قبل وجود معاصر الزيتون المتطورة والمجهزة بأحدث الأجهزة الإلكترونية، كان أجدادنا يستخدمون الباطوس في عصر الزيتون واستخراج الزيت، وأعتقد أن الكثيرون من الأجيال الجديدة لا يعرفون ما معنى كلمة..
باطوس: هو عبارة عن حجر كبيرة محفورة على شكل جرن وفي داخلها حجر تدعى الخريزة، اسطوانية الشكل ومثقوبة في المنتصف يوضع فيها زراع من الخشب لسهولة تحريكها ودورانها، وعادة تربط نهاية الزراع إلى حيوان والذي يقوم بالدوارن وبالتالي تحريك الحجر، و ينتج عنه ضغط وهرس للزيتون.
وفي لقاء مع أحمد سعيد من قرية عرمتي القريبة من مدينة القرداحة، أحد الذين عاصرواأيام طفولته عصر الزيتون باستخدام الباطوس قبل انتشار الآليات والمعاصر الحديثة يقول: بأن موسم عصر الزيتون كان يشكل في القرية حالة احتفالية جماعية، وكان لتلك الأيام نكهتها وطعمهاالخاص، كنا نشعر بمعنى الفرح والسعادة من خلال التقاء أهالي القرية بالعديد من المناسبات ومن بينها عصر الزيتون،حيث يتشارك النساء والرجال والشبان في عملية عصر الزيتون والتي كان لها طقوسهاالخاصة وكانت تقام أثناءها الاحتفالات وتعقد حلقات الدبكة والرقصات الشعبية .
المزارع أبوعلي يقول: بعد مرحلة القطاف كنا نقوم بسلق الزيتون، ومن ثم يوضع على أسطح المنازل لمدة 5-7 أيام، ويجري خلالها تحريك وتقليب الزيتون المسلوق ريثما يجف من المياه العالقة، بعدها يجمع وينقل إلى موقع الباطوس، توضع من 3-4 تنكات منه في جرن الباطوس، وبتحريك الحجر الأسطواني وبفعل الدواران المستمر على الزيتون يتحول إلى ما يشبه العجينة، تنقل إلى جرن كبير عبارة عن حجر مجوفة بطول 130- 180 سم وبعرض 60-70 سم. بعدها توضع العجينة بالعلايق، والعليقة هي عبارة عن قطعة دائرية الشكل مصنوعة من الخيش بينما كان القديمون يفضلون صنعها من الشعر، وتشبه الكيس مفتوحة من الأعلى لملأها بعجينة الزيتون، ترتب 3-4 علايق فوق بعضها البعض على حجر دائري محفور بقطر متر وفي أحد جوانبه مجرى صغير لتجميع الزيت الناتج عن العصر، توضع فوق العلايق قطعة خشبية تعمل على تثبيتها، ثم يترك الطنب فوقهاالذي يقوم بدور المكبس ـ وهو عبارة عن ساق أو زراع طويلة( 6-7 م)مثبت في أحد طرفيه بقطعة معدنية تسمى الجريدة ويتدلى من الطرف الآخر حبل نهايته مربوطة بحجر اسطواني يتم رفعه بطريق خاصة فيضغط الطنب على العلايق ليسيل الزيت منها والذي يتم جمعه وتصفيته.