على ضفاف المسيلات المائية وبجوار الينابيع المنتشرة بكثافة في محافظة "طرطوس" ينمو نبات "الجرجير" الذي يعتبر صيدلية الطب الشعبي لما يملكه من فوائد غذائية يمكن الحصول عليها بمجرد تناوله بطبق من السلطة.
مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 5/2/2013 الشاب "حسان حسين" العامل في بيع الخضار في "سوق النسوان" بـ "طرطوس" ليحدثنا عن نبات "الجرجير" الذي يبيعه على "البسطة" الخاصة به: «نبات "الجرجير" الذي ابيعه هنا على البسطة هو نبات بلدي أحضره من قريتي "بسورم" التابعة لمدينة "طرطوس" حيث ينتشر على حواف المسيلات المائية المغطاة بالمياه، إضافة إلى جوار المنابع المائية، فهو نبات محب للماء كثيراً وينتشر بكثرة في أماكن توافره، وهو نبات مغذٍّ مطلوب بكثرة هنا على بسطتي، وجميع زبائني يعلمون أني أحضره كل يوم من قريتي، ففوائد نبات "الجرجير" كثيرة والبعض يقول عنه صيدلية الطب الشعبي، وهو لا يؤكل على حد علمي سوى أخضر أي غير مطهو، وفي الأغلب تزين به أطباق السلطة، أو يصنع منه طبق سلطة خاص تزينه بعض الخضار البلدية الخفيفة».
هو نبات شبه مائي بري, ينمو بجوار الينابيع والمياه الصافية الجارية, وغالباً ما يكون ساقه مغموراً بالمياه، وينمو بجوار نبات "القرة" وطعمه شبيه به, إلا أن "الجرجير" غض أكثر وبطعم أغنى وله لذعة وحرورة اليود اللذيذة، وتؤكل أوراقه خضراء مثل نبات "الرشاد"
أما السيد "أيمن بلال" خريج معهد زراعي فيقول عن هذا النبات البري: «"الجرجير" نبات بري يؤكل في منطقتنا بشكل كبير لتوافره بشكل جيد، وبعض الأهالي يقومون بتسليقه وبيعه في السوق لأصحاب البسطات لأنه مرغوب، ولهذا النبات رائحة جميلة في الليل على عكسها في النهار ولا أحد يدرك سبب هذا باعتقادي لأنها خاصية فيه تميزه عن بقية النباتات التي تنمو بجوار المسيلات المائية. ومن المفيد تسليق نبات "الجرجير" قبل أن يزهر للحصول على كامل فوائده الغذائية، وفي حين قام بالإزهار تحصل أزهاره على مختلف الخصائص الغذائية المفيدة فيه، ومن الضروري هنا تسليقه مع الأزهار للحصول على الفوائد الطبية له».
أما عن التركيبة البنيوية من حيث العناصر المغذية لنبات "الجرجير" وفوائده فيقول الصيدلاني "حسام ميهوب": «هذا النبات الرائع بتركيبته يتكون من "Etrozide" وهو مركب كبريتي آزوتي، وهي مادة خردلية المفعول والتركيبة، ومن فيتامين "C" بنسبة قليلة، وفيتامينات "E" و"A" وأملاح معدنية، ويود وكبريت وحديد وكلوروفيل وألياف وزيوت نباتية ورماد. أما فوائده فهي كثيرة ومنها أنه يساعد على إنبات الشعر وتسويد لونه ويساعد في علاج الحروق الجلدية وينقي الدم، ويمنع داء نقص فيتامين "C"، ويقي من سرطان الرئة والمري».
وفي لقاء مع الباحث "أياد السليم" تحدث عن نبات "الجرجير" الذي أكد أنه وجده بعدة مناطق في "طرطوس" وخاصة منها القريبة جداً من المسيلات المائية والينابيع التي تكثر في المحافظة وخاصة منها ينابيع "عمريت"، فأضاف: «هو نبات شبه مائي بري, ينمو بجوار الينابيع والمياه الصافية الجارية, وغالباً ما يكون ساقه مغموراً بالمياه، وينمو بجوار نبات "القرة" وطعمه شبيه به, إلا أن "الجرجير" غض أكثر وبطعم أغنى وله لذعة وحرورة اليود اللذيذة، وتؤكل أوراقه خضراء مثل نبات "الرشاد"».
ويتابع: «يقول الخبراء إن العرب عرفوا "الجرجير" ووصفوه في الطب القديم وبينوا أن أكل أوراقه الغضة وبذوره الناضجة، وكذلك شرب عصير أوراقه يعطي نشاطاً عاماً للجسم، وهو مفيد للإنسان ويدر البول ويساعد على هضم الطعام، أما بذوره وعصيره فهما يزيلان نمش البشرة، كما أنه يعمل على تنقية الدم وثبات الأسنان وتقوية اللثة ومنع نزيفها، كما يفيد في نزلات البرد والأمراض الصدرية لأنه طارد للبلغم ومسكن لآلام الروماتيزم والمفاصل. كما أنه يعالج حروق الشمس السطحية، وذلك بسحق باقة منه مع ملعقة كبيرة من زيت الزيتون ثم يصفى ويستعمل على الجزء المصاب، ويوصي الأطباء المرأة الحامل بالإقلال من تناوله لأنه يساعد على عملية الطمث، وينصح المصابين بتضخم الغدة الدرقية بالامتناع عن تناوله، كما أن الإفراط في تناوله يسبب حرقاناً بالمثانة».