كان علم "البرمجة اللغوية العصبية" حكراً على شريحة محدودة من المتخصصين في العلاج النفسي العصبي، وهو يعتمد على تصميم وإعداد النماذج على أي ميدان للمعرفة سواءً كان ميدان العلاج النفسي والعصبي وإدارة الأعمال أو الرياضة... التربية... وبالتالي إيجاد المنهجية التي تضمن النجاح في أي من هذه الميادين.

كل مهتم بالاستفادة من هذا العلم يجب أن يدرك دوره الحيوي في تنمية وتطوير هذا المنهج للتواصل بشكل أفضل مع المحيطين، لتحقيق نوعية أفضل للحياة والمساهمة الذاتية في تحسين مستوى المعيشة.

للتعرف أكثر على هذا العلم ومعرفة تفاصيل أدوار الاستفادة من مناهجه، eSyria التقى د."عيسى المحمد" (حائز على دبلوم في دورات بالعلاج الطاقي) حيث كان اللقاء بتاريخ 3/4/2009.

رسم طاقي بكاميرا "كيريليان"

بداية حوارنا معه كان عن الفرق بين العلاج الفيزيائي والعلاج الطاقي، حيث قال: «العلاج الفيزيائي يعتمد مباشرة على الاحتكاك المباشر مع الجسد المادي: عضلات، أوردة، شرايين...

أما العلاج بالطاقة الحيوية فله عدة مدارس أهمها مدرسة "البرانك هيلينك"، مدرسة "البرانا" و"الريكي"، تعتمد هذه المدارس على الحقل الطاقي المحيط بالجسد المادي (الفيزيائي)».

رسم طاقي للجسم

وأضاف: «يعتمد الحقل الطاقي على الخطوط التي يتم من خلالها نقل وتحريك الطاقة داخل الجسد الفيزيائي وتعرف باسم "الميريديان"، وليس له علاقة بأي شكل بالدورة الدموية أو بالجملة العصبية، فهو عبارة عن خطوط يتم من خلالها تحريك ودوران الطاقة بالاعتماد إما على علاج الوخز بالإبر الصينية (خطوط الطاقة، الميريديانات)، أو مدرسة العلاج بالمساج النقطي (ريفلوكسولوجي؛ نقاط المساج)».

ويعرف لنا د."عيسى" الميريديانات" التي تدعى أيضاً بـ"الشاكرات"، فيقول: «هي كلمة سنسكريتية تعني العجلة أو الدولاب، وتعتبر بوابة أو محطة تحويل طاقية من الجسم الطاقي إلى الجسم المادي وبالعكس.

ويتواجد في جسم الإنسان بحدود 8200 كما تذكرها كتب "الفيدا" الهندية، وهي بحدود 700 مركز بالنسبة لنقاط الوخز بالإبر الصينية، أما بالمعالجة الطاقية فتعتمد على 7 نقاط رئيسية وبضع نقاط متوسطة وصغيرة».

الحقل الطاقي أو خطوط الطاقة، هي مفردات مرت على أي دارس لعلم الفيزياء، لكن عندما يتعلق الأمر بالجسم الحي، قد تختلط الحقيقة بالخيال لدى الكثيرين، وهنا حدثنا عن أدلة وجود هذا الحقل قائلاً:

«كل الأديان والأساطير والميثيولوجيا القديمة عبرت بشكل أو بآخر عن وجود الحقل الطاقي الموجود حول جسم الإنسان، وعبرت عن ذلك من خلال الرسوم والإيقونات التي تحاط بهالة حول الجسم.

أما علمياً فلقد تم إثبات وجود الحقل الطاقي سنة 1946 بواسطة الكاميرا التي اخترعها العالم الروسي "سيمون كيريليان"، واستطاع هذا الباحث أن يحصل على 14 براءة اختراع حول إمكانية تصوير الهالة المحيطة بالجسم الفيزيائي، كما شارك "الاتحاد السوفييتي" (سابقاً) بكاميرا "كيريليان" في مؤتمر بـ"مونتريال" سنة 1967، وكانت تصور في البداية المحيط الخارجي للجسم المادي كضوء مشع».

اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن على هذا الاختراع الذي كان من شأنه تطوير علم "البرمجة اللغوية العصبية" إلى أبعد الحدود، كان لا بدّ من إضافة ميزات جديدة، وكما يضيف: «تم إجراء الكثير من التعديلات والتطوير على كاميرا "كيريليان" وخاصة من قبل "الولايات المتحدة" و"اليابان" وأصبح إثبات وجود الحقل الطاقي بديهياً».

وتابع: «أنماط الكاميرات الحديثة منها تحصل على صور ملونة بدقة عالية تمكن المراقب من تحديد المعطيات والمعلومات من خلال ألوان الهالة، حيث تمثل الألوان الغامقة الطاقة السلبية (الأسود، الرمادي..)، بحيث يجب التخلص منها باستخدام تقنيات علاجية متعددة أهمها: تغيير الأفكار (ما تفكر فيه تحصل عليه)، ولهذا فإنّ طرق العلاج الطاقي هي الأساس الذي بني عليه ما يعرف اليوم بعلم "البرمجة اللغوية العصبية".

أو عن طريق المعالجة الخارجية بما يعرف بـ"اللمسة الشافية"، حيث تستخدم أيضاً تقنية تنظيف الحقل الطاقي من الأفكار السلبية، لذلك يعتبر العلاج الطاقي مستوى متطور جداً في علاج الأمراض النفسية».

وبالنسبة للتقنية الثالثة فهي تختص بطبيعة النظام الغذائي، وعنها أضاف: «يمكن أيضاً استخدام تقنيات بديلة تعتمد على تغيير الحقل الطاقي بتغيير نظام الغذاء واعتماد نظام غذائي محدد، على اعتبار أن الإنسان أشبه ما يكون بما يأكل، لذلك يعتبر الأشخاص الذين يعتمدون على نظام غذائي نباتي روحانيين وأكثر طيبة ومحبة وتسامح لأن ذلك من صفات النبات».

عادات تحضير الأغذية الحيوانية وتناولها ارتبطت بمعتقدات معينة، وعنها شرح أيضاً: «الذين يعتمدون على اللحوم هم أكثر ميلاً إلى طباع الحيوانات التي يأكلونها، ومن هنا اعتمدت بعض الأديان على تحريم اللحوم أو الإقلال جداً من تناولها.

كما أن عادة ذبح الذبيحة والتخلص من دمائها لاعتقادهم أن الدماء تحمل جميع المعلومات (ذاكرة) عن الحيوان، وما يعانيه قبل الذبح من خوف شديد وغضب...

وتلك المعلومات (باعتقادهم) تنتقل إلى الشخص الذي يعيش على تلك اللحوم، لذلك جرت العادة على تخليص الذبيحة من الدم للقضاء على ذاكرة الحيوان وجعله أقل ضرراً».

يعتبر اليوم علم دراسة الحقل الطاقي للكائن الحي أهم مصدر من مصادر العلاج الوقائي، فمن ابتكارات هذا العلم الحديثة كما يضيف: «استطاع الأمريكان اليوم إيجاد نظارات خاصة يستطيع من خلالها أي شخص مشاهدة الحقل الطاقي المحيط بالجسم الفيزيائي، ويعتبر هذا الحقل أهم مصدر من مصادر التعرف على الشخصية وبنائها وقدراتها الذاتية (الطباع، الميول، القدرات...)، كما تستخدم هذه المعلومات في تحديد نقاط القوة والضعف وطبيعة الأمراض التي قد يصاب بها الشخص، فالمعالجة من خلال الحقل الطاقي تمكن المعالج من نزع جذور المشكلة (معالجة الأمراض قبل ظهور الأعراض)».

من الطرق العلاجية أيضاً منهج الرياضة، وقد تكون الوسيلة وفق أبسط المعدات أو بدونها، وعنها تحدث: أنصح بـ"اليوغا" لكل طبقات المجتمع، وهناك "اليوغا" العلاجية التي تعتمد على إيقاع التنفس، وهي بسيطة وسهلة ولا تحتاج إلى أجهزة أو أدوات أو قاعدة مادية، والهدف منها هو بناء جسد وجملة عصبية سليمين (نفس وروح)».

هذه الناحية العلاجية لـ"اليوغا" تحتاج إلى بعض الشرح، وهنا تداركنا الفرصة للسؤال عن سرّ هذه الرياضة الغريبة، فأجاب: «من المعروف أنّ أي جهد فيزيائي يقوم به الجسد يؤدي إلى ميل "PH" الدم إلى الحموضة، وهو الوسط المناسب لمعظم الأمراض وخاصة السرطانات والأورام، والطريقة الوحيدة لإمكانية تعديل الـ"PH" باتجاه القلوي (7.4) الطبيعي؛ أي مائل قليلاً نحو القلوية، هو عن طريق نظام غذائي أو التنفس».

الأمثلة المشابهة لتقنية "اليوغا" عديدةُ، ومنها ذكر: «على سبيل المثال عندما كان يستخدم الجرن لدق الحنطة كانت المرأة تستخدم وباللاوعي أعلى تقنية من تقنيات تنظيم التنفس والاسترخاء في آن واحد.

وكذلك الحصاد ارتبط بالأهازيج والغناء الذي يروح عن النفس وينظم معدل التنفس (أهازيج معينة، أغاني الحصاد).

وهناك مثال آخر وهو أغاني المهد العراقية، وهي الأغاني التي كانت تغنيها الأم لوليدها، فهي تحافظ من خلالها على إيقاع التنفس ومعدل ضربات القلب».

العلاجات الدوائية التي يدخل النبات في تركيب الكثير منها، قد يكون استبدالها بالمكونات الطبيعية حلاً أفضل، فكما يضيف: «وفق مبدأ "كل جرعة من دواء هي جرعة من سم"-"أبوقراط"، نعتمد على مبدأ: اجعل غذاءك دواءك.

ومن هنا كان اهتمامنا بالمعالجات العشبية يعتمد على مبدأ المستوى الطاقي للنبات، وبالتالي نستخدم بعض النباتات كعلاجات بديلة ومساعدة لرفع الطاقة الذاتية للجسد المادي وتحفيز الأنظمة الدفاعية من أجل تسريع عمليات الشفاء، فكان اهتمامنا بالأعشاب وفق مبدأ جديد وعلمي يعتمد على قدرة تلك النبتة على إمكانية تغيير المستوى الاهتزازي للحقل البيولوجي الطاقي للجسم المادي وبالتالي تغيير مستوى الإبانة للجسم الميتافيزيقي».

أما عن المؤلفات المطبوعة التي صدر أولها قبل ما يزيد على عقد من الزمن فشرح: «"الطلاسم السحرية"، هو نقد وتحليل؛ لأن معظم الكتب الموجودة حول هذا الموضوع تعاملت معه بطريقة غيبية بعيدة عن العلم والواقع، فهو يبحث في أصل ونشوء هذه المعتقدات وتطورها وأسس التعامل مع هذه المفاهيم بطريقة علمية بحتة تعتمد أحدث النظريات العلمية التي بحثت بتلك الموضوعات (ما يعرف اليوم بعلم "الباراسيكولوجي")».

وغيره: «"الجرم الصغير والجرم الكبير"، وهو كتاب يعتمد على مفهوم علم الفراسة وعلاقتها بالمحيط من حيث انعكاس الواقع الخارجي على الذات الداخلية، فالجسد وعلاماته ما هي إلا انعكاس لسوية الأفكار والميول والرغبات لعالمنا الداخلي، وتم إصداره سنة 2000».

أما في موضوع استباق الأحداث وتوقع حدوثها، فلا بد من وجود أساس ما، ولذلك كان: «"الأبراج، نقد وتحليل"، وهو ينتقد الطريقة العشوائية المتبعة من قبل الكثيرين الذين اعتمدوا على الأبراج في تحديد الحظ والأحداث والمستقبل بطريقة سلبية جداً، أما قيد النشر فهناك: "العلاج بالطاقة الحيوية"».

العديد من المحاضرات في المراكز الثقافية جمعت الكثيرين من المهتمين بهذا العلم الذي بدأ يثبت جدواه منذ سنين بعيدة، وعنها تحدث: «بالنسبة للمحاضرات أغلبها في "اللاذقية"، "عين البيضة"، "جبلة"، "بانياس"، "الدريكيش"، "الشيخ بدر"، "حماه"، "تل الدرة" ومعظمها حول الحقل البيولوجي الطاقي وآثاره، ودور الوعي في التخلص من الأمراض وبناء جسم سليم، ودور الفكر في إصلاح المجتمع (الوعي الجمعي).

هناك محاضرات عن طرق الوقاية والعلاج الذاتي من خلال الحقل البيولوجي الطاقي، ومحاضرات عن الغذاء المتوازن ودوره في الصحة الجسدية والنفسية».

بالنسبة للدورات التي يقيمها د."عيسى"، فهي تفتح أبواباً عديدة إلى عالم جديد، يتيح التعرف على الذات الحقيقية، ومنها: «دورات بالعلاج الذاتي، أي نشر الوعي حول إمكانية الأشخاص باعتمادهم على قدراتهم الذاتية العلاجية من التخلص من العديد من الأمراض التي يمكن الشفاء منها بمجرد تعلم طرق جديدة للتفكير، والتي تمكن أيضاً من التخلص من العديد من المشاكل الصحية والنفسية».

ومنها ما يسمح بالتعرف على ما نستطيع أن نكونه والوقت الأنسب لتحقيق ذلك، حيث تعلّم: «اعتماد منهجية الحب والمسامحة والمباركة كتقنية يجب التسلح بها للتخلص من "الكارما" السلبية (نعني بـ"الكارما" الفعل ورد الفعل)، إذ نعتمد على القانون الذي يقول: بالعطاء تأخذ.

وهناك محاضرات ودورات بلغة الجسد والقدرات ما فوق الحسية (استبصار، حاسة فوق السادسة، رياضة...)، ودورات بالبرمجة اللغوية العصبية، ودورات بالتغذية المتوازنة».

وعن آخر المشاركات العربية أضاف: «في "دبي" حضرنا مؤتمراً يبحث في معرفة تغيرات الحقل الطاقي وإحداث مستويات جديدة من الإبانة (بالاهتزاز) لتحفيز آليات الشفاء».

بقي أن نذكر أن د."عيسى المحمد" حائز على دبلوم في دورات بالعلاج الطاقي، بالعلاج النفسي الطاقي، العلاج بالألوان، العلاج بالكريستال، وممارسة البرمجة اللغوية العصبية، وذلك في مدارس العلاج الطاقي "برانك هيلينك" لمؤسسها "شو كوكسوي"، وذلك داخل وخارج القطر.