يتميز "البوم" بأنه من أضخم طيور الليل، وهو يسكن المغاور والخرائب وجذوع الأشجار الضخمة، ويوجد في كل مكان من عمق المدن إلى أقصى الريف.

تعيش في سورية عموماً عدة أنواع من طيور "البوم"، ويمكن إيجادها في كل مكان، ويحدثنا عن ذلك مربي الطيور "ناصر السيد" من مدينة طرطوس في حديث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 1/5/2013: «لدى طيور البوم قدرة كبيرة على التأقلم مع البيئات المختلفة، وتأخذ شكل البيئة التي تعيش فيها خاصة إذا كانت من أصل المنطقة، وتنتشر في المدن والأرياف، ومنها الأسود والأبيض، الصغير والكبير، وقد شاهدت خلال ممارستي الصيد لفترة طويلة عدة أنواع من البوم في "طرطوس"، أكثرها البومة السوداء المرقطة باللونين الأسود والرمادي، في حين توجد البومة البيضاء بأعداد قليلة. وقد صادفت خلال جولاتي في الصيد الكثير منها خاصة مع اقتراب المساء وبداية نشاطها، وأكثر الأماكن التي وجدتها فيها كانت "مقالع الصخور" المهجورة في "ريف طرطوس" والمغارات، وأشجار السنديان والبلوط في الأحراش، إضافة إلى المغارات المنتشرة بكثرة في "جبال طرطوس"، وفي بعض مناطق المدينة ذات الطابع القديم، لكن قلما نقوم نحن الصيادون باصطياد البوم لأنه يطير ليلاً، ولا فائدة من صيده، إذ لا يقتني أحد "بومة" في منزله».

يعرف الجميع تقريباً طائر البوم لوجوده في كل مكان في العالم، ولم يعد هذا الأمر كالسابق وهنا في "طرطوس" قلما أشاهدها، وهي عموماً كانت ترتبط بالأفكار السيئة التي تحصل مع الناس. وأذكر أني أمسكت مرة ببومة صغيرة ربما وقعت بالمصادفة، وهي تنقر كجميع الطيور اللاحمة، لكنها وادعة ولا تتحرك كثيراً بيد من يمسكها، وكان لونها حينذاك أبيض

تقول السيدة "أمل حنا" من مدينة "طرطوس": «يعرف الجميع تقريباً طائر البوم لوجوده في كل مكان في العالم، ولم يعد هذا الأمر كالسابق وهنا في "طرطوس" قلما أشاهدها، وهي عموماً كانت ترتبط بالأفكار السيئة التي تحصل مع الناس. وأذكر أني أمسكت مرة ببومة صغيرة ربما وقعت بالمصادفة، وهي تنقر كجميع الطيور اللاحمة، لكنها وادعة ولا تتحرك كثيراً بيد من يمسكها، وكان لونها حينذاك أبيض».

"بومة" تستريح خلال النهار

يقول الصياد "ناصر السيد": «لطائر "البوم" عدة أشكال فمنه الأبيض الناصع النادر في "طرطوس"، ومنه الرمادي المرقط بالأبيض الموجود بكثرة، وهو يتغذى على الطرائد الحية من "فئران" وغيرها من الكائنات التي تتحرك ليلاً، وكذلك الجيف حيثما وجدت، ويقضي الطائر وقتاً طويلاً في الترقب حيث يقف، كما أنه لا يطير لمسافات طويلة لأن غايته من التنقل البحث عن الطعام ومن ثمّ العودة إلى جحوره في الصخور والأشجار، ويطلق "البوم" أصواتاً شبيهة بصوت "اليمام" لكن بقوة أكثر وضخامة في الصوت خلال الليل، في حين يطلق نهاراً صوتاً شبيهاً ببعض أنواع العصافير من مكان اختبائه في الظل، و"للبوم" أحجام مختلقة فمنه الصغير الذي لا يتجاوز حجم طائر الحمام، وآخر كبير بحجم دجاجة، كما أن "للبومة" مخالب حادة ومنقار مدبب ومعقوف لتمزيق اللحم».

في الثقافة والموروث الشعبي نجد بعض الأفكار السيئة حول طائر "البوم" بغض النظر عن صحتها، ويمكن ملاحظة ورود الأفكار السيئة حول "البوم" في القصص الشعبية المكتوبة، وفي الأعمال التلفزيونية الدرامية، ما يعكس نظرة عامة حول هذا الموضوع، رغم وجود شبه اتفاق على عدم صحة كثير من أفكار الناس حول هذا الطائر الليلي، وفي ذلك يقول المدرس والباحث الاجتماعي "ماهر معلا": «إن مجمل صفات "البوم" من شكل الرأس الكبير وجحوظ العينين والصوت المزعج، وأسلوب معيشته المعتمد بكليته على حياة الليل جعله مكروها في الثقافة الشعبية، والإنسان بطبعه يخشى كائنات الليل، في نفس الوقت يميل الإنسان لحب الطائر أو العصفور كما يعرفه في النهار بالمظهر الجميل والصوت العذب لمعظم الطيور، وعلى ذلك فإن البوم مكروه بكثير من صفاته، ومن الطبيعي أن تنسج عنه قصص تتجاوز الواقع ككثير من قصص التراث الشعبي الموروث. والغريب أننا لا نجد النظرة المتعارف عليها لطائر البوم لدى المجتمعات الغربية التي تعتبره طائراً كجميع الطيور، وربما يغير كثير من الناس في مجتمعاتنا المحلية والشرقية عموماً نظرتهم "للبوم" حين يتشجعون ويمسكونه بأيديهم».

طيور "السنديان" المعمرة إحدى مساكن "البوم"
مربي الحيواناتو الطيور "ناصر السيد"