وتلقيحها عبر عملية تلقيح اصطناعية يقوم بها الطبيب البيطري، أمر في غاية الأهمية بالنسبة للمربي، لأنه يرى في المولود الجديد حصاد أشهر من التعب والعناية والانقطاع عن إنتاج الحليب، فيجب جمعه ومراعاة تربيته ضمن أصول التربية الصحيحة والسليمة لحين نضوجه وبلوغه سن البيع بسعر جيد ليضمن المربي من خلال هذا السعر الفائدة المنتظرة.

وفي لقاء مع الدكتور "عدنان جوهرة" من مديرية زراعة "طرطوس"، قال: «يوجد في محافظة "طرطوس" حوالي /32/ ألف رأس بقري موزعة ضمن مناطقها الست وبشكل متساو تقريباً، وهي من أصول محسنة وجيدة، حيث تعتبر تربية الأبقار لدينا تربية فردية ضمن مزارع خاصة صغيرة».

ويتابع: «نعمل كمديرية زراعة على تأهيل الكوادر البيطرية المختصة ضمن الوحدات الإرشادية لتؤهل بدورها المربين للعناية بالأبقار، وإعطائهم اللقاحات المناسبة وتقديم الرعاية الصحية الجيدة، إضافة إلى إرشادهم للاستفادة من المراعي الطبيعية كأعلاف تساهم في التخفيف من نسب استخدام الأعلاف الصناعية مع الحصول على نفس النتائج المرجوة في التغذية وإنتاج الحليب».