يزخر الساحل السوري بنوع متميز من الأسماك من بينها سمكة "الفأر" وهي سمكة انسيابية حمراء اللون عريضة الشكل لذيذة الطعم لا تتوافر بكثرة في مياهنا البحرية رغم أنها بلدية المنشأ، تميزت ببلادتها وشكل أسنانها التي منحتها اسمها.
تعيش "سمكة الفأر" في أغلب المواقع البحرية وأهمها بحسب الصياد "خالد خليل" يوجد بحرياً في موقع "القنيطرة" جنوبي مدينة "بانياس" وموقع "سهم البحر" في بداية المدينة وموقع "الباصية" أيضاً، ويضيف السيد "خالد" ابن مدينة "بانياس" الذي التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 11/4/2013 مشيراً بالقول: «وفق المصطلحات الشعبية هنا، نقول عن سمكة "الفأر" سمكة بلدية لأنها تعيش في مواقعنا البحرية وليست مهاجرة، وهي سمكة مميزة بلونها الأحمر الفاتح وطولها المغزلي، وتصنف ضمن الأسماك المشطية لشكلها العريض.
رغم أن لحم سمكة "الفأر" لذيذ جداً فسعرها زهيد مقارنة مع بقية الأنواع الأخرى التي تعيش في ذات المراعي الرملية، وهنا تكمن اشكالية الحصول عليها من قبل محبي تناولها
يعتبر مرعى سمكة "الفأر" مرعىً رملياً ضيقاً أي إنها تبحث بين المراعي الصخرية عن مراعٍ رملية صغيرة للعيش فيها، وهذا أمر انعكس على طبيعة حياتها الاجتماعية البسيطة، فلا تعيش ضمن أسراب سمكية كبيرة أو صغيرة، وإنما تعيش بمفردها أو ضمن عدة أسماك تعد على أصابع اليدين، وهي حالة انعكست على امكانية صيدها وتوافرها في متناول الناس لتناولها كطعام، فلا تجد صياداً يفرغ نفسه أو يضيع وقت صيده من أجل الحصول على سمكة واحدة منها، علماً أنها سمكة بليدة ولا تتمتع بالكثير من الذكاء من ناحية إدراكها لخطر السنارة والشباك فتراها تعلق بسهولة بها، ما يؤدي إلى مرحلة صيد سريعة وبسيطة وسهلة».
يتابع: «رغم أن لحم سمكة "الفأر" لذيذ جداً فسعرها زهيد مقارنة مع بقية الأنواع الأخرى التي تعيش في ذات المراعي الرملية، وهنا تكمن اشكالية الحصول عليها من قبل محبي تناولها».
وعن سبب تسمية سمكة "الفأر" بهذا الاسم يذكر: «سبب تسميتها "الفأر" ليس له علاقة بالشكل طبعاً لأن شكل السمكة جميل جداً ويشبه شكل الحوت الأزرق الكبير، ولكن امتلاك هذه السمكة لأربعة أسنان حادة في مقدمة فمها بما يشبه فك أحد القوارض وهو "الفأر" الصغير هو سبب تسميتها، إضافة إلى أن هذه الأسنان تستخدمها السمكة لعض الصياد عندما يحاول الإمساك بها بعد عملية صيدها، ما يجعل الصياد حذراً جداً من تلك الأسنان».
وفي لقاء مع الصياد "محمد يحيى" تحدث عن كيفية صيد "سمكة "الفأر" بالقول: «بشكل عام تتغذى سمكة "الفأر" على العوالق البحرية الصغيرة والحلزون ما ينعكس على طبيعة لحمتها البيضاء الشهية إيجاباً، فهي تحب البروتين كثيراً ويجذبها طعم اللحم، لذلك يمكن صيدها بسهولة بوضع قطع صغيرة من "الكالماري" في السنارة ورميها بين أعماق المراعي الصخرية التي تتراوح ما بين /50-100/ متر، إضافة إلى أنها يمكن أن تعلق وحدها بشباك الصيد ذات الفتحات الصغيرة لأن حجمها ليس كبيراً وطولها لا يتجاوز الخمسة والعشرين سنتيمتراً، أضف إلى هذا يمكن اصطيادها في الليل والنهار على حد سواء».
يتابع: «وبسبب تواجد هذه السمكة بين المراعي الصخرية بحثاً عن المرعى الرملي يحتاج الصياد إلى الكثير من سنارات الصيد لزوم صيدها، لأن السنارة وبدافع من حركة المياه والأمواج تعلق بين الصخور فيضطر الصياد لسحبها بقوة مما يؤدي إلى قطعها في بعض الأحيان ووضع بديل منها».
أما الصياد "جهاد ديب" فتحدث عن طبيعة سمكة "الفأر": «تتكاثر سمكة "الفأر" بالبيض في منتصف فصل الربيع تقريباً، وتتميز الأنثى منها في مثل هذه الأيام بحجمها المتضخم بعض الشيء مقارنة مع الذكر، لاحتوائها على كمية كبيرة من البيوض، إضافة إلى أنها تكون دسمة جداً نتيجة العناية بنفسها تجهيزاً لمرحلة وضع البيض، لذلك من أفضل وجبات طهوها هي المقلية».