"مقشر وبارد يا صبار" كلمة تنطلق من البسطات الشعبية في منتصف فصل الصيف فتطرب لها الآذان وتجذب المشتاق المتلذذ لتناولها.

هو فاكهة "الصبار" الذي يعتبر من الفاكهة الصيفية المنتظرة والتي يترقب نضجها أغلب الناس ليشعروا بأن صيف الفواكه قد اكتمل، وهذا بحسب رأي السيد "عارف ديوب" من قرية "الوردية" الذي التقاه موقع eSyria بتاريخ "6/8/2011"، حيث قال: «موسم الصبار موسم قصير جداً لا يتعدى الشهر، وهو على الأغلب يبدأ مع أواخر شهر تموز ويستمر حتى أواخر شهر آب، مع العلم أن فترة إزهاره ونمو ثماره تبدأ مع أوائل فصل الربيع وتطول لتصل إلى حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر تقريباً، وحينها تبدأ ثماره بالنضج، فهي تحتاج إلى درجات حرارة مرتفعة لنضجها، وهو الموقع المرتقب لمحبي هذا النوع من الفاكهة الصيفية التي تقدم باردة على الأغلب لذلك ارتبطت بمؤشر إطفاء عطش الصيف لدى كثير من الناس».

يعتبر الصبار من أكثر الفواكه الصيفية الطبيعية فائدة، فهو خافض لضغط الدم المرتفع وسكر الدم ونسبة الكوليسترول فيه، يخفف نسبة الإحساس بالعطش في الأجواء الحارة، ويساعد على استرخاء الأعصاب ويمنح الجسم فيتامين "ب1" و"ب2" والحديد، ويعدل نسبة الحموضة في الأمعاء ومفيد للقرحة المعدية

ويتابع: «إن الإقبال على تناول وشراء هذه الثمار كبير جداً لذلك تراه منتشراً بكثرة على البسطات في أغلب الأحياء والمناطق والمدن مقشراً ومبرداً بقطع الثلج أو جاهزاً للتقشير- وهو خال من الأشواك- وهذا بالنسبة لسكان المدن أما سكان المناطق الزراعية فهم الأساس في قطاف وتوافر الصبار في الأسواق».

السيد "علي خليل" وطريقة قطاف الصبار

إذا وجود ثمار الصبار على البسطات أو في المنازل ليس الأساس لأن لقطافه بعد النضج طقوس خاصة يحدثنا عنها الجد "علي خليل" من قرية "بعمرائيل": «لدي صبارة كبيرة جداً في حقلي أحرص دوماً على مراقبة أزهار ثمارها الصفراء حتى تتحول إلى اللون البرتقالي أو الوردي دلالة على نضجها.

حيث أكون قد جهزت- المحواشة مع قصبتها- وهي قطعة معدنية اسطوانية الشكل كعلبة مشروب "الكولا" المعدنية، مفتوحة من كلا طرفيها بفتحتين مختلفتي القياس- أي قطر كل منهما مختلف عن الآخر- لتتناسب مع حجم ثمرة الصبر التي يتم إدخالها في الفتحة المناسبة ومن ثم قطافها.

المحواشة

للمحواشة طرف معدني اسطواني الشكل متوضع في منتصفها من الخارج لإدخال القصبة أو أي غصن شجرة طويل فيه، لأتمكن من قطاف الثمار البعيدة داخل الصبارة دون الاقتراب منها حرصاً على ألا تصيبني أشواكها.

بعد قطاف ثمار الصبار نضعها على التراب ونجمع بعض أغصان الغار أو الريحان أو اللوز أو الطيون البري بشكل باقة ونبدأ بتحريك الثمار بها فوق التراب، للتخلص من الأشواك الكثيفة جداً على قشرتها الخارجية ومن ثم أضعها في الكيس الورقي لتكون جاهزة للبيع أو التقشير والتناول، فأحياناً يطلب مني تقشيرها قبل بيعها».

طريقة تقشير الصبار

وعن طريقة تقشيرها وتناولها يقول السيد "محمد حاتم": «بعد تنظيف الثمرة من الأشواك تمسك من منتصفها بإصبعين فقط ونبدأ بتقطيع حوالي واحد سنتيمتر من طرفيها، ومن ثم إنشاء جرح أو شق طولاني في قشرتها الخارجية وإبعاد طرفي الشق عن بعضهما بكلتا اليدين وبحذر لإظهار اللب الأصفر منه أو الأحمر ذي الحبيبات والطعم الشهي، ومن ثم وضعها في الوعاء الزجاجي والبراد فلذتها في تناولها مبردة، حيث يشعر متناولها بالانتعاش فوراً».

وفي لقاء مع المهندسة "هبة سلهب" من مديرية زراعة "طرطوس" حدثتنا عن نبات الصبار فقالت: «إن الصبار نبات شوكي يعيش في البيئة الصحراوية شديدة الحرارة، والدلالة على ذلك شكله وتوضع أشواكه على كل من الثمار والأوراق التي لها شكل الكف العريض والكبير، إذاً هو نبات شائك جداً قد يستخدمه البعض كسياج لحقله، وبطريقة ما أدخل إلى منطقة "الساحل السوري" وتأقلم معها بشكل ممتاز حيث وجد الرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة المناسبة لنموه، لذلك نراه منتشراً بكثافة على الشريط الساحلي في التربة الخفيفة أو الكثيفة وأحياناً بين الصخور وعلى حواف الوديان».

وعن فوائده تقول: «يعتبر الصبار من أكثر الفواكه الصيفية الطبيعية فائدة، فهو خافض لضغط الدم المرتفع وسكر الدم ونسبة الكوليسترول فيه، يخفف نسبة الإحساس بالعطش في الأجواء الحارة، ويساعد على استرخاء الأعصاب ويمنح الجسم فيتامين "ب1" و"ب2" والحديد، ويعدل نسبة الحموضة في الأمعاء ومفيد للقرحة المعدية».