يعرف الجميع أن الفاصولياء ذات ثمار خضراء اللون، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت أنواع مختلفة ذات انتشار واسع وفدت إلى "سورية"، تحمل لوناً مختلفاً هو البنفسجي، حيث وجدت في قرية "بستان الحمام" في بانياس الساحل.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3/5/2013 المزارع "نديم شاهين" الذي يقطف حبات البندورة من بيته البلاستيكي لفت انتباهه وجود نبتة فاصولياء ذات زهور بنفسجية اللون، أشار بالقول: «لفتت هذه النبتة انتباهي منذ كانت في طور الإزهار، فقد كانت زهورها بنفسجية اللون وهو الأمر الذي لم نعهده في زهور الفاصولياء البيضاء عادة، وما زرعته كان فاصولياء من نوع "عائشة خانم" كما تسمى، وقد راقبت نمو هذه النبتة وحين بدأت بالإثمار كانت قرونها الصغيرة بنفسجية اللون فاتحة، الأمر الذي لم أعرف له تفسيراً».
رأيت الفليفلة الصفراء أول مرة عام 2004 ولم أتوقع أن تنتشر وتصبح مرغوب فيها سواء للزينة أو للأكل، من يدري قد تصبح للفاصولياء ألوان مختلفة حسب الرغبة
توقع المزارع "شاهين" أن تستعيد الفاصولياء لونها الطبيعي بعد أن تكبر قليلاً، إلا أن لونها لم يتغير، وقام بقطافها، وهنا تقول زوجة المزارع السيدة "منيفة": «حين قطفنا منها للمرة الأولى خفنا من طبخها وأكلها، إلا أنني وعائلتي غامرنا وقررنا أن نطبخها، وكانت المفاجأة أن لونها في الطبخ أصبح كلونها المعتاد أخضر اللون، ومع ذلك بقي الشك يحوم حول طعمتها، وفي النهاية جربنا أكلها وكنا خائفين من التسمم صراحة، إلا أن طعمها لم يختلف عن طعم الفاصولياء العادية أبداً».
ويبدو أن التعديل الوراثي في ثمرة نبات الفاصولياء ليس السبب الوحيد في الحصول على ألوان مختلفة للقرون، وهنا يقول المهندس الزراعي "وسيم ميهوب" شارحاً السبب في الأمر: «هناك عاملان رئيسيان في حدوث عملية التلوين هذه، الأول هو زيادة كمية الآزوت في التربة من خلال تغذية المحصول خاصة البلاستيكي منه، والثاني وجود البرد الشديد، وتضافر هذين العاملين يمكن أن يحول الأغلفة الثمرية لهذه النباتات إلى ألوان كهذه خاصة البقوليات».
يضيف: «قد يكون هناك عامل لا علاقة له بالعاملين السابقين، هو العامل الوراثي، فقد وفدت إلى سورية في السنوات الأخيرة بذور متنوعة وأغلبها معدل وراثياً ودون أن نعطي للموضوع انتباهاً يستحقه، حيث يحتاج المزارع في كل جيل جديد إلى بذور يشتريها من الصيدليات، وفقدنا بالتالي بذورنا المحلية التي لها صفات وراثية وبيئية متوافقة مع البيئة خاصة في الزراعات خارج البيوت البلاستيكية، فلقد كان هناك تقليد يمكن أن نسميه الانتخاب الطبيعي لدى المزارعين يتجلى في اختيار أفضل الثمار لانتقاء البذور للموسم القادم، ويبدو أن هذا التقليد في طريقه للانقراض».
أما المزارع "شاهين" فهو سعيد بهذه التجربة وسوف يعمد لاحقاً إلى توسيع زراعتها لما فيها من غرابة ومن عوامل الجذب التجاري، ويقول: «رأيت الفليفلة الصفراء أول مرة عام 2004 ولم أتوقع أن تنتشر وتصبح مرغوب فيها سواء للزينة أو للأكل، من يدري قد تصبح للفاصولياء ألوان مختلفة حسب الرغبة».