يقام على هامش مهرجان "المونودراما" العربي الخامس، ورشة إعداد ممثل بالتعاون مع المسرح الجامعي في جامعة "تشرين" بإشراف المسرحية "أمل عمران"، وذلك في الفترة الممتدة من 3/4/2009م ولغاية 13/4/2009م.
عدد من الشبان والشابات من عشاق المسرح انضم إلى تلك الورشة، فكانت تجربة أولى بالنسبة لبعضهم، في حين أن عددا كبيراً من ممارسي العمل المسرحي قد انتسب إليها هو أيضاً طمعاً في نهل المزيد من المعارف والمهارات المسرحية.
الزمن بالنسبة لي هو أمر غير محسوب، فلا علاقة للزمن في أن يكون الإنسان موهوباً أم لا، ومن اللحظة الأولى يمكن أن تكتشف الموهبة، فتكون كل ثانية في زمن الورشة هي إضافة وتطوير للزخيرة التي تحملها تلك الموهبة
elatakia زارت مقر المسرح الجامعي بتاريخ 9/4/2009م، في مقره الكائن في الوحدة السابعة من السكن الجامعي لجامعة "تشرين"، واطلعت على التجربة حيث تعمل مشرفة الورشة "أمل عمران" من الحادية عشرة صباحاً حتى التاسعة مساءاً مما أتاح للمشاركين استثمار وجودها بينهم إلى حده الأقصى.
هناك كانت المسرحية "عمران" قد قطعت شوطاً كبيراً مع المجموعة، حيث ظهرت ملامح عمل مسرحي كانوا يعملون على بلورته، وقد شرحت لنا "عمران" ذلك بقولها:
«لدي في هذه الورشة مهمتين، واحدة صباحية وأخرى مسائية، ففي الورشة الصباحية أتعامل مع شباب ذوي خبرة اشتغلوا في ورشات سابقة، مع الفنان "نضال سيجري" والفنان "هاشم غزال" وغيرهم من الأكاديميين، فهم مهيؤون جسدياً، وروحياً، وتقنياً، ونفسياً، وهذا الأمر ساعدني منذ اللحظة الأولى لأن نبدأ سوياً بإعداد فكرة عمل مسرحي، وفيه خرجت الأفكار من المجموعة عن طريق الارتجال في مربع العمل، الذي سمح لنا باستنباط أفكار وإمكانيات ولعب، حيث بدأت المجموعة تناقش فكرة أولية، وكانت تحت عنوان اعتباطي هو "السلوك التافه" الذي من الممكن أن يمارسه أحدنا، ومن هنا وصلنا لعنوان هو "احتفال بيوم تافه" قد يتطور لاحقاً ليشكل في النهاية عملاً مسرحياً متكاملاً، وبالتالي أنا الآن أوجه جهدي لأن نذهب سوياً أنا والمجموعة في هذا الاتجاه».
كما أوضحت عملها في المساء مع فئة أخرى من المنتسبين للورشة:
«المشاركين في الورشة المسائية هم جميعاً مبتدئين، لم يسبق لهم العمل المسرحي من قبل، ونحن نعمل سوياً لأن ننجز بعض المشاهد المونودرامية، وفي هذه اللحظة ألمس في الورشة من المشاركين بذوراً لأعمال يمكن أن تتحول إلى عروض مونودرامية ناجحة، فجميع المنتسبين إلى الورشة، سواء كانوا مبتدئين، أو متمرسين يكتبون هم مادتهم الدرامية، في حين أعطيهم الملاحظات التي تساعدهم على النجاح في تجربتهم».
في سؤال حول الزمن المحدود للورشة إن كان قادراً على إعداد ممثل حقيقي أم لا فقالت:
«الزمن بالنسبة لي هو أمر غير محسوب، فلا علاقة للزمن في أن يكون الإنسان موهوباً أم لا، ومن اللحظة الأولى يمكن أن تكتشف الموهبة، فتكون كل ثانية في زمن الورشة هي إضافة وتطوير للزخيرة التي تحملها تلك الموهبة».
أثنت "عمران" على المواهب الموجودة، وتمنت أن ينشاً تجمع مسرحي حقيقي من هؤلاء الشباب والصبايا، بما يمتلكونه من قدرات تمثيلية، وقدرات في مجال الكتابة.
في المقلب الآخر كان المشاركون نهمون لاستثمار كل ما يمكن أن تقدمه لهم مشرفتهم، في سباق زمني مع الساعة، يجتزئون منها بعضاً من الوقت لحضور محاضراتهم الجامعية، وقد التقينا منهم الشابة المسرحية "لارا صبيح" التي سبق لها أن خضعت لعدة دورات تمثيلية، كان أولها دورة إعداد ممثل، أشرف عليها الفنان "نضال سيجري" فتحدثت عن سبب انتسابها للورشة قائلة:
«نحن المسرحيون الشباب في "اللاذقية" نعمل كهواة، لذلك ينقصنا شخص أكاديمي نعمل معه، في المرحلة الأولى كنا نعتمد على موهبتنا ولم يكن ذلك أكاديميا فنحن بحاجة لكثير من المعلومات، والتمارين، إضافة لحاجتنا لأن نعرف كيف نتعامل مع الفكرة، والنص، والرواية، نحن أيضاً بحاجة لمن يرشدنا ماذا نقرأ، وكيف نقرأ، كل ذلك تقدمه لنا الخبرات والكفاءات التي تشرف على مثل هذه الورش المسرحية، وبالتالي كان من الطبيعي أن أسعى لأن أنضم إليها».
"عاصم غزال" شاب يخوض تجربته الأولى في عالم المسرح وقد برر ذلك قائلاً:
«قررت دخول المسرح كونه تجربة فريدة وقليلون هم الذين ينجحون فيها، لا أحب أن تفوتني فرصة، أو تجربة في حياتي دون أن أخوضها مهما كانت، وقد كنت بانتظار هذه الورشة لكي أنخرط فيها، وبعد هذه المرحلة القصيرة التي قطعتها شعرت فعلاً أن هذا هو الهدف الذي أبحث عنه».
بانتظار هؤلاء الشباب استحقاق هام قادم، فبعضهم سيتم اختياره لتأدية بعض المشاهد المونودرامية في المقاهي الثقافية، ضمن فعاليات مهرجان "المونودراما العربي الخامس" الذي يقيمه "البيت العربي للموسيقا والرسم في اللاذقية" في امتحان صعب يخوضونه للمرة الأولى.