الابتسامة وروح الإبداع والمشاركة ظهرت على وجوه الأطفال وهم يعجنون وينحتون آمالهم وأفكارهم بروح مرحة في ورشة عمل "النحات الصغير"، هذه الورشة التي وفّرت كل المواد اللازمة للأطفال لكي ينحتوا ويرسموا عناصرهم الصغيرة والبريئة على قطع من عجينة النحت.

موقع "eSyria" بتاريخ 19/3/2010 حضر فعاليات افتتاح ورشة عمل "النحات الصغير" التي تعتبر جزء من فعاليات مهرجان "شكسبير" المقام على مسرح معرض دمشق الدولي، وخلال جولتنا بين الاطفال الذين شاكوا بالورشة التقينا بالمشرف عليهم النحات "مصطفى علي" الذي عبر عن سروره بإقامة هذه الفعالية، وأكد على أن اسم "ورشة عمل النحات الصغير" هو من فكرة الأستاذ "عمار اسماعيل" الذي يدير المهرجان، فهو اسم يجذب الجمهور لينمو مواهب أطفالهم، وعن الورشة قال: «هي ظاهرة تنمي الذائقة الفنية التي تشكل شخصية الطفل، فأكثر وسيلة للتعبير عند الطفل أن تعطيه أدوات فنية ليعبر عنها بكامل حريته، فالفنون تنمي المدارك وتقوي الأحاسيس وتعلم الإنسان كيف يصنع الحياة فيما بعد، إضافة إلى تنمية الذائقة العامة، وإن البلد الذي يتأسس فيه الأطفال فنياً يكونون هم الذين يعرفون الوطن ومعنى الحياة، فالتربية الفنية هي من أهم المواد التي ترتقي بأفكار الأطفال وتعلمهم الحياة».

إنني سمعت بأن ريع هذا المهرجان وهذه الأعمال سيعود لجمعية "بسمة" التي تهتم بالأطفال المصابين بالسرطان، وقد قمت بنحت هذا الرمز لخصوصيته التي تعبر عنهم، أنا سعيدة لأنني هنا أشارك في هذه الفعالية وأتمنى أن نكرر التجربة في كل عام

وأكد "مصطفى علي" أنهم في هذه الورشة يقدمون للأطفال كل الأدوات والمواد اللازمة ليصنع الطفل منحوتته بكامل حريته، إضافة إلى الإشراف عليهم من خلال مساعدتهم في بعض المواضيع، وعن دور مؤسسة "مصطفى علي" بالمشاركة في هذه المناسبات والورش الفنية للأطفال يقول: «إن هدف المشاركة في هذه الورش هو تأسيس الإنسان فنياً لحب الحياة والوطن بكامل الحرية، فالناس قديماً كانوا يرسمون على جدران الكهوف، ومن هنا نستنتج أن الفن حاجة ماسة وضرورية لحياة الإنسان، فكيف بنا نحن أبناء القرن /21/ أن لانتذوق الفن ونعلمه لأطفالنا وأولادنا».

مصطفى علي

من القائمين بإدارة وتنظيم المهرجان التقينا الأستاذ "عمار اسماعيل" ليحدثنا عن فكرة فتح جناح باسم "ورشة عمل النحات الصغير": «لقد أقمنا ورشة العمل هذه بإشراف النحات "مصطفى علي" في مسرح معرض دمشق الدولي بين يومي 19 – 20 آذار، يومي 26- 27 آذار، يومي 2 – 3 نيسان في الساعة العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية عشر، للأعمار 5 سنوات إلى 12 سنة، حيث إن فكرة وهدف "ورشة عمل النحات الصغير" هو من مبدأ التزامنا بالمساهمة الإيجابية في المجتمعات وجعلها متطورة بشكل استثنائي, فنحن نسعى إلى تقديم كل الأدوات اللازمة للطفل للعمل على فكره وإبداعه من خلال النحت، وهذه الورشة واللوحات الفنية المصنوعة بأيدي الأطفال لاتقام فقط لدعم الجمعيات الخيرية مثل "بسمة", بل ليزرع حس المسؤولية الاجتماعية لديهم, إلى جانب استثمارنا في المستقبل بشكل مفيد, فنحن نؤثر بشكل رائع وسليم في بنائهم الأخلاقي كما نوسع آفاق الرؤية لديهم ونشجعهم على التفكير أبعد من ذاتهم».

أمهات الأطفال كانوا جزءاّ من هذه الورشة التي فتحت المجال أمامهن مساعدة أطفالهن، وهنا تقول السيدة "ميسون عزيز" التي أتت مع طفلتها للمشاركة في هذه الفعالية: «إن هذه التجربة جميلة لما لها تأثير في تنمية مواهب الأطفال وخيالهم وتشجيعم على العمل الفني، بالإضافة إلى

نظرة أمل

المشاركة مع الأطفال الآخرين وزرع روح المشاركة والتعاون بينهم، إنها من المبادرات الجميلة التي تتم بوجود الأهالي ورفقتهم، وهذا كله يعود إلى خلق جيل فني جديد ينتبه للمنحوتات الموجودة في الشوارع ويهتم بها، إضافة إلى القيام بتشجيع المبادرات الفنية لدى الموهبين».

أما طفلة السيدة "ميسون"، "منايا السواح" فكانت ترسم أول حرف من إسمها وهي تشارك الأطفال الآخرين في تبادل الأفكار وطرح المواضيع لنحتها.

من أجواء الورشة

أجواء من الفرح والإبداع الطفولي كانت تدور في الورشة، هذه الورشة التي فتحت الباب أمامهم ليعبروا عن أمالهم وأمنياتهم وأحلامهم البريئة، وهنا تقول السيدة "سوسن شيخ ابراهيم": «سمعنا بإقامة هذه الورشة من خلال المدرسة التي تدرس فيها طفلتي "عصمت"، وقد بادرنا بالمشاركة فيها لأنها تجربة مهمة للأطفال لتبادل الآراء والأفكار الفنية بينهم، كما أن هذه التجربة تنمي الموهبة الفنية لدى الأطفال، فالموهبة الفنية عند الأطفال في هذا العمر بحاجة إلى من الإشراف والقيادة إلى المفاتيح الصحيحة للإبداع».

بالقرب من السيدة "سوسن" التقينا بطفلتها "عصمت شيخ ابراهيم" التي نحتت على مادة "المعجون" إشارة السرطان، وخلال سؤالنا لها عن سبب نحت هذا الرمز قالت: «إنني سمعت بأن ريع هذا المهرجان وهذه الأعمال سيعود لجمعية "بسمة" التي تهتم بالأطفال المصابين بالسرطان، وقد قمت بنحت هذا الرمز لخصوصيته التي تعبر عنهم، أنا سعيدة لأنني هنا أشارك في هذه الفعالية وأتمنى أن نكرر التجربة في كل عام».

الجدير بذكره أن ورشة عمل "النحات الصغير" تقام ضمن فعاليات مهرجان "شكسبير"، حيث يقام بالتعاون بين مديرية المسارح والموسيقا وشركة addition services مهرجان شكسبير في دمشق في الفترة ما بين /19/ آذار و/30/ نيسان القادم على مسرح معرض دمشق الدولي، ويتضمن مجموعة من الفعاليات منها، عرض مسرحية الليلة الثانية عشرة لـ "وليم شكسبير" الساعة السادسة مساء 28 آذار الجاري، يقدمها مسرح برمنغهام البريطاني المرشح هذا العام لجائزة أهم المسارح البريطانية عن آخر أعماله، ومعرض للكتاب باللغة الإنكليزية، وورشة عمل للدراما المسرحية بالتعاون مع مسرح برمنغهام البريطاني، إضافة إلى ورشة النحّات الصغير للأطفال بإشراف النحّات "مصطفى علي" بتاريخ 19 آذار الجاري لغاية 3 نيسان القادم، ومسابقة رسم للأطفال، ومعرض فني تعرض فيه الأعمال الفائزة من مسابقة الرسم والأعمال المميزة من ورشة النحّات الصغير وصور فوتوغرافية عن مراحل العمل، كما أن ريع هذا المعرض يعود للأطفال المصابين بالسرطان.