تعتبر قلعة "أرواد" من أهم القلاع التاريخية التي تشغل المنطقة الوسطى من جزيرة "أرواد" الجزيرة الوحيدة المأهولة بالسكان، وتقع في أعلى مكان فيها، وقد بنيت بشكل يتناسب مع ضرورات الحياة البحرية والحربية في الزمن القديم.

ويعتقد أهالي جزيرة "أرواد" أن القلعة ساهمت في حماية الجزيرة أثناء الحروب والغزوات التي كانت تجري في الزمن القديم، وذلك من خلال ملاحظتهم لطريقة بنائها، التي يوضحها لموقع eSyria السيد "محمد سليمان" مختار جزيرة "أرواد"، حيث يقول: «تقوم القلعة على صخرة طبيعية، يتم الدخول إليها عبر درج جانبي لضرورة حربية، ينتهي بباب ينفتح على بهو، يوجد على يمينه سلم حجري ضيق يصل إلى السطح، ويؤدي البهو إلى ساحة تحيط بها غرف تحتوي مواقد للتدفئة، وبعضها يحتوي آبار ماء تتجمع فيها مياه الأمطار بواسطة مزاريب "قنوات"، ويزيد في تحصينها أربعة أبراج تتوزع على جدرانها الشرفات ومرامي النبال والمسننات الحجرية والمحاريق، وقد خصص البرج الجنوبي الغربي كمنارة بحرية لهداية السفن».

جعل المستعمر من قلعة "أرواد" ثكنة للجنود، واتخذوا من بعض غرفها سجوناً وأماكن تعذيب ونفي، وضمت في رحابها سجناء قارعوا الاستعمار وناضلوا ضده وتركوا ذكريات على جدرانها، وحملت بذلك اسم معقل الأحرار عن جدارة

وللضرورات الأمنية والدفاعية نلاحظ في بناء القلعة ميزات أخرى كثيرة، يقول عنها: «تتميز قلعة "أرواد" بسماكة جدرانها التي تتجاوز المتر من الحجر، ويوجد في بعض غرفها نوافذ مطلة ذات أقواس، كما تتميز بقلة زخارفها الفنية، لأنها أخذت الطابع الدفاعي الجاد ماعدا غرفة العرش الموجودة في الطابق العلوي، وفيها نافذتان على الناحية الشرقية تطلان على البحر ومدينة "طرطوس"، ونافذتان أخريان على الناحية الغربية، تطلان على الفناء الداخلي للقلعة والبحر أيضاً، كما يوجد في الطابق العلوي باب للهروب، ينفتح على درج وفي تسقيف هذا الدرج ميل شديد نحو الأسفل حتى لا يكاد الشخص يرى شيئاً إن لم يكن يعلم بوجود الدرج، ويمكن ملاحظة العديد من الأدراج التي تصل بين مناسيب السطح المختلفة وكلها أدراج حجرية».

المختار "محمد سليمان"

وتدل بعض الغرف على انه تم استخدام القلعة كسجن، هذا ما وضحه السيد "علي نجم" رئيس مجلس بلدية "أرواد" بقوله: «يوجد في القلعة سجنان أحدهما غربي ويستخدم كسجن إفرادي، وآخر شرقي يصل بين طابقيه الأرضي والعلوي درج حجري يتم الوصول إليه في جو من الرهبة والخوف عند دخوله من تحت الباب المنخفض والمعتم، ثم يتم الدخول إلى غرفة صغيرة لا يوجد فيها سوى نافذة واحدة صغيرة تطل على القسم السفلي من السجن، بحيث يمكن للسجناء أن يروا السجناء الآخرين في غرف التعذيب».

أقسام وغرف خصصت للتعذيب وأخرى للترفيه عن الجنود، وهنا يقول: «يدل وجود المصطبة المرتفعة في القلعة إضافة إلى بعض الأركان الداخلية المتعددة حول هذه المصطبة، على أن هذا القسم كان يستخدم للترفيه عن الجنود، بإقامة بعض العروض المسرحية للملك، واستخدام هذه الأركان الداخلية ككواليس للمسرح الصغير».

الأستاذ "علي نجم"

وعلى جدار القلعة الداخلية طبعت ذكريات سجناء حاربوا الاستعمار وناضلوا في سبيل الحرية هذا ما دعا لتسمية القلعة بمعقل الأحرار وهنا يقول السيد "محمد حسين" رئيس جمعية الصيادين في الجزيرة: «جعل المستعمر من قلعة "أرواد" ثكنة للجنود، واتخذوا من بعض غرفها سجوناً وأماكن تعذيب ونفي، وضمت في رحابها سجناء قارعوا الاستعمار وناضلوا ضده وتركوا ذكريات على جدرانها، وحملت بذلك اسم معقل الأحرار عن جدارة».

ولتبقى القلعة سجل الجزيرة الذهبي، تم إجراء العديد من الترميمات فيها، يوضحها المهندس " مروان حسن" رئيس دائرة آثار "طرطوس" بقوله: «أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف في القلعة الكثير من الترميمات لتظهرها بالمظهر اللائق، وجعلت منها متحفاً محلياً خاصاً، ليكون بمثابة السجل الذهبي للجزيرة، ويضم في أرجائه مجموعة من المرجان بأنواعه المختلفة "الدماغي" و"الشجري"، ومجموعة جميلة من أصفاد "فينوس" ومجموعة آثار، والموانئ القديمة والأماكن التي كانت تابعة للجزيرة، إضافة إلى نماذج من المراكب الشراعية التي كانت تستعمل حتى عهد قريب، وطرق صيد السمك والإسفنج، ولوحة مجسمة لسفينة فينيقية، وتماثيل وجدت في "أرواد" والمناطق التابعة لها».

المهندس "مروان حسن"