«طموحاتي دائماً منذ تشكل وعيي الأول، هي أن أرى بلدي مزدهراً، وذا شأن عظيم، وبالتالي فإن أي شخص يحقق لي هذه الطموحات، فأنا سأشاركه العمل».
هذا ما ذكره الدكتور "قاسم مقداد" المؤلف والباحث والمفكر الذي التقاه موقع eDaraa بتاريخ 1/1/2008 ليحدثنا عن مشواره مع دراسة اللغة الفرنسية وآدابها حيث قال لنا: «اتجهت لدراسة الأدب الفرنسي، بعد تسجيلي في كلية الطب البشري في "حلب" لمدة شهر، عدت بعدها إلى جامعة "دمشق" وسجلت في قسم اللغة الفرنسية، ولدى التحاقي في القسم فوجئت لكوني ابن قرية، بالمستوى العالي للطلاب، والذين كان أغلبهم من أبناء الطبقة الغنية فقررت المغامرة مرة أخرى، والسفر إلى فرنسا وكان ذلك عام /1970/م لتعلم اللغة الفرنسية، بالرغم من معارضة جميع أفراد أسرتي، وبقيت في فرنسا ثلاث سنوات لكن في السنة الأخيرة، وقبل أن أحصل على الإجازة في اللغة الفرنسية، أتيت في إجازة إلى سورية، ولم أتمكن من العودة إلى فرنسا فاضطررت لإكمال دراستي في جامعة "دمشق" /1974 – 1975/، وكان السبب في عدم قدرتي للعودة، هو صدور قرار يسمح بدراسة الفروع العلمية فقط في الجامعات الفرنسية.
قريتي و"درعا" تمثلان لي الذاكرة، بمعنى أنني أراهما بذاكرتي الحقيقية أكثر مما هي عليه الآن، وكنت دائماً أقول لا تهدموا البيوت القديمة أبداً
وفي عام /1978/م درست كمعيد في جامعة "دمشق"، سافرت بعدها عام /1979/م إلى فرنسا في بعثة دراسية، وحصلت على الدكتوراه الأولى في علوم اللغة الفرنسية، ثم الدكتوراه الثانية في نفس الاختصاص/1987/م انتهيت من الدراسة وعدت إلى "دمشق" بعد /15/ عاماً، لكنني أوفدت إلى فرنسا من جديد مكلفاً بإدارة المركز الثقافي السوري في باريس».
ويضيف الدكتور "قاسم": «سبب توجهي لدراسة الأدب الفرنسي، في فترة كان تدريسها محدوداً على مستوى القطر، لكوني كنت مطلعاً منذ صغري على ما ترجم من الأدب الفرنسي إلى الأدب العربي، وبالتالي تأثرت بالأدب والشعر الفرنسي والثورة الفرنسية، وما ترجم في تلك الأيام من روايات بالرغم من قلة تلك الترجمات، فقررت دراسة الأدب الفرنسي عن رغبة راودتني منذ الطفولة. الخبرة التي حصلت عليها من خلال ترؤسي للمركز الثقافي السوري في فرنسا، تلخصت في عدة أمور منها، الحوار وهو أن تعرف كيف تحاور الآخر وأن تفتح معه نوافذ للحوار، لأن الآخر لا يمكن أن يكون بعيداً عنك مئة بالمئة، وتعلمت أن أكون صبوراً في التعامل مع الآخرين، وأن أبحث عن نقاط الخير والجانب الإيجابي في الإنسان، ونقاط التلاقي مع الآخر. تعلمت أن الإنسان كلما تعرف على شيء ازداد جهله، وأن أكون موضوعياً في الإدارة بحيث لا أكون عاطفياً ولا مستبداً».
وينهي الدكتور "قاسم" حديثه عن الرابط الذي يربطه بمحافظة "درعا" وبقريته "غصم" فيقول: «قريتي و"درعا" تمثلان لي الذاكرة، بمعنى أنني أراهما بذاكرتي الحقيقية أكثر مما هي عليه الآن، وكنت دائماً أقول لا تهدموا البيوت القديمة أبداً».
ومن الجدير بالذكر أن الدكتور "قاسم مقداد" مواليد قرية "غصم" عام /1951/م تلقى علومه الابتدائية في مدرسة القرية، والإعدادية والثانوية في مدارس مدينة "درعا". وهو متزوج ولديه ثلاثة أولاد "اقنيا - يزيد – سوار".
شغل العديد من المهام الإدارية والسياسية منها عضو قيادة منظمة فرنسا لحزب البعث الاشتراكي- وعضو مؤسس في اتحاد المترجمين العرب- عضو في قاموس الإعلام التابع لجامعة الدول العربية - عضو مكتب تنفيذي في اتحاد الكتاب العرب. مسؤول تحرير عدة دوريات قبل سفره إلى الخارج ومنها الموقف الأدبي- الآداب الأجنبية- أمين تحرير مجلة الفكر السياسي- محرر أسبوعي لزاوية حديث الصباح في جريد البعث لمدة خمس سنوات- معد برامج باللغة الفرنسية في القناة الثانية لمدة سنتين.
والمهام الإدارية: رئيس قسم اللغة الفرنسية في جامعة "دمشق" لمدة سنتين- مدير للتأليف والترجمة في وزارة الثقافة، وأخيراً مديراً للمركز الثقافي السوري في فرنسا- ومنذ ثلاثة أشهر عاد إلى الوطن، ويعمل حالياً مدرساً في قسم اللغة الفرنسية بجامعة "دمشق".