على قمة جبل صخري مطل على البحر بين أحضان سلسلة الجبال الساحلية وعلى بعد

(85) كيلومتر عن "طرطوس"، وحوالي (20) كيلو متر إلى جهة الشمال الغربي عن قلعة "القدموس" وإلى الشرق من "وادي جهنم" تقع قلعة "العليقة"، وهي إحدى القلاع الأثرية المنسية في مدينة "بانياس" الساحلية التي تنتظر الاهتمام والدعم لتصبح كغيرها من القلاع السورية رمزاً للحضارة العريقة التي سكنت بلادنا.

تتميز قلعة "العليقة" عن غيرها من قلاع العالم بأنها مبنية على صخرة واحدة مساحتها 18دونماً ذات شكل دائري بيضوي تكثر فيها أشجار الجوز والتين والعنب والرمان، وهي تطل على البحر وترتفع حوالي 815 متر عن سطحه، وسميت "العليقة" لكثرة نبات "العليق" فيها وهو نبات أخضر ينبت بكثافة بين حجارة القلعة كأنه يربطها "يعلقها" ببعضها البعض، ويقال أن الصخرة التي بنيت عليها القلعة هي امتداد لجبل تم فصله باليد العاملة ومازالت جهتي الجبل الذي تم فصله واضحتين حتى الآن، وتحيط بالقلعة الوديان من كافة الجهات وتبدو كأنها معلقة في السماء وقد سكنها أهالي قرية "العليقة" المجاورة للقلعة فترة من الزمن إلى أن وضعت الآثار يدها عليها في العام 1980 ولم تزل على حالها منذ ذلك الحين، حتى أن بعض حجارتها بدأت بالانفصال عن الصخرة الرئيسية والسقوط بفعل العوامل الجوية

وللتعرف أكثر على هذا المعلم الأثري التقى eTartus بتاريخ 10/10/2008 الأستاذ "علي حسون" مدير مدرسة "العليقة" للتعليم الأساسي الذي قدم لنا وصفاً دقيقاً للقلعة التي غابت عنها عين الرعاية والاهتمام فقال: «تتميز قلعة "العليقة" عن غيرها من قلاع العالم بأنها مبنية على صخرة واحدة مساحتها 18دونماً ذات شكل دائري بيضوي تكثر فيها أشجار الجوز والتين والعنب والرمان، وهي تطل على البحر وترتفع حوالي 815 متر عن سطحه، وسميت "العليقة" لكثرة نبات "العليق" فيها وهو نبات أخضر ينبت بكثافة بين حجارة القلعة كأنه يربطها "يعلقها" ببعضها البعض، ويقال أن الصخرة التي بنيت عليها القلعة هي امتداد لجبل تم فصله باليد العاملة ومازالت جهتي الجبل الذي تم فصله واضحتين حتى الآن، وتحيط بالقلعة الوديان من كافة الجهات وتبدو كأنها معلقة في السماء وقد سكنها أهالي قرية "العليقة" المجاورة للقلعة فترة من الزمن إلى أن وضعت الآثار يدها عليها في العام 1980 ولم تزل على حالها منذ ذلك الحين، حتى أن بعض حجارتها بدأت بالانفصال عن الصخرة الرئيسية والسقوط بفعل العوامل الجوية».

الباب الرئيسي

وخلال زيارتنا القلعة برفقة السيد "حسون" الذي شرح لنا أقسامها ودلالات ما بقي من أجزائها المتهدمة في معظمها علمنا أن القلعة رممت في عهد الملك "سنقر" أحد قادة الجيش العثماني، وأن لها مدخل وحيد لا يمكن لأي كان دخولها إلا من خلاله حيث كان يقف الحراس على الباب الرئيسي ويتصلون من خلال إشارة متفق عليها بالملك أو أعوانه من خلال فتحة موجودة في سقف المدخل في حال وجود زائرين أو وجود أخطار خارجية. وللقلعة سوران أحدهما ضمن الآخر وبهذا تصبح القلعة ضمن قلعة حيث تتوزع الأبراج والقناطر عليها إلا أن جزءاً منها تهدم عبر الأزمنة، وكانت بوابتها الرئيسية واضحة المعالم حتى وقت قريب. وتحوي القلعة جامعاً تهدمت جدرانه فلم يبق منه سوى الأقواس المتقاطعة مع بعضها وهي تستند على دعائم بجانبه بئر ماء أخرى محفورة في الصخر ويتسع على شكل مخروطي، كما يوجد بئر ماء أخرى محفورة بالصخر على مقربة من الحمام ويعتبر الحمام من أهم المعالم الأثرية في القلعة ويقع في الجهة الغربية ما بين السور الثاني والأول ولكن يصعب النزول إليه لأن البوابة الرئيسية شبه مسدودة بسبب الأشواك البرية، كما تحتوي القلعة على جدار لقصر متهدم يروى أنه كان قصر "بنت الملك" ويتميز بنوافذه الضيقة من الخارج والواسعة من الداخل والتي كانت تستعمل للأغراض الدفاعية أثناء الحروب.

وروى السيد "حسون" كيف وقع أحد السكان الذين كانوا يسكنون القلعة أثناء قيامه بحراثة الأرض في القلعة ليكتشف تحت الأرض التي يحرثها مجموعة من الغرف يمكن أن تكون قد استخدمت كملاجئ أو مستودعات أو للسكن.

السيد علي حسون

ونوه السيد "حسون" إلى وجود عدد كبير من المنازل داخل القلعة وخاصة داخل السور الداخلي وبعضها لم يبق منه سوى الأساس الحجري؛ وبعضه زال؛ وبعضه قائم يدل على الإنشاء واستعمال الحجارة في البناء وهي حجارة مختلفة الأحجام تصف على شكل "مداميك" لتشكل الجدران التي تكثر فيها الفجوات التي تستخدم لأغراض منزلية إضافة إلى التسقيف على شكل قبوات اسطوانية لمقاومة قوى الضغط، وتأخذ القلعة شكل "الأكروبول" حيث نجد التدرج في الارتفاع ويتوضع في القسم الملكي وحوله المنازل وتتدرج بانخفاض حتى السور الخارجي الذي يحتوي كثيراً على الأبراج الدفاعية التي تساهم في تقوية السور الذي يرتفع بحيث تحيط به الوديان من معظم الجوانب لتبدو وكأنها قلعة معلقة تسبح في الفضاء، ويقال أنه كان يتم التواصل بين القلاع الثلاث في الساحل السوري "المرقب"- "القدموس"- "العليقة" من خلال الشهب النارية كونها مطلة على بعضها البعض حيث تتمركز القلاع الثلاث على قمم جبلية متقابلة في المحافظة.

وختم السيد "حسون" بالتأكيد على ضرورة حماية القلعة من التحديات وأن تنظر الجهات المعنية بعين الاهتمام والرعاية لهذا المعلم الحضاري الذي يمثل جزءاً من حضارة عربية عريقة.

بقايا منازل