في تجربة تجريدية جديدة يقدم الفنان التشكيلي "إبراهيم حسون" كوكبة من الأعمال الفنية التي ترصد تطور التجربة الفنية لديه، وتشكل استمراراً للمعارض الفنية التي قدمها في السابق. وذلك من خلال معرضه الفني الذي افتتح مساء الثلاثاء 3/5/2011 في صالة الأسد للفنون الجميلة، تحت رعاية المهندس "علي أحمد منصورة" محافظ "حلب".

يقدم الفنان "إبراهيم حسون" من خلال أعماله المعروضة تجربة تجريدية تتلاقى فيها العناصر الرمزية التي تختزنها ذاكرة الفنان لتقدم لوحة فنية بأبعاد مختلفة، تتلاقى كثيرا من خلال تأثير البيئة الريفية على أعمال الفنان من حيث الرموز والألوان والأبعاد الفكرية التي تحملها كل لوحة على حدة. فبرزت الرهافة الحسية جلية في معظم الأعمال من خلال اتجاه الفنان نحو تقديم صيغ فنية معاصرة.

تعتمد لوحات الفنان "إبراهيم حسون" في هذا المعرض على تكنيك جميل متمثل في مواضيع متعددة، فهو يمتلك اتزانا في التكوين وتوزيع اللون بشكل جميل. ولدى الفنان مخزون قوي بالبيئة الريفية من خلال القبب والبيوت الطينية وزي المرأة التقليدي. كما لديه تجربة طويلة وهو من الفنانين الذين يعملون بشكل يومي وكثير البحث ما يعطي نتائج جميلة في أعماله..

وللحديث أكثر عن المعرض التقينا في موقع eSyria الفنان "إبراهيم حسون" الذي تحدث عن معرضه قائلاً: «في هذا المعرض أقدم منطقا تجريديا من خلال ذاكرة بصرية، أقوم بطرح المفردات التي أتكئ عليها من خلال العديد من الرموز التي قد تكون طائرا أو بيتا أو شخصا، والأهم هو كيف تقوم هذه العلاقة بين كل تلك العناصر وكيف تقدم نفسها وتخلق رابطا تعبر فيه عن حقيقتها.

لا يهمني كثيرا أن أرسم الشكل بمفهومه العيني أو الحسي الذي تدركه العين، فالأهم هو الداخل الذي أعمل على تحليله وإعادة تركيبه من جديد من خلال صناعة تشكيلية ضمن هذه المعادلة التشكيلية التي تقدم تلك العناصر على هذا السطح التصويري، لأقول إن الحقيقة تكمن في علاقة الأشياء ببعضها وليس في شكلها الخارجي.

أما بالنسبة للألوان فهناك العديد من التقنيات اللونية المستخدمة في هذه اللوحات وهذا يعتمد على الغرض الذي تؤديه كل تقنية في إبراز الفكرة والجمالية والفكرية التي أريدها من خلال كل لوحة. فليس لدي مشكلة باستخدام أي تقنية أو سماكة لونية مادامت تخدم الموضوع الذي أُريد إيصاله من خلال العمل الفني..».

من جهته الفنان والناقد التشكيلي "طاهر البني" رأى في معرض الفنان "إبراهيم حسون" تطورا جديدا يضاف لتجربته السابقة، فقال: «يمكن اعتبار هذا المعرض خطوة جديدة في تجربة الفنان "إبراهيم حسون" الفنية التي استمدت مادتها من البيئة الريفية الغنية بالمفردات سواء أكانت المكانية والمعمارية أم المفردات الإنسانية.

استطاع الفنان "حسون" من خلال معارضه المتوالية أن يؤكد انتماءه لهذه البيئة، ونحن دائما نَشْتمّ من أعماله رائحة الأرض والتربة، وطبيعة الإنسان الريفي بما يحمل من قيم عريقة في سلوكه وحياته.

طاهر البني

بالنسبة للمعرض الحالي هناك تجاوز في الأدوات الفنية عن المعارض السابقة، فهو حاليا يميل إلى المساحات التجريدية أكثر من التشخيص، وهذه المساحات عولجت برهافة كبيرة وإحساس جميل بالواقع. وهي تؤكد سعي الفنان نحو إيجاد صيغ فنية معاصرة تتجاوز الصيغ القديمة التقليدية، وتبني رؤية هامة في عالم التشكيل المعاصر.

لذلك نرى التنوع الجميل في المعرض من خلال التكنيك ولكن الموضوع يبقى دائما موضوعا أساسيا مستمدا من البيئة السورية ولا سيما البيئة الريفية التي ينتمي إليها الفنان والذي استطاع ان ينقل ما فيها من مفردات وقيم جمالية وإنسانية وتعبيرية في لوحاته».

وعن التقنية اللونية المستخدمة، قال الأستاذ "البني": «الفنان "إبراهيم حسون" يميل دائما نحو الألوان الهادئة الوادعة، وعلى الرغم من ذلك فأنت ترى إحساسا دراميا في اللوحة الفنية، فهي تنتقل بك من الأجواء المفعمة بالحركة والألوان القاتمة إلى الرحابة والألوان الحيادية.

وأثناء معالجته للالوان القاتمة تلاحظ هناك نبرات مضيئة تسطع في عمق اللوحة لتبني ما فيها من جمال قد يزرعها الفنان في لوحته وهذا يعكس إحساسا دائما بالتفاؤل يأتي عن طريق فهم الفنان لاستخدام الألوان القاتمة والمشعة والحارة والباردة في آنٍ معاً، فهو يوظف خبرته في هذا المضمار..».

بدوره الفنان "حنيف حمو" قدم رأيه بالمعرض قائلاً: «تعتمد لوحات الفنان "إبراهيم حسون" في هذا المعرض على تكنيك جميل متمثل في مواضيع متعددة، فهو يمتلك اتزانا في التكوين وتوزيع اللون بشكل جميل. ولدى الفنان مخزون قوي بالبيئة الريفية من خلال القبب والبيوت الطينية وزي المرأة التقليدي. كما لديه تجربة طويلة وهو من الفنانين الذين يعملون بشكل يومي وكثير البحث ما يعطي نتائج جميلة في أعماله..».

الجدير ذكره ان الفنان "إبراهيم حسون" من مواليد 1972، اجازة في الفنون الجميلة من جامعة "دمشق" عام 1995. عضو اتحاد الفنانين التشكيليين. أقام 14 معرضا فنيا فرديا داخل "سورية" وخارجها، بالإضافة إلى العديد من المعارض الفنية المشتركة.