على بعد /12/كم من مدينة "طرطوس" تقع قرية "بيت باسط" في منطقة منبسطة وسط الجبال المحيطة، هي قرية صغيرة تتبع لبلدية "النقيب" حيث تبدو للوهلة الأولى وكأنها امتداد لقرية "النقيب" من خلال اتصال المناطق السكنية ببعضها على طول الطريق المؤدي للقرية.
موقع "eSyria" بحث على معنى اسم القرية وماضيها، والتقى بتاريح "30/11/2010" الشيخ المُعمّر "علي باسط" الذي تحدث عن معنى اسم القرية بالقول: «يعود اسم قرية "بيت باسط" إلى جدي الثالث "باسط" وهو من قرية "الحكمية" التابعة لمدينة "القرداحة" في محافظة "اللاذقية"، وجاء إلى هذه المنطقة وسكن فيها، وحالياً نشكل نحن أحفاده مايسمى بقرية "بيت باسط" المسماة على اسمه، وقد وصل عدد سكان القرية إلى /1000/ نسمة، والذي أكد كلامي هذا أني كنت في شبابي تاجر مواشي أجوب منطقة جبال الساحل وعند مروري بقرية "الحكمية" علمت بعد التعرف على بعض أهلها المعمرين أن هناك أراضي جبلية قرب القرية تسمى "مرج باسط" وأنها تعود إلى أحد أجدادنا ويسمى "محمد باسط"».
موقع قريتنا سياحي وواعد جداً في هذا المجال كون القرية مشرفة على قسم كبير من مدينة "طرطوس" وعلى سهل "عكار"
وخلال حديثنا مع الشيخ "علي باسط" لاحظنا مدى الاختلاف بين أيام شبابه والآن من حيث حياة الناس وأسلوب معيشتهم، وعن هذا الجانب حدثنا بقوله: «كنت سابقاً أجوب منطقة جبال الساحل وصولاً إلى مدن"جبلة والقرداحة ومصياف" سيراً على الأقدام وإذا كُرّمنا كنا نركب الحمار، أما الآن فلا داعي للمقارنة، وقد عملت بتجارة المواشي في الماضي، وفي أحد المرات، اشتريت /35/ غنزة و/7/ بقرات بـ/1000/ ل.س، ومرة أخرى /23/ بقرة بليرة سورية من الفضة، وكان هذا في أواخر فترة الاحتلال الفرنسي لسورية، وفي تلك الفترة كنا نتعامل "بالليرة الفضية" و"الليرة الذهبية" التي تساوي خمس ليرات فضة و"القروش والفرنكات".
ولعل أكثر شيء اختلف هو سقوط المطر فقد كان الهطول يستمر لشهر وكمية المطر أربعة أضعاف ماهو موجود حالياً، أما نهر "الغمقة" القريب من قريتنا فلم يكن ليجف والآن يسيل شهرين في السنة».
وللحديث أكثر عن القرية وأحوالها التقى موقع "eSyria" بمختار قرية "بيت باسط" السيد "محمد عبد الحميد باسط" الذي تحدث عن قريته بالقول: «قرية "بيت باسط" صغيرة الحجم مقارنة بالقرى المجاورة لها، وهي تقع على ربوة تتوسط عدة جبال محيطة بها، كما تحيط بها قرى "المشرفة والنقيب وبيت الجبل"، وتبعد عن مدينة "طرطوس" /12/ كم عبر طريق "النقيب بيت باسط"، وتتميز بكون جميع أهلها أقرباء ويعودون لجد واحد، وقد أحدث هذا الأمر مشكلة كبيرة حين تشابهت اسماء الناس وآبائهم وأمهاتهم فكان الحل بتغيير البعض لكنيتهم منعاً للتشابه.
أما عن زراعات القرية أشجارها فنحن نزرع "اللوز والحمضيات" و"الزيتون" بنسبة أكبر، ونزرع محاصيل موسمية عديدة أهمها "القمح والفول والبازلاء" ونبتة "الباقية" المخصصة كغذاء للحيوانات، ولاتزال في القرية بعض التشكيلات "الصنوبرية" في الأحراش القريبة إضافة "للسنديان والقطلب"».
يضيف المختار "محمد باسط" في نهاية كلامه قائلاً: «موقع قريتنا سياحي وواعد جداً في هذا المجال كون القرية مشرفة على قسم كبير من مدينة "طرطوس" وعلى سهل "عكار"».
أما لقائنا الأخير فكان مع الأستاذ "همام باسط" وهو أستاذ في مادة التاريخ والذي قال لنا: «قريتنا ليست من القرى القديمة في تكوينها وفكرة أننا نعود بنسبنا لجد واحد هي صحيحة مع إمكانية تقديم وتأخير بعض الاسماء والتواريخ لعدم وجود شيء مدون على الورق في حين بقيت الذاكرة والأرض أفضل سجلّ للتاريخ، والقرية مقسمة إلى عدة حارات وهي حارة "الموشة" من منتصف القرية باتجاه الغرب، والحارة "التحتانية" وهي منتصف القرية، والحارة "الفوقانية" وهي من المنتصف باتجاه أعلى الجبل، كذلك حارتي "الدقرة والجدار"، وفي قريتنا عدد كبير من المتعلمين الذين تصل نسبتهم إلى/90%/ في حين أن الجامعيين يشكلون /75%/ من أهل القرية لذا تجد أن معظمنا موظفين، ليبتعد بالتالي العديد منا عن العمل الزراعي، ومن يعملون في الزراعة فإن قسم كبير يختص بتقليم الأشجار وشكّلنا لذلك ورشات تقليم تجوب السهول الساحلية لتقليم أشجار الحمضيات، رغم أن تاريخ القرية يذكر أن معظم أهلها كانوا تجار مواشي في منطقة الساحل لكن هذه التجارة انتهت الآن وانتقل الناس إلى مهن أخرى».