سمكة واسعة الانتشار في البيئة البحرية المتوسطية، تعتبر من أرخص أنواع الأسماك التي تباع في السوق السوري، لذا فالبعض يطلق عليها اسم "سمكة الشعب".
يقول الصياد "محمد سلوم" عن صيد "السمنّيس": «من مزايا سمكة "السمنّيس" أنها تعيش في المياه القريبة من الشاطئ، وتتواجد بكميات كبيرة مقارنة بغيرها قرب الشواطئ البحرية السورية، وتوجد بكثرة في المناطق قليلة العمق وحول الجزر، وفي مناطق المرافئ وقرب مصبا ت الأنهار وذلك في معظم أشهر السنة.
تطهى هذه السمكة بعدة أشكال وفي المطاعم الشعبية القديمة في جزيرة "أرواد" تختلف طريقة طهي أي نوع من الأسماك عن أي مكان آخر فهم يطهون سمكة "السمنّيس" بنفس أهل البحر، وللحقيقة تكون النكهة مختلفة تماما سواء كان الطهي "مقليا" أو عبر "الشوي"، وفي الغالب يتم قلي هذه الأسماك لصغر حجمها ولأن القلي يؤدي إلى تقليل خطورة "الحسك" داخل السمكة
يتم اصطياد "السمنّيس" بعدة أساليب بعضها خاص به، ومن أساليب اصطياده "الأقفاص والشباك والصنّارة"، حيث نضع القفص الحديدي مساء في مكان هادئ وقريب من الشاطئ ونضع فيه خبز ونوع من ورق الأشجار يسمى "زنزرخت"، وفي الصباح الباكر نستخرج "القفص" وفيه كمية جيدة من الأسماك وذلك بحسب حجم "القفص" ومكان وضعه.
كذلك نبحر بالزوارق إلى عدة مناطق داخل البحر ويشترط أن تكون قليلة العمق، وهناك ننشر شباكنا ونضع فيها نفس "الطعوم" التي نضعها في "الأقفاص الحديدية"، ومع حلول الفجر نعود إلى الشباك ونستخرج مافيها من أسماك، وهناك من يصطاد بالشبكة العادية في المياه الضحلة حيث يرمي الشبكة ويعيد جمعها خلال لحظات ليرى مايعلق فيها من أسماك، أما "الصنارة" فهي وسيلة شائعة الاستخدام في المرافئ مصبات الأنهار ويعتبر سمك "السمنّيس" أكثر من يعلق "بالصنارة"».
إن معظم مايتم بيعه في الأسواق من سمكة "السمنّيس" هو من الحجم الصغير مع العلم أن هناك أحجام كبيرة من هذه السمكة تشاهد بين وقت وآخر، إلا أنها تحتاج إلى أعماق أكبر لصيدها، كما أن قرب هذه الأسماك من الشاطئ جعلها أكثر الأسماك التي تعلق في "الصنارة" وقد يكون هذا الأمر سبب في عدم ترك فرصة لسمكة "السمنّيس" لتصبح أكبر حجما
في "سوق أسماك طرطوس" تحدث ل"eSyria" بتاريخ "27/8/2011" السيد "طه سطوف" أحد المستثمرين في السوق والذي قال: «يعتبر سمك "السمنيس" من أكثر الأنواع المباعة في السوق، كما أن اصطياد هذا النوع يتم على مدار العام لأن "السمنّيس" يعيش أساسا في المياه المتوسطية وهي سمكة شعبية رخيصة الثمن لها نوعان أحدهما لونه أبيض مائل إلى الرمادي، والنوع الثاني أبيض مع رمادي غامق في القسم الأعلى من السمكة وهو أقل انتشارا، ولسمكة "السمنّيس" جلد سميك وزعانف حادة كالإبر، في حين أن السمكة من الداخل قليلة اللحم مقارنة بغيرها من الأسماك، باستثناء الحجم الكبير منها.
مع العلم أن معظم مايتم اصطياده من هذه السمكة لايتجاوز نصف حجم راحة اليد، لكن هذه السمكة فرضت نفسها في السوق بسبب رخص ثمنها وإقبال كثير من الناس على شرائها، وأنا أعتقد أن طريقة طهي أي نوع من الأسماك هي من يحدد طعمها وإقبال الناس على تناولها».
كما التقينا مع الصياد الشاب "نبيل حسو" الذي قال عن طهي سمكة "السمنّيس":«تطهى هذه السمكة بعدة أشكال وفي المطاعم الشعبية القديمة في جزيرة "أرواد" تختلف طريقة طهي أي نوع من الأسماك عن أي مكان آخر فهم يطهون سمكة "السمنّيس" بنفس أهل البحر، وللحقيقة تكون النكهة مختلفة تماما سواء كان الطهي "مقليا" أو عبر "الشوي"، وفي الغالب يتم قلي هذه الأسماك لصغر حجمها ولأن القلي يؤدي إلى تقليل خطورة "الحسك" داخل السمكة».
وبالعودة إلى السيد "طه سطوف" يختم كلامه بالقول: «بغض النظر عن توافر "السمنّيس" فإن له موسم تزداد فيه أعداده ونهاية فصل الربيع وفصل الصيف من حيث التكاثر وإمكانية الصيد أكثر من فصل الشتاء، وأعتقد أن الأنواع الكبيرة من هذه السمكة تتواجد في أماكن أكثر عمقا لأن كل من يصطاد "السمنّيس" عادة يكون قريب من الشاطئ وباستخدام "الصنارة" على الشواطئ، لذلك هناك فرصة لصيد أسماك أكبر حجما في حال الدخول إلى المياه العميقة وفي هذه الحالة لن تختلف سمكة "السمنّيس" عن غيرها من الأنواع الأخرى في التسويق والسعر».