على الخرائط هما قريتان منفصلتان، لكن على أرض الواقع هما قرية واحدة لها مختار واحد، وجمعية فلاحية واحدة، ويجمع أهلهما واقع واحد مشترك.

في زيارة لقرية "جدّيتَه" التقى "eSyria" مختار قريتي "جدّيته وبيت جحي" السيد "بسام عطية" وذلك بتاريخ "12/11/2011" والذي قال: «القريتان متجاورتان منذ مئات السنين أي منذ تكونتا، وقد تم الاتفاق على وضع مختار واحد بالإضافة لقرية "البرغلية" لصغر حجمها، حيث تتبادل القريتان المخترة بالتساوي، وفي سجل القيد المدني تجتمع القريتان باسم "جدّيته"، وفي التطور الذي أصاب المنطقة في السنين الماضية اتصلت القريتان معاً عبر الاستثمارات العمرانية، عدا اتصالهما البشري على مدى تاريخ وجودهما».

التعليم في قريتي "بيت جحي وجديته" ممتاز وهناك نسبة كبيرة من المتعلمين، وفي القرية مدرستان للتعليم الأساسي، في حين أن الطلاب ينتقلون في المرحلة الثانوية إلى "ثانوية الشيخ سعد"، علما أن المخطط التنظيمي سيشهد بناء مدرستين جديدتين إحداهما للتعليم الثانوي

يتابع السيد "بسام عطية": «تتوضع القريتان كشريط طولاني على قمة هضبة مطلة على مدينة "طرطوس" حتى مدينة "طرابلس" في "لبنان"، وعلى هذه الهضبة تتوضع قرية "بيت جحي" من جهة الشرق، في حين أن "جدّيتة" توجد غربها، وأراضي القرية ملاصقة لأراضي مدينة "طرطوس" التي تحدها غربا، أما قرية "الجوبة" فتحد قرية "بيت جحي" من الشرق، وقرية "الشيخ سعد" تحدهما من جهة الشمال، في حين قرية "الخريبات" تحدهما من "الجنوب"، واسقبولي من الشمال الشرقي».

امتداد قريتي "بيت جحي وجديته" على هضبة واحدة مشرفة على مدينة "طرطوس

تبعد قرية "جديته" عن مدينة "طرطوس" مسافة 2 كم كخط نظر، في حين أن الطريق الواصل إلى قرية "بيت جحي – جديته" يبعد 4 كم، عبر طريق "طرطوس – الشيخ سعد" ثم مفرق "بيت جحي".

يقول الأستاذ "حسين بلقيس" مدرس لغة عربية من قرية "جديتي": «يعود تاريخ قرية "بيت جحي" إلى 200 سنة كما هو مكتوب على بعض القبور القديمة في القرية، كما أن فيها عائلة قديمة تحمل كنية "جحي" وربما سميت القرية على اسمها، أما قرية "جديته" فهي أقدم من ذلك ويعود وجودها إلى 400 عام كما ورد أيضا على دلالات بعض القبور، لكن معنى اسمها لم أجد له تفسيراً منطقياً، وفي داخل قرية "بيت جحي" نجد عدة حارات هي "البياض، جب المرج، جب الراس، الرويسة" أما "جديته" فهي اسم واحد دون أي تقسيم».

الأستاذ محمد الخطيب وهو يراجع معنا ذكريات قريته

يتابع الأستاذ "حسين": «تتبع قريتا "بيت جحي وجديته" لبلدية "الشيخ سعد" وقد تأثرت القريتان بالنهضة العمرانية التي تشهدها المنطقة المحيطة بهما والقريبة من مدينة "طرطوس"، ما حدا بالناس إلى استثمار إمكانات الموقع المميز لمنطقتهم وبناء المحاضر السكنية والمحلات التجارية، وهذه الحركة لاتزال في مرحلة أولية وسنشهد في المستقبل القريب تغير معالم المنطقة مع التوسع السكاني السريع فيها».

يظهر على قريتي "جديته – بيت جحي" التمازج بين الماضي والحاضر بين البيوت القديمة والأبنية الطابقية الحديثة، مع ظهور بدايات الغلبة للتطور الحديث على كافة معالم القريتين، والذي انعكس بدوره على حياة أهل المنطقة عموما وفي كافة الجوانب.

قريتي "بيت جحي وجديته"

في لقاء آخر مع الأستاذ "محمد الخطيب" موظف من قرية "بيت جحي"، يقول عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قريته: «يتوزع سكان قريتي "بيت جحي وجديته" بين العمل الزراعي والتجاري، في حين يوجد العديد من المغتربين في "فنزويلا"، ومع التطور العمراني وظهور المخطط التنظيمي لجأ كثير من الناس إلى الاستثمار في البناء، كما تحول المزارعون إلى الزراعات المحمية مع بعض العاملين في زراعة الحمضيات».

يضيف الأستاذ "محمد الخطيب": «التعليم في قريتي "بيت جحي وجديته" ممتاز وهناك نسبة كبيرة من المتعلمين، وفي القرية مدرستان للتعليم الأساسي، في حين أن الطلاب ينتقلون في المرحلة الثانوية إلى "ثانوية الشيخ سعد"، علما أن المخطط التنظيمي سيشهد بناء مدرستين جديدتين إحداهما للتعليم الثانوي».

أما التغير الذي أصاب القريتين فيقول عنه الأستاذ: «أنا أمارس الرسم كهواية منذ طفولتي لذا فقط وثقت في كثير من الرسوم شكل قريتي وحاراتها، والتي أصبحت اليوم ذكرى جميلة لواقع غير موجود، فالقرية حتى منتصف السبعينيات كانت لاتزال بيوتها من التراب، وبعدد قليل جدا من السكان، أما بالنسبة للتعليم فمنذ ستينيات القرن الماضي كانت كانت هناك مدرسة صغيرة يعود لها الفضل في تعليم كثير من أبناء القرية وأنا من بينهم».

ختاما يقول المختار "بسام عطية": «الطريق الذي تقع عليه قريتي "جديته وبيت جحي" مهم جدا خاصة للمتجهين إلى مدينة "الدريكيش" وكثير من القرى الأخرى، لكن هذا الطريق ينقصه جسر يقطع الطريق الدولي "دمشق اللاذقية" ويتصل بشوارع "طرطوس" الرئيسية، لأن هذا الطريق يختصر مسافة طويلة ويعطي للمنطقة حياة جديدة، مقترنة بما تشهده من تطور عمراني».