تتعدد الأغاني التراثية الشعبية في منطقة وادي الفرات وتعتبر "الهديوات" من أغاني التراث أو من الموروث الشعبي والتي تحفظها الأمهات في المنطقة عن ظهر قلب ويرددنها لأطفالهن ما قبل النوم.
وللحديث عن "الهديوات" التقت مدونة وطن "eSyria" في 5/4/2013 الحاجة "شمسة التمر" فقالت: «تمتاز الأغنية الشعبية الفراتية ببساطة كلماتها وصدق تعبيرها فهي اقرب إلى القلب بمضمونها، و"الهديوات" لون من ألوان الغناء وتعتبر من الموروث الشعبي في الفرات والذي تم توارثه عبر الأجيال، وقد أدت المرأة الفراتية هذا اللون من الغناء بإتقان، وهي أغانٍ ما زلنا نرددها لأطفالنا قبل النوم لتهدئتهم ليسترخوا ويناموا سريعاً، وأيضاً تعتبر هذه الأغاني تسلية للام لتعبر عن مشاعرها وما يكمن في داخلها من أحاسيس حب وعطف لطفلها وليس مهماً أن يكون صوت الأم جميلاً وإنما تعتمد على دفء وحنان الأم وإحساسها بترديد الكلمات وهي تقوم "بهدهدة" طفلها، وتبقى تردد الأغنية إلى أن يغفو طفلها ما بين يديها وينام في أحضانها، وهذه الأغاني قد حفظناها عن أمهاتنا عن ظهر قلب».
من المعروف أن الطفل الرضيع لا يعرف الفرق بين الليل والنهار فكانت "الهديوات" الوسيلة للتمييز بينهما وإعطاء الطفل الشعور بأنه حان وقت النوم، حيث تقوم الأم بهدهدته والغناء له ما يساعد على تبطئة نظام الحركة والإحساس لديه، ولذلك على الأم أن تقوم بالغناء لطفلها ليتعود على موعد نومه ولا تقلق بشأن صوتها فالصغير لن ينتقد أسلوبها في الغناء بل سيحب ما تبذله الأم من مشاعر وأحاسيس وجهد من اجل إسعاده وتهدئته
أما الدكتور "احمد مرير" فيقول: «من المعروف أن الطفل الرضيع لا يعرف الفرق بين الليل والنهار فكانت "الهديوات" الوسيلة للتمييز بينهما وإعطاء الطفل الشعور بأنه حان وقت النوم، حيث تقوم الأم بهدهدته والغناء له ما يساعد على تبطئة نظام الحركة والإحساس لديه، ولذلك على الأم أن تقوم بالغناء لطفلها ليتعود على موعد نومه ولا تقلق بشأن صوتها فالصغير لن ينتقد أسلوبها في الغناء بل سيحب ما تبذله الأم من مشاعر وأحاسيس وجهد من اجل إسعاده وتهدئته».
ويتحدث الكاتب "صهيب الجابر" عن معنى "الهديوات" ومصدرها فيقول: «معنى كلمة "هديوات" أتت من "الهدهدة" وهو ترنيم الأم لابنها لينام، ويقال هدهدت الصبي أي حركته لينام وهي تحركه إما في سريره المخصص له أو ما بين يديها أو في حضنها، و"الهديوات" هي مجموعة من الأغاني يتم تأديتها دون موسيقا وإنما تعتمد على صوت الأم ومشاعرها التي تداعب سمع الطفل فينام بهدوء، وتعتبر "الهديوات" من الأغاني القديمة في دير الزور وريفها ولا احد يعلم مؤلفها ومن نظم شعرها فهي تعود لمجموعة من الشعراء الشعبيين وتم تناقلها عبر الأجيال وحفظها وهي كثيرة ولكل أم طريقتها في الغناء وإظهار مشاعرها».
ومن هذه الهديوات:
أو أو "حسن" عيني وضو عيوني
وإنت رويحتي واطبق عليك جفوني
أحمد محمد من الشباك مد إيده
من بلاد العجم جاب اليسير بحديده
أول الليل يقرا الحمد ويعيده
وتالي الليل على نبي بيده.
وأيضاً:
أحمد محمد اسمه بالسما محمود
يابو تراجي ذهب يابو عيون السود
عزيت يا خالقي جليت يا معبود
تخلق من الطين خد أحمر عيونه سود.
ومن الهديوات أيضاً:
أصبحت كني جمل وأصرج على نيابي
من كثر الحمول واترايك على جنابي
مطعون جوا القتب والجرح عيابي
لا الجرح يبرى ولا الجمال يدرى بي.
كذلك:
أصبحت ببلاد وأصبحوا خلتي ببلاد
وأصبح قليبي على الفرقة فحم حداد
يا صنعين الخشب حاج تصنعون وتاد
يوم الهنا والفرح كلبي بليا زاد.
ومنها أيضاً:
أربع نواعير تفتل بالهوا الغربي
وأربع نواعير ما تغسل صدا قلبي
لطلع برأس العلو واصيح ياربي
أنا المسكين وين اليدلني على دربي.