زهر الربيع يغطي "طرطوس"... حيث يمكن لأي شخص ملاحظة الأنواع الأكثر انتشاراً أينما تجول وخصوصا تلك التي تحتضن الروائح العطرية منها "الحمضيات" و"اللوز"...
ولا تقتصر فوائد هذه الأزهار على الجمال البصري فحسب، بل إن ربات البيوت والمزارعين راحوا يستخلصون فوائد أخرى إضافية تخبرنا عنها السيّدة "عليا أبورز"، والتي بدأت حديثها عن زهر الليمون: «أستخدم زهرة الليمون وحصراً بعد نضوج الزهرة حيث تكون أجزاؤها جاهزة للسقوط عند ظهور حبّة الليمون الصغيرة داخلها، والحكمة من هذا عدم قطف الزهرة وبالتالي خسارة ثمرة الليمون، فأقوم بجمع عدّة زهرات ووضعها في كأس "المتّة" لإضفاء نكهة شهية على الطعم، وأحياناً أغلي أزهار الليمون مع كأس من الشاي بما يعادل عشر زهرات لإبريق شاي صغير لأن زهور الليمون تُهدّئ الأعصاب وتُشعر بالراحة، وأعلم أيضاً أنها تُصنع كمربّى لكنّي لم أجرّب ذلك، فأنا أقوم بصناعة عصير الليمون الطبيعي بطريقة أخزّنه بها عدّة شهور فأقوم بعصر الثمرة مع قشرتها وأضع كيلوغرام سكّر لكل كيلوغرام عصير وأحرّك المزيج مراراً حتّى يذوب السكّر نهائيا فأضعه في زجاجات محكمة الإغلاق حتّى فصل الصيف، وعندها نضع القليل من الشراب ونمدّه بالماء بسبب كثافة المادّة المعصورة والحلاوة الزائدة من السكّر وأفضّل ليمون "الزفّير" وهو برتقال مُرّ يوجد في البريّة».
فوائد زهر الليمون تكون مجدية من ناحية من نزلات البرد وبعض أنواع السعال والرشح غير المزمن، وهي بالنهاية من مكونات الطبيعة ولا بأس من استخدامها ضمن الحدود
وللأسف لم نجد في طرطوس من يستخدم الأساليب السابقة على المستوى التجاري بدل شراء تراخيص المشروبات من الدول الأجنبية لصناعة المشروبات المختلفة، هذا عدا الفائدة في تسويق المنتج المحلّي وتحسين الدخل، وتأكيداً لأهمية الموضوع حسبما شاهدنا من لقائنا بالمهتمين بهذا المجال استقبلتنا السيّدة "منى محمّد" في منزلها وهي مدرّسة ومن أكثر المهتمّين بالطبيعة وخيراتها حيث تجد فيها علاجاً للكثير من العلل والمشاكل الصحية «أقوم باستخدام مكوّنات الطبيعة بكثير من الأشكال والخلطات، أمّا إذا أردتم الحديث عن أزهار الليمون فأنا أستخدمها بجميع أشكالها وحسب ما يتوافر لي من مكوّناتها فالسكن في المدينة يُبعد الإنسان أحيانا من بيئته الحقيقية، فلأزهار الليمون نكهة خاصّة على الحلويات حيث تتحوّل إلى مُربّى الليمون ويكون حظّه وافراً من يحصل على كميّة معقولة من الأزهار لصنع مربّى يكفي لتناوله مباشرة، وإليكم طريقته: تجمع الأزهار طازجة ثمَّ تُنقّى من كأس الزهرة وهو المنطقة المخصصة للتكاثر في الزهرة والتي تحتوي على غبار الطلع وتُغسل بالماء البارد لإزالة الطعم المرّ من الزهرة، ثمّ أضيف نصف كيلوغرام سكّر مع كميّة ماء تعادل فنجان قهوة ورشّة ملح ليمون صغيرة بالملعقة مع أوقية زهر، أضيف الزهور الى الماء الممزوج بالسكّر بعد غليانه ويحرّك على نار هادئة لفترة قصيرة وقبل رفع الوعاء عن النار بخمس دقائق أضيف ملعقة صغيرة من الصبغة الغذائية وهي الحمراء عادة إلى الوعاء ثمّ أطفئ النار وأترك المزيج حتّى يبرد وأعبّئهُ في علبة صغيرة لاستخدامه على الحلويات بمسح سطحها بالمزيج وهو يعطي نكهة عطرية مميزة جداً، أو أستخدمه بالتناول مباشرةً إذا كانت كميته كافية كما أسلفت.
ويمكن استخدام زهر الحمضيات بأصنافها لنضارة البشرة وجمالها حيث يُنقع الزهر بالماء لفترة قصيرة، وتُضاف بعدها الى كأس ماء منه ملعقة عسل صغيرة مع ملعقة نشاء ويُخلط المزيج جيّدا ثمّ يوضع على الوجه لربع سلعة وستكون نتائجه مُفرحة لقلوب السّيدات، واستخدمه بشكل متكرر للوقاية من نزلات البرد والأمراض الصدرية بغليه مع قشر التفّاح اليابس وشربه ساخناً».
من جانب آخر تقول الدكتورة "فاطمة بلال": «فوائد زهر الليمون تكون مجدية من ناحية من نزلات البرد وبعض أنواع السعال والرشح غير المزمن، وهي بالنهاية من مكونات الطبيعة ولا بأس من استخدامها ضمن الحدود».