تعددت الأسماء التي حملتها سمكة "القملة" لتعدد المناطق التي تعيش فيها، لكن ارتبط جميعها بطبيعة حياتها الملاصقة للأسماك الكبيرة، التي أمنت لها الحماية من الافتراس، وتميّز لحمها بطعمه اللذيذ والغنى بالفوائد.
تعدّ سمكة "القملة" من الأسماك التي حملت العديد من الأسماء الشعبية وفقاً لطبيعة البيئة البحرية التي توجد فيها والمرهونة بتسميات الصيادين أساساً، ومن أسمائها: "اللزيقة"، و"المصيصة"، و"الريمورا"، وكلها لها دلالة على طبيعة حياتها التطفلية؛ وهذا بحسب حديث الصياد "محمود هلهل" الذي تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2017، حيث تابع قائلاً: «سمكة "القملة" من الأسماك المميزة عن غيرها في عدة أمور غريبة تفردت بها؛ فهي تمتلك في أعلى رأسها قرصاً بيضوياً أو مجساً كبير الشكل له عدة مهام، منها أنه يعمل كشفاط أو ماص للدم، إضافة إلى مهمته الأساسية وهي الالتصاق بالأسماك الكبيرة في نقاط معينة من جسدها؛ ما بين منطقتي الصدر والبطن.
شكلها مغزلي طويل، وقد يصل طولها إلى 100سم حين توفر البيئة الخصبة لها والمناخ المناسب، مع تميز بشكل رأسها المدبب الذي يغدو أكبر أجزائها حجماً
تلتصق سمكة "القملة" أو "الريمورا" بالأسماك الكبيرة الحجم بواسطة القرص البيضوي الذي يعطيها قوة التصاق كبيرة جداً، ويلاحظ وبحسب خبرتي بالصيد أنه بعد موت السمكة ووضعها من جهة هذا القرص على سطح أملس كالزجاج، فإنها تلتصق بقوة مشابهة لالتصاق الزجاج صناعياً، ويمكن اعتبار هذه إحدى مهام القرص البيضوي، بينما المهمة الأخرى له وهي الأهم لطبيعة حياة السمكة، تكمن ما بعد الالتصاق بالأسماك الكبيرة، وهي عملية التغذية وامتصاص السوائل الغنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات وغيرها، وذلك من دون أي عناء للأسماك المضيفة؛ أي إنها تحصل على عناصر غذائية نقية ومتكاملة؛ وهو ما ينعكس على طبيعة لحمها ولذته».
ويضيف: «عملية الالتصاق بالأسماك الكبيرة تؤمن لها الحماية من الأسماك المفترسة، التي تبحث عنها لفوائدها الغذائية، ومن أبرز أنواع الأسماك التي تلتصق بها: "القرش"، و"الشلف"، و"بقرة البحر"، و"السلاحف"».
وفي لقاء مع الصياد "عصام طه" قال: «سمكة "القملة" الموجودة في البحر المتوسط أغلب الأحيان تكون بلون أسود مشرب بالرمادي، شبيه بلون سمكة "السمنيس" تقريباً، وتتميز بلزوجتها العالية التي تؤمن لها عمليات انزلاق سهلة وبسيطة عند محاولة اصطيادها أو افتراسها، وهذه اللزوجة ناتجة عن إفرازات جلدية لمادة مخاطية تمنحها ملمساً ناعماً زلقاً، حتى إنه يُظن للوهلة الأولى أنها بلا حراشف، إلا أنها تمتلك حراشف صغيرة جداً».
أما الصياد والتاجر "خالد خليل"، فقد أكد أنها سمكة مهاجرة، ويظن أنها جاءت إلى البحر المتوسط عبر التصاقها بالسفن المتنقلة وأسماك القرش المتجولة بين البحار عبوراً بالبحر المتوسط، وفيما يخص شكلها قال: «شكلها مغزلي طويل، وقد يصل طولها إلى 100سم حين توفر البيئة الخصبة لها والمناخ المناسب، مع تميز بشكل رأسها المدبب الذي يغدو أكبر أجزائها حجماً».
ويتابع "خالد": «نتيجة طبيعة غذائها يعدّ لحمها لذيذاً جداً، ويفضلها الكثيرون من الصيادين، كما أنها ذات لون فاتح وحسك خفيف، وهي مشبعة بالعناصر الغذائية؛ وهو ما يجعل لها زبائنها الذين يبحثون عنها في مزادات بيع السمك، كما أنها تعلق بالشباك من دون عناء مع بقية الأسماك».
وعن طريقة طهو سمكة "الريمورا"، قال: «بحسب خبرتي بالسمك أرى أن أفضل طريقة لطهوها هي الشواء؛ لكون لحمها طرياً ودسماً؛ أي غير جاف كما هو لحم "البلميدا"؛ وهو ما يجعلها تنضج بطريقة مثالية، ويأتي طهوها بالفرن كسمكة حرة بالمرتبة الثانية، أما قليها بالزيت، فيأتي بالمرتبة الثالثة، وفي أغلب الأحيان لا يتناولها محبوها إلا مشوية».