سواء كان بيعه يتم عبر منافذ البيع بالجملة، أو على الطرقات العامة في أماكن إنتاجه، وحتى عبر الباعة المتجولون على "عربات خشبية" متنقلة أوثابته؛ يحتاج "الفريز" إلى عناية خاصة في التعامل معه باعتباره من أكثر أنواع الفاكهة حساسية للنقل والتخزين، و"الفريز" من الفواكه الشتوية التي تستمر لفصل الصيف، والتي تزرع بطريقة مشابهة لمختلف أنواع الخضار، وقد بلغ إنتاجها لغاية شهر نيسان الحالي 2067طن ف طرطوس.
للتعرف على إنتاج "الفريز" ومنافذ بيعه التقينا بالسيد "أحمد ديوب" من منطقة "الصفصافة" في "سهل عكار" وذلك بتاريخ 23/5/2011 حيث قال: «نقوم بتسويق "الفريز" في عبوات صغيرة حصراً والتي يصل وزنها إلى 1 كغ، وهنا يقوم المزارعون بنقل الكمية المقطوفة إلى "سوق الخضار" لبيعها "بالجملة أو بالمفرّق".
يبلغ عدد "الأنفاق البلاستيكية" المزروعة "بالفريز" 5724 نفق، في حين بلغ الإنتاج لغاية شهر نسيان الماضي للموسم الزراعي 2010 – 2011 "2067" طن قابلة للمضاعفة عدة مرات لأن الإنتاج لايزال في بدايته
ويقوم قسم آخر من المزارعين بنقل كميات كبيرة من إنتاجهم إلى الأسواق الداخلية مباشرة لبيعه بأسعار أفضل، ويزداد اعتماد هذا الأسلوب في السنوات الأخيرة نتيجة جدواه المادية، في حين يقف بعض الشباب على الطرقات العامة وفي شوارع المدينة لبيع "الفريز" للمارة بعبوات صغيرة، والسبب بالتأكيد الحصول على سعر أفضل».
ويتابع السيد "أحمد ديوب" كلامه بالقول: «نزرع "الفريز" في بيوت بلاستيكية محمية نسميها "أنفاق" يبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض مترين، وهو محصول شتوي يعطي ثماره في أواخر فصل الشتاء، عبر مانسميه "أفواج" بمعنى أن "الفريز" يعطي كمية كبيرة من الأزهار التي تتحول إلى ثمار لينقطع بعدها عن إعطاء الثمار لفترة قصيرة ليعود بعدها إلى الإزهار مرة أخرى وإعطاء فوج جديد من ثمار "الفريز"».
وعن أنواع "الفريز" التي يتم تسويقها يقول السيد "أحمد": «في السابق كنا نزرع "الفريز" المكشوف والذي يبدأ إنتاجه من أواخر شهر "شباط" وهذا يتأثر بالطبع بكل العوامل الجوية الخارجية، وبعد انتشار الزراعات المحمية اتجه الناس إلى زراعة "الفريز" في الأنفاق البلاستيكية والتي تؤمن له العناية والحماية المطلوبتين.
كما اتجه الناس لزراعة أنواع مهجنة مختلفة تعطي إنتاجية عالية، والأن أصبح لدينا إنتاج وفير من "الفريز" كبير الحجم وذو لون أحمر قاني مفضل في التسويق، بينما لم تعد الزراعة المكشوفة تلقى رواجا كالسابق، علماً أن إنتاجها متميز بطعمه ولونه الذي لايمكن الحصول عليه داخل البيوت المحمية».
ويمكن من خلال متابعة العاملين بزراعة "الفريز" معرفة مدى حاجته إلى عناية في الأرض، فهو يحتاج لأن يزرع فوق شرائح من النايلون بعرض خط الزراعة وعلى طول البيت البلاستيكي، حيث تكون شريحة النايلون مثقوبة مكان زراعة "شتلة الفريز" مما يؤدي إلى ظهور الثمار وتوضعها على النايلون بدل الأرض الرطبة التي تؤدي إلى عفونة الثمار وتلفها.
وللتعرف أكثر على ظروف تسويق "الفريز" التقينا بالسيد "راني سمعان" أحد تجار البيع بالجملة في "سوق خضار طرطوس" والذي يقول:
«"الفريز" من الفواكه التي نقول عنها أن "روحها قصيرة" بمعنى أنها سريعة العطب ويحتاج نقل وتخزين إنتاج "الفريز" إلى الكثير من العناية، لذلك يعاني تصدير "الفريز" من صعوبات تجعل كثير من المصدرين يحجمون عن تصديره ومن هذه المشاكل أن "الفريز" يحتاج نقله إلى شاحنات مغلقة مبردة، ويجب أن تقف درجة الحرارة عن الدرجة (0) مؤية.
كما لايجب تعرضه للهواء الطلق بعد تبريد بشكل متكرر، وهذا أيضاً يفرز مشكلة جديدة وهي عدم القدرة على تصدير أنواع أخرى من الفواكه والخضار مع "الفريز" لحاجتها إلى درجات حرارة مختلفة».
ويتابع "السيد "راني" بالقول: «كل الكلام السابق يفضي إلى أن تسويق ثمار "الفريز" يتم في السوق الداخلية ضمن المحافظات السورية، حيث يتم وضعه في عبوات إما من الفلين أو عبوات بلاستيكية شفافة وأكثر جاذبية وقابلية للتنقل، ويتراوح سعر "الفريز" بين 75 في بداية الموسم و30 إلى 25ل.س آواخر الموسم صيفاً، ويتم تسويق الإنتاج محافظات "حمص، دمشق، حلب" بشكل كبير إضافة لباقي المحافظات الأخرى».
في مديرية زراعة "طرطوس" تحدث المهندس "عطا شماس" رئيس "شعبة الخضراوات" عن إنتاج "الفريز" لهذا العام بالقول: «يبلغ عدد "الأنفاق البلاستيكية" المزروعة "بالفريز" 5724 نفق، في حين بلغ الإنتاج لغاية شهر نسيان الماضي للموسم الزراعي 2010 – 2011 "2067" طن قابلة للمضاعفة عدة مرات لأن الإنتاج لايزال في بدايته».